• السبت , 27 أبريل 2024

ما وراء دعوة روسيا لإشراك ميليشيا قسد في محادثات “اللجنة الدستورية”؟

اورينت نت/مصطفى محمد

صورة معبرة

تحمل الدعوات الروسية لمشاركة “الإدارة الذاتية” في محادثات “اللجنة الدستورية” رسائل عديدة، تريد موسكو إيصالها في هذا التوقيت لأكثر من طرف، في مقدمتها واشنطن الداعمة لميليشيا “قسد”، وأنقرة التي ترفض بشكل قاطع ذلك.

جاء ذلك، على لسان نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف، الذي تحدث عن ضرورة مشاركة ممثلي الأكراد في عملية “الإصلاح الدستوري” بسوريا، مضيفاً لقناة “روسيا اليوم” أن بلاده تدعم مشاركة ممثلي السكان الأكراد في العملية، لأن ذلك سيحول دون أي اتهامات بالانفصال.

وفي رد مباشر على تصريحات بوغدانوف، رحبت “الإدارة الذاتية” بدعوة روسيا، معلنة في بيان أصدرته الجمعة، عن “استعدادها التام لأي جهود تضمن تحقيق الحل والتوافق السوري”.تماشياً مع “الخطوة مقابل خطوة”وإذا كان الحديث عن مشاركة “قسد” في المحادثات الدستورية ليس جديداً، وتم تناوله لأكثر من مرة، إلا أن الجديد هو تزامنه مع مقاربة “الخطوة مقابل خطوة” التي يروّج لها المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا غير بيدرسون، والذي يستعد للتوجه لموسكو، بعد انتهاء زيارته لدمشق.

وفي هذا الإطار، يضع عضو “اللجنة الدستورية” عن المعارضة السورية بشار الحاج، دعوة روسيا لمشاركة “الأكراد” رغم حصولهم على التمثيل في كل مكونات اللجنة (المعارضة، المجتمع المدني، النظام)، ضمن ما يُعرف بـ”الخطوة مقابل خطوة”.

وفي حديثه لـ”أورينت نت”، يوضح الحاج أن روسيا تريد المضي في هذه المقاربة، من خلال فتح الباب أمام مشاركة “قسد/الإدارة الذاتية” المدعومة أمريكياً، للمشاركة في المباحثات الدستورية.

وحول موقف المعارضة من مشاركة “الإدارة الذاتية” في جولات دستورية قادمة، يلفت الحاج إلى تمثيل أكراد سوريا في “اللجنة الدستورية”، من خلال وجود أعضاء “المجلس الوطني الكردي في سوريا”، ويردف بقوله: “مكونات المجتمع السوري موجودة، وإضافة أي جهة جديدة إلى وفد المعارضة، يخضع للثوابت الثورية والوطنية، ويحتاج كذلك إلى توافق دولي”.

ويتبين من خلال استعراض سير تشكيل وفود “اللجنة الدستورية”، أن تركيا ترفض بشكل قاطع مشاركة “قسد/ الإدارة الذاتية” في اللجنة الدستورية، وبذلك قد يُفهم من التصريحات الروسية الأخيرة، نوع من الضغط على أنقرة.

خلط الأوراق

في المقابل، يُدرج نائب “رئيس رابطة المستقلين الكرد السوريين” المحامي رديف مصