• السبت , 27 أبريل 2024

موسكو ترى في “الناتو” تهديدا وجوديا وتخشى “الكابوس الأسوأ”

روسيا تستحضر بانتظام وعداً قطعه لها الغرب بعد سقوط الاتحاد السوفياتي يقضي بعدم توسيع الحلف بأراضيها

أ ف ب اندبندنت عربية:12/7/2023

منذ انهيار الاتحاد السوفياتي قبل ربع قرن تقريباً انضمت 15 دولة أوروبية إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو) في توسع رأت فيه روسيا تهديداً وجودياً لدرجة أن الكرملين برر جزئياً حربه على أوكرانيا بالطموحات الأطلسية لكييف.

وفي وقت تأمل هذه الأخيرة في تلقي “رسالة واضحة وإيجابية” من قمة “الناتو” في فيلنيوس حول رغبتها في الانضمام إلى التحالف العسكري الغربي فإن أسوأ كوابيس موسكو قد يصبح حقيقة إذا ما أصبحت أوكرانيا، “الدولة الشقيقة” السابقة، عضواً في الحلف.

وبررت موسكو جزئياً حربها ضد أوكرانيا في فبراير (شباط) 2022 برغبتها في منع كييف من الانضمام إلى الحلف الأطلسي.ومنذ عام 2014 بات توسع “الناتو” أحد مصادر “التهديدات الخارجية الرئيسة” في العقيدة العسكرية الروسية، الوثيقة التي تحدد السياسة الدفاعية للبلاد.

تهديد حقيقي

وقال الخبير السياسي غورغي بوفت لوكالة الصحافة الفرنسية إن “نشر البنى التحتية العسكرية للناتو قرب الحدود الروسية يعتبر في موسكو تهديداً حقيقياً لأمن البلاد”.

وأضاف “بالأمس قصفوا بلغراد، وغداً يقصفون سمولينسك”، ملخصاً بذلك تفكير السلطات الروسية، ويشير الخبير بهذا إلى التدخل العسكري لـ”الناتو” في يوغوسلافيا عام 1999 الذي صدم موسكو وشكل نقطة تحول في علاقتها مع الأطلسي

.ومع ذلك بدأت هذه العلاقة بيد ممدودة، بعد نهاية الحرب الباردة انضمت روسيا إلى الشراكة من أجل السلام في 1994 وهي بنية تهدف إلى تطوير التعاون بين دول التكتل الشرقي السابق وحلف شمال الأطلسي.

وبعد ثلاثة عقود، نشر الحلف كتائب عسكرية في ثماني دول من أوروبا الشرقية منها أربع دول تقع على الحدود مع روسيا.

وعد غربي

والأسوأ هو أن موسكو تستحضر بانتظام وعداً قطعه لها الغرب بعد سقوط الاتحاد السوفياتي، على حد قولها، يقضي بعدم توسيع “الناتو” باتجاه أراضيها.

وإذا كانت حقيقة هذا الوعد موضع خلاف اليوم، فقد جعل منه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حجته.وقال بوتين في ديسمبر (كانون الأول) 2021 “’ولا شبر واحداً شرقاً‘ هذا ما قيل لنا في التسعينيات. ماذا حصل؟ لقد خدعونا بوقاحة”.

خط أحمر

وتعتبر موسكو انضمام أوكرانيا إلى الحلف خطاً أحمر لا يجوز تجاوزه وأكدت أنها “تتابع عن كثب” قمة فيلنيوس.

وحتى لو لم يؤد الاجتماع في ليتوانيا إلى انضمام سريع لأوكرانيا فإن القمة “ستتخذ خطوة جديدة نحو انضمام كييف إلى الناتو”، وفقاً لبوفت.

ويعتبر الخبير أنه بناء عليه “لم يعد لدى روسيا أي سبب لإنهاء عملياتها العسكرية” في أوكرانيا التي كان الهدف منها أصلاً منع تحقق هذا السيناريو.ويضيف أن “العكس صحيح، طالما استمرت الحرب فلن يتم قبول أوكرانيا في الناتو”

.السويد وفنلندا

من ناحية أخرى، على السويد أن تنضم قريباً إلى الحلف بعد الضوء الأخضر من العضوين الأخيرين اللذين يعرقلان ذلك، المجر وتركيا، المقربين من موسكو.

وستحذو بذلك السويد حذو فنلندا التي تم قبولها في “الناتو” في أبريل (نيسان) الماضي، لتضاعف الحدود المشتركة بين الحلف وروسيا التي باتت تمتد على أكثر من 2500 كيلومتر، ومن شأن هذا الأمر أن يؤثر في العلاقة بين موسكو وأنقرة، بخاصة أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي نجح في نهاية الأسبوع الماضي في إعادة قادة عسكريين أوكرانيين أسرتهم روسيا وتمت مبادلتهم على أن يبقوا في تركيا حتى نهاية الحرب وفقاً لاتفاق بين موسكو وكييف.

وأكدت روسيا أن تركيا انتهكت الاتفاق المبرم معها في شأن هؤلاء الأسرى.وأشار المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف اليوم الثلاثاء إلى أن أنقرة “أكثر توجهاً نحو الغرب من روسيا”، داعياً السلطات التركية إلى “نزع نظاراتها الوردية” لأن “لا أحد يريد تركيا في أوروبا”.

وتبقى مسألة انضمام أوكرانيا إلى “الناتو” هي الشغل الشاغل لموسكو.وعلى ما يبدو فقد أسهم في طمأنة موسكو عدم تلقي كييف دعوة رسمية للانضمام إلى الحلف ولا حتى إقرار قمة فيلنيوس جدولاً زمنياً محدداً لذلك، وهو ما ندد به زيلينسكي ووصفه بأنه “ضعف” من قبل “الناتو”.وسخرت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا من القمة اليوم ووصفتها بأنها “مشهد فولكلوري”.

مقالات ذات صلة

USA