• الجمعة , 29 مارس 2024

إندبندنت: رحالة أجانب يروجون لسوريا الآمنة على الرغم من أنها ليست كذلك

موقع تلفزيون سوريا //ترجمة: ربى خدام الجامع

تم توجيه اتهام للمدونيين واليوتيوبريين الرحالة ممن سافروا إلى سوريا بالتطبيع مع نظام الأسد في الوقت الذي ما يزال فيه المدنيون على الأرض محرومين من الأمان.

إذ علق على ذلك الناشط الصحفي فريد المحلول بالقول: “لن تكون سوريا آمنة طالما بقي الأسد مسيطراً على السلطة، فهنالك الآلاف من المعتقلين في سجونه، فضلاً عن انتشار الفقر والبطالة، لذا فإن من يقول إن سوريا آمنة كذاب”.يذكر أن العشرات من المدونيين زاروا سوريا خلال السنوات الثلاث الماضية، ونشروا فيديوهات تدعو لاستكشاف البلد، حقق كل منها ثلاثة أو أربعة ملايين مشاهدة.

لا انتقاد للنظام

أطلقت وزارة السياحة التابعة للنظام 25 مشروعاً سياحياً جديداً في مؤتمر انعقد بدمشق في شهر تشرين الأول الماضي بحسب ما أوردته صحيفة الغارديان.

وتقوم الوزارة بالنشر بشكل دوري على صفحتها عبر فيس بوك، لتظهر المعالم الأثرية وساحل المتوسط، مع عبارات كتبت باللغة الإنكليزية.

وحول ذلك يعلق المدون الرحالة الإسباني خوان توريس الذي قام بعدة رحلات إلى سوريا والسعودية، وبات ينظم اليوم رحلات سياحية لحسابه الخاص تدعو لزيارة سوريا، فيقول: “لن أتفوه بأي شيء سيئ عن الحكومة بكل تأكيد، لأن ذلك يعرضني لخطر الاعتقال، إذ في أي دولة تزورها في العادة، وتفتقر إلى حرية التعبير، هل بوسعك أن تبدأ بالأمور السيئة المتعلقة بالحكومة؟”ماتزال سوريا تعاني من آثار الحرب التي بدأت في عام 2011، وتسببت بنزوح نحو 13 مليون نسمة من بيوتهم، إلى جانب مقتل الآلاف من المدنيين خلال النزاع.

ولهذا حذرت وزارة الخارجية البريطانية مؤخراً من السفر إلى سوريا حيث ورد في بيان لها بأن: “الوضع في سوريا مايزال متقلقلاً وخطيراً بسبب عقد على النزاع المستمر وانعدام الأمن”، وبأن: “داعش ماتزال تنشط كحركة متمردة وتشن هجمات بشكل دوري”.

يصف توريس نفسه على إنستغرام بأنه: “رحالة صرف مستعد للخروج عن الطرقات المطروقة”، ولقد روج لجولات سياحية ضمن مجموعة صغيرة تمتد لخمسة أيام في سوريا، يتم خلالها زيارة مدينة دمشق وبصرى وحلب، وذلك خلال شهر تموز الفائت.

وفي عام 2019، ذكر لإحدى الصحف ما يلي: “تصلني كثير من الرسائل الإلكترونية والنصية من أشخاص غاضبين جداً بسبب ذهاب شخص ما إلى سوريا، لأن ذلك برأيهم يمثل دعماً للحكومة، ولأنه غير أخلاقي. لكني لا أجد أي ضير في ذلك، لأنني لم ألتقط صوراً لنفسي والأبنية المدمرة خلفي”.

سوريا التي لا يعرفها أحد

في شهر آب الماضي، وجهت انتقادات ليوتيوبريين بريطانيين، أحدهما بنجامين ريتش (الذي اشتهر من خلال قناته المعروفة باسم “أصلع ومفلس”)، وسايمون ويلسون، لقيامهما بتصوير رحلاتهما إلى سوريا بطريقة إيجابية.

