• الثلاثاء , 3 ديسمبر 2024

محمد علي عيسى : القضية الكوردية في سوريا هي قضية وطنية بإمتياز

محمد علي عيسى : القضية الكوردية في سوريا هي قضية وطنية بإمتياز

في لقاء  حصري لموقع رابطة المستقلين الكورد السوريين مع السياسي الكوردي والقيادي في. رابطة المستقلين الكورد محمد علي عيسى حيث أكد :
ان الكورد جزء من نسيج المجتمع السوري و إحدى أهم مكوناته الرئيسية باعتبارهم ممثلي ثاني أكبر قوميه في سوريا فهذا يضع القضية الكوردية في سوريا في معادلة جدلية لا بديل عن تطبيقها -إن كان هناك ثمة رغبة في الوصول لحل للأزمة السورية التي  تتحقق فيها العدالة و الديمقراطية فهذا لا يتحقق  ما لم ينل الكورد على كافة حقوقهم وان تحظى القضية الكور ذروة أولويات أي نظام قادم و على العكس تماماً فلن يحصل الكورد على كافة حقوقهم و و لن ينعموا بالعدالة المرجوة إلا في ظل سوريا ديمقراطية حرة .
لذا ولكي نسعى لأهدافنا ككورد فلابد أولاً من إيجاد مخرج للأزمة الراهنة و الوصول بسوريا إلى الأهداف التي انطلقت من أجلها الثورة و هي الحرية و العدالة الاجتماعية و تحقيق مبدأ تكافؤ الفرص.
ومن ناحية أخرى وفيما يتعلق بالشكل الذي يجب أن يكون عليه نظام الحكم , أشار عيسى :
أنه لا يمكن من الآن التنبؤ بالشكل الأمثل لكن انطلاقاَ من المعطيات الراهنة يمكننا اعتبار اللامركزية هي الأفضل فهي كفيلة بتحويل سوريا من شكلها القديم البالي و هي الدولة البسيطة و المعتمدة على مبدأ المركز الأوحد و الفروع التابعة الى شكل أكثر مرونة و هي الدولة المركبة اللامركزية و التي قد تكون على شكل فدرالية اوعلى شكل لامركزية سياسية لكن يبقى الأهم هو توافق كافة مكونات الشعب السوري على هذا الشكل  المفترض .

وردا على سؤال مراسلنا حول مستقبل المنطقة بعد القضاء على داعش أجاب عيسى :
أنه بعد انتهاء مرحلة داعش أصبحنا أمام ثلاث سيناريوهات:
السيناريو الأول هو السيناريو (الروسي-الايراني-الأسدي ) و مفاده هو إعادة النظام الى شرقي الفرات و تفعيل إتفاقية أضنة الموقعة آنذاك بين النظام و تركيا مع تعديل بعض بنودها فيما يتوافق مع رغبة ومصالح تركيا في توسيع نفوذها في هذه المنطقة , وهذا النموذج مرحب به من قبل ال (ب ك ك) و عوالقه كونه يمدد لهم مدة صلاحيتهم لدى النظام الذي سيستعملوه في معاركه في بقية المناطق بحجة محاربة الإرهاب و من ثم يتخلص منهم , لكن هذا النموذج لا يلبي طموح كافة مكونات المنطقة لأن ثمة أكثر من 500 الف شخص مطلوب من قبل النظام الذي لن يعود حاملاً الورود بل سيعود منتقماً و خير دليل على ذلك تجارب المصالحة الفاشلة في جنوب درعا و غيرها والتي دخلها النظام و عاد لممارسة التنكيل و القتل .
و ربما ما يقف عثرة أمام تنفيذ هذا المشروع هو استراتيجية الحكومة الامريكية والتي ترفض التواجد الايراني في شرقي الفرات و تحاول جهدها في افشال إتمام مشروع (الهلال الشيعي) لذا لن تقبل امريكا أبدا بعودة النظام الى هذه المنطقة

اما السيناريو الثاني فهو قيام أمريكا بالتعاون مع الاتحاد الاوربي و تركيا بتشكيل قوة عسكرية موحدة مكونة من ال ي ب ك ( لكن بعد التاكد من فصلها كليا عن البكك) و قوات ب بشيمركة روجافا بالاضافة الى قوات النخبة العربية للوصول الى قوة وطنية خاضعة لقيادة عسكرية و التي بدورها تخضع لقيادة سياسية ممثلة من كافة مكونات المنطقة و من ثم إجراء انتخابات محلية تحت اشراف دولي , ولكن ليس قبل استبعاد كل الاطراف الغير سورية مثل ال(ب ك ك).
و من الطبيعي أن يكون للدور التركي فعالية وأهمية كبيرتان في هذا النموذج كون تركيا دولة محورية في المنطقة و لديها حدود مشتركة لأكثر من 500 كم. و أن أهم ما يعزز من فرص هذا النموذج هو الفشل الامريكي في جذب اي قوة اوربية او حتى عربية لإدارة المنطقة.
و أنا أرى أن هذا النموذج هو الأفضل و الأنسب للمنطقة كما أنه الأقرب للتطبيق , كون أن حظوظه تتزايد يوما عن يوم خاصة وأن المناقشات بين أمريكا و تركيا قد خطت خطوات مهمة و متقدمة.
النموذج الثالث هو قيام تركيا باجتياح منطقة شرقي الفرات بجيشها مع من يدعون بإنهم جيش الحر في تجربة مماثلة لما حدث في عفرين , و اعتقد أن هذا النموذج مستبعد كونه لا يحظى بموافقة احد من الدول العظمى , كما أنه اثبت فشله في عفرين

كما أكد عيسى ان الاجتياح التركي تم باتفاق دولي بمباركة روسية و إيرانية و بصمت أمريكي و تم خلالها مقايضة عفرين بمناطق أخرى.
كما أن ممارسات Pydمن تجنيد للقاصرين و فرض الأتاوات و تصفية معارضيه و تضييق الخناق على الشعب بالإضافة لاستفزازها الدائم لتركيا من خلال قيام المظاهرات ضدها و رفع صور أوجلان , هذه الأمور بالمجمل أعطت تركيا الحجة دولياً لاقتحام عفرين , فقامت pyd بإقحام عفرين في معركة عبثية محسومة النتائج و كانها تقامر بها و بأهلها دونما حس بالمسؤولية و في النهاية تشرد الكورد هناك و استبيحت ممتلكاتهم و أحرقت منازلهم و أشجارهم لكن الذين أدعوا المقاومة و الشجاعة من قيادات pyd كانوا أول الفارين محملين بالاموال تاركين عفرين في ما اقترفته  ايديهم بعد أن قاموا بتفخيخ المنازل ليحولوا دون عودة الاهالي لها مشاركين بذلك بالتغيير الديموغرافي للمنطقة و هاهم الان يزرفون دموع التماسيح و يثيرون العواطف و ينادون بتحرير عفرين محاولين خداع البسطاء و ايهامهم بانهم حريصين على عفرين و اهلها ولكن , من يريد تحريرها ما كان ليدخلها هذا الناروما كان ليجلب لها هذه الويلات.
برأي أن تجربة عفرين بالنسبة للجانب التركي كانت تجربة فاشلة من خلال اعتماد تركيا على عصابات و ميليشيات دخلت عفرين لتسرقها و تنهب ممتلكات أهلها و تعيث فيها فسادا, و هذه الممارسات صبت في صالح ال(ب ي د) كون هذه الميليشيات بدت البديل الأسوء و الغير مناسب مقارنة مع ال بيد في المنطقة.
في قناعتي أرى أنه يجب إخراج هذه الميليشيات في أسرع وقت ممكن و إصلاح ما قامت بافساده و الاهم هو تفعيل دور المجالس المحلية و توسيع صلاحياتها , و نحن في الرابطة ندعم هذه المجالس كما نهدف لاعادة الاهالي الى بيوتهم و اراضيهم  و توجيه أكبر قدر من المؤسسات الخدمية و المنظمات الاغاثية و الحقوقية الى عفرين لمساعدة أهاليه.
و في النهاية عفرين ستبقى لأهلها و التحدي سيكون أمام الحركة الكوردية لتكثيف نشاطاتها للمحافظة على كوردية عفرين , و كما اقول دائما أهل عفرين أدرى بشعابها فهم يعلمون جيدا من الذي أدخلهم هذا الأتون و وهم بمثقفيهم و مفكريهم و أكاديميهم قادرون على تجاوز هذه المرحلة و إيصال عفرين الى برالامان.

ومن ناحية وتعقيبا على تصريحات جيمس جيفري قال عيسى :
ما من جديد في تصريح جيفري فهو موقف الحكومة الامريكية و الذي لطالما كان واضحا و هو أن علاقة أمريكا مع ال(ب ي د) هي علاقة زمنية مؤقتة تنتهي بانتهاء المهام الموكل اليها و ليس ثمة أي ضمانات او إتفاقيات سياسية
والآن تتوجه أمريكا لتسوية الخلافات العالقة بينها و بين تركيا و هي تراعي مخاوف و حساسية تركيا تجاه القسد لذا لن يكون هناك أي وجود للقسد ضمن القسم الاول للمنطقة الآمنة والذي يقدر ب 20 ميل والذي سيبقى تحت الرعاية الامريكية التركية , أما مابعد هذا القسم ستبقى نشاطات القسد في محاربة ما تبقى من داعش و مواجهة الميليشيات الايرانية و هذه المهمة الاخيرة أشك في نجاحها لأن ال(ب ك ك) لن تفرط بعلاقاتها الوطيدة والتاريخية مع ايران و تحارب ميليشياتها في سوريا و أظن بأن هذا الخلاف سيكون سبب نهاية أيام العسل بين القسد و امريكا.

