• السبت , 27 أبريل 2024

انس العبدة : ملف المعتقلين والمحاسبة هما ملفان ليسا قابلان للتفاوض، وأن تحقيق العدل للسوريين هو مطلب لا مساومة حوله أو عليه!

أكد رئيس هيئة التفاوض السورية انس العبده أنه اليوم وخلال فعالية “العدالة في سوريا أن ملف المعتقلين والمحاسبة هما ملفان ليسا قابلان للتفاوض، وأن تحقيق العدل للسوريين هو مطلب لا مساومة حوله أو عليه!

كما أشار العبدة خلال منشور له على الفيسبوك آلى أهمية المحاسبة والمساءلة وتحقيق العدالة في سوريا.

اليوم وخلال فعالية “العدالة في سوريا: دور المحاسبة، حقوق الضحايا، والسلام المستدام”، كانت هناك أصوات سورية نفخر بها، أوصلت صور معاناة أهلنا المعتقلين، وتحدثت عن أهمية المحاسبة والمساءلة وتحقيق العدالة في سوريا.

وأكد أن نظام الأسد يحاول استغلال ملف المعتقلين والمفقودين وتحويله من ملف ما فوق تفاوضي إلى ملف يحاول تحقيق مكاسب اقتصادية وسياسية، مبتزًّا السوريين والمجتمع الدولي به.

واضاف العبدة قائلاً:

هناك مئات الآلاف من العائلات، تنتظر بفارغ الصبر خبرًا مفرحًا عن أبنائهم وبناتهم وآبائهم وأمهاتهم في المعتقلات.

فيما يلي نص المنشور كاملاً

ملف المعتقلين والمحاسبة هما ملفان ليسا قابلان للتفاوض، وأن تحقيق العدل للسوريين هو مطلب لا مساومة حوله أو عليه!

كلمتي في الفعالية:

السيدات والسادة الحضور؛تحية طيبة لكم جميعا ضيوفا وسوريين، وأود في البداية شكر الولايات المتحدة وتركيا لاستضافتهم هذه الفعالية المهمة، كما أشكر الاتحاد الاوربي والمانيا دعمهم لهذه الفعالية، وأشكر جميع ممثلي الدول الحاضرة معنا اليوم والتي شاركت بدعم الفعاليات السابقة.

كما أشكر حضور الناشطات والناشطين السوريين والمجتمع المدني السوري الذي نعتز بعمله وجهده وتميزه.حاولت جاهدا أن أختصر حديثي في خمس دقائق، للحديث عن ملفين هما ملف المعتقلين وملف المسائلة والمحاسبة، وهما يحتاجان لكلمة مدتها أيام، لأنه من الصعوبة البالغة أن تختزل معاناة الناس وأوجاعهم في خمس دقائق.

السيدات والسادة، بينما نجلس هنا نتحدث، يقبع مئات آلاف المعتقلين والمعتقلات في سجون نظام الأسد، وكل ذنبهم أنهم طالبوا بدولة ديمقراطية حرة عادلة، يقبعون في سجون لا تمتلك أدنى مقومات الإنسانية، تعذيب جسدي ونفسي، إهانة، برد، خوف، وموت. ربما لا أستطيع أن أشرح لكم عن الواقع المأساوي، لكني متأكد أن بعض الحضور المتحدثين الكرام أقدر على إيصال صورة الكارثة الإنسانية في السجون، لأنهم عانوها بشكل مباشر وشاهدو بأم أعينهم ما قد يعجز اللسان عن وصفه خارج السجن، هناك مئات الآلاف من العائلات، تنتظر بفارغ الصبر خبرًا مفرحًا عن أبنائهم وبناتهم وآبائهم وأمهاتهم في المعتقلات.

في الوقت الذي يحاول فيه النظام السوري استغلال ملف المعتقلين والمفقودين وتحويله من ملف ما فوق تفاوضي إلى ملف يحاول تحقيق مكاسب اقتصادية وسياسية، مبتزًّا السوريين والمجتمع الدولي به.

لقد حاولنا كثيرًا ونبذل كل الجهود الممكنة من أجل دفع ملف المعتقلين إلى الواجهة، وتحقيق ضغط دولي من أجل إطلاق سراح السوريين من السجون بأسرع وقت، لأن هذا الملف لا يُمكن أن يكون جزءًا من أي مفاوضات أو بازار سياسي، هو ملف إنساني، لا تفاوضي. المجتمع الدولي والمبعوث الأممي إلى سوريا يعلمون يقينًا أن النظام هو من يُعرقل التقدم في هذا الملف، وبانتظار أن نرى تحرك فعلي عملياتي ملموس من أجل إطلاق سراح المعتقلين فورا . الإجرام، والتوغل في الدماء السورية، والنار والحديد، هي استراتيجية النظام في قمع الثورة السورية ومطالب السوريين، لذلك فإن المُحاسبة هي مطلب عضوي وضروري، من أجل ردّ الحق لأهلنا، ومنع المجرمين من الاستمرار في أفعالهم وانتهاكاتهم.

إن قانون الحياة قائم ومنظوم بمحاسبة الجُناة والمجرمين، لأنه دون المحاسبة لن يكون هناك نظام، ولن تُحفظ الحقوق، ولن يأمن الناس. النظام السوري يحاول ابتزاز السوريين والمجتمع الدولي، من أجل الإفلات من المُحاسبة والمُساءلة، لكن مُحال أن يرتاح السوريون، وأن يستطيعوا التحرك قُدمًا دون أن يكون هناك محاسبة لكل المجرمين الذين قتلوا أهلهم، وقصفوا منازلهم، وهجّروهم، وحرموهم من أبسط مقومات الحياة.

لقد مضى على ثورة السوريين عشر سنوات، خسروا فيها أغلى ما يملكون من أجل حرّيتهم ومستقبل ديمقراطي عادل، هذه التضحيات لا يجب أن تذهب أدراج الرياح، وأن يُفلت الجُناة بأفعالهم.

المحاسبة والعدالة هي أيضًا ملف لا تفاوضي، لأنه حق الإنسان في بلده، حقّ السوري الذي عانى ويعاني كل يوم. على مجلس الأمن والمجتمع الدولي أن يتحركوا بجدية ويضطلعوا بالتزاماتهم تُجاه الإنسان، الإنسان السوري الذي لم يطلب إلا الحرية والديمقراطية والعيش الكريم.

عاشت سوريا حرّة كريمة

وعاش شعبها الحرّ الأبي

مقالات ذات صلة

USA