إذ في فيديو نشر على يوتيوب تحت عنوان: “سوريا التي لن يعرضها الإعلام”، قبل ستة أشهر، يخبر ريتش مشاهدي قناته بأن البلد: “لم يكن كما توقعه على الإطلاق… حقيقة سوريا هي أن هنالك أشخاصا يدعونك إلى الحانات لتشرب ويطلبون منك بصورة مستمرة أن تسافر إلى حمص لترى الحسناوات هناك”، وقد كتب كل ذلك في قصص نشرها على إنستغرام.

كما ذكر أنه توقع من تلك الرحلة أن تكون: “أسبوعاً بلا كحول”، وبأنه لن يكون بوسعه أن ينظر إلى الفتيات هناك.

ولكن في مقطع فيديو صوره في مدينة حلب، ذكر ريتش لمشاهديه بأنه لا يحس بأي خطر على الإطلاق هناك.وتعقيباً على ذلك، ذكر أحد السوريين الذي يعيشون في دمشق بأن: “الحياة الطبيعية التي يصورونها ما هي إلا جحيم بالنسبة للمدنيين”، وذكر كيف احتشد الآلاف من المواطنين عند جسر الرئيس في مطلع هذا العام: “بانتظار أقاربهم المعتقلين حتى يتم إطلاق سراحهم” بموجب عفو رئاسي.

ويتابع هذا الرجل بالقول: “لا أظن بأن الفقر والذل والقمع والمخاطر الأمنية تسمح للمدنيين بأن يعيشوا حياة طبيعية… فراتب الموظف هنا يقل عن 30 دولارا بالشهر، في حين أن الحد الأدنى لتأمين الاحتياجات اليومية يصل إلى نحو 300 دولار”.

نشر كل من الرحالة بين وهو يوتيوبر هندي، اسمه بارامفير سينغ بينيوال ويوتيوبر أميركي اسمه توماس براغ، لديه قناة اسمها نظرية نعم، فيديوهات حول زياراتيهما لسوريا خلال العام المنصرم.

حيث يسافر المدونون عادة برفقة دليل سياحي من أبناء البلد، إلا أن من ينتقدون هؤلاء يزعمون بأن النظام السوري هو من يقدم الأدلاء السياحيين لهؤلاء المؤثرين.

إذ إن نائب وزير السياحة التابع للنظام السوري، واسمه غياث فرح، ذكر لإذاعة ميلودي إف إم في شهر تموز الماضي بأن المدونيين “الذين لديهم كثير من المتابعين، عندما ينشرون مقطع فيديو لزيارتهم لتلك الأماكن في سوريا، فإنهم بذلك يقومون بدعاية لها”.وأضاف بأن الوزارة: “تعوض المشاركة الخارجية في ظل الحصار [أي العقوبات] بالتنسيق مع مكاتب السياحة، واتحاد غرف السياحة وغيرها”.

إلا أن أيمن عبد النور مدير منظمة مسيحيو سوريا من أجل السلام، يقول: “إن صانعي المحتوى الذين يزورون سوريا يخدمون مصالح النظام بطريقة أو بأخرى، لأنهم ينقلون فقط ما يريد النظام أن يصدّره”.

يذكر أن تقريراً دولياً صادراً عن منظمة هيومان رايتس ووتش في عام 2022 خلص إلى أن عملية إعادة انتخاب بشار الأسد رئيساً للبلاد في أيار 2021 أتت في الوقت الذي كان النظام السوري فيه: “يواصل إخضاع المئات من الناس ويشمل ذلك اللاجئين العائدين، فضلاً عن الاعتقال العشوائي والتعذيب، في الوقت الذي يعاني فيه الملايين من الشعب السوري من الجوع.

كما أن النقص المعتاد في السلع الأساسية التي تشمل الخبز والوقود أصبح أمراً شائعاً، ولهذا زاد عدد السوريين الذين باتوا بحاجة لمساعدة إنسانية بنسبة 21% خلال عام 2021، ليصل إجمالي عددهم إلى 13.4 مليون نسمة”.

وفي الختام، لابد وأن نورد بأن صحيفة الإندبندنت تواصلت مع وزارة السياحة لدى النظام في سوريا حتى تعلق على الموضوع.

المصدر: Independent

مقالات ذات صلة

USA