كما أكد عيسى ان
ال(ب ي د) الآن في أزمة حقيقية خاصة بعد التوجه الامريكي لمحاربة الميليشيات الايرانية و توكيل القسد بهذه المهمة و التي كما ذكرت سابقا بانها مهمة صعبة لأن pyd لن تجرؤ على أن تقوم بهذه الخطوة و تعكر صفو علاقاتها مع ايران.
و لأن دخول النظام ( الاب الروحي لpyd) الى منطقة شرقي الفرات خط أحمر بالنسبة لامريكا بالتالي pyd الآن يعيش حالة ضياع و تخبط , و كما العادة دائما كلما ضاق به الخناق توجه الى المجلس الوطني متمسك بحباله لعله ينقذه سياسيا من هذه الازمة حتى دون أن يبادر بأية مبادرة حسن نية فمازالت معتقلاته تعج بالناشطين السياسيين و مازالت قرارات منع فتح المكاتب للمجلس و احزابه قائمة .
برأي أن ال(ب ي د) غير جاد فيما يدعي و بأن المجلس الوطني عليه يعي خطورة المرحلة و ان يتعظ من تجاربه السابقة مع ال(pyd) و ألا يقع في نفس الأخطاء

وحول رسالة اوجلان الأخيرة أشار عيسى :
السؤال السابع
أن هذه التصريحات هامة ولها أبعاد عدة خاصة و أنها أتت بعد ثماني سنوات من حصار طبقتها تركيا على اوجلان.
لعل أهم هذه الأبعاد هي البعد السياسي الداخلي التركي و المتعلق بالانتخابات التركية لبلدية اسطنبول في حزيران القادم فحزب ال( آك بارتي) الذي يرأسه أردوغان لا يريد أن يخسر مجدداً بلدية اسطنبول عاصمة اقتصاد تركيا و سياحتها و هو بهذه التصريحات من اوجلان إنما يضع سدً امام ال (ه د ب) للتحالف مجددا مع ا ل (ج ه ب ) خصم حزب ال(آك بارتي) و بالتالي إضعاف ال(ج ه ب).
كما إنها رسالة مبطنة الى القسد لاخذ مخاوف تركيا و النظام بعين الاعتبار و تفعيل علاقاتها مع تركيا
و هذا الامر ليس جديد على الحزب فهو لطالما كان مرتزقا و خادما لأجندات الاخرين و انه بعيد كل البعد عن اية مشروع قومي كردي .
لكن بقناعتي أن تصريحات أوجلان لن تستجيب لها قيادات قنديل بحجة أن اوجلان قال ما قاله تحت ضغط المخابرات التركية , و ما يؤكد ذلك هو تصريح بعض مسؤوليه بأنهم مستمرون في حربهم ضد تركيا و أن المرحلة تتطلب المزيد من المقاومة .
وتابع عيسي في السياق نفسه قائلا :
ان ما أثار استغرابي في تصريحات أوجلان تجاهله لذكر بعض الامور الهامة , فهو لم يتطرق أبدا لقضية عفرين ؟؟ كمان أنه لم يوجه اية رسالة الى اولئك المضربين عن الطعام لأجله ؟ و الأغرب من كل ذلك أنه لم يذكر ال ي ب ك مطلقا ولا أشار الى تضحياتهم و الشهداء الذين سقطوا ؟

وبالنسبة للحقوق الشعب الكوردي في سوريا
ماهو المشروع الذي من خلاله يتم انتزاع حقوق الكرد السوريين أشار عيسى قائلا :
ان القضية الكوردية هي قضية وطنية بإمتياز و للتطرق لحلها يتوجب على كافة القوى والاحزاب السياسية بالقيام بمراجعة شاملة لسياساتها , كما يجب فتح نقاش طويل حول كافة القضايا المتعلقة و المحيطة بها لتوضيح نقاط الخلاف و تعزيز العوامل المشتركة فيما بينها .
وتابع :
ان القضية الكوردية هي أقل القضايا أخذا لحقوقها للاسف في الطرح و المناقشة كونها تعتبر نقطة خلاف كبيرة بين القوى السياسية السورية و لطالما تم إنكارها أو حتى إهمالها .
إن تأجيل كافة حقوق الكورد الى حين انتصار الثورة و سقوط النظام و تحقيق الديمقراطية و الحرية أمر مجحف بحق الكورد كما أنه يوسع الشرخ و تخلق أزمة ثقة .
يجب مراعاة شعب تم حرمانه لسنين من حقوقه الفردية و القومية و لا يمكن ترميم تلك المعاناة أو اختزال القضية الكوردية بمجرد بتمرير نص دستوري يتكلم بالعموميات كالحديث عن دولة الحقوق و الحريات و دولة المواطنة بل يجب تدعيم تلك الحقوق بمبادئ فوق دستورية بحيث لا تخضع لمبدأ الاقلية و الاكثرية .

مقالات ذات صلة

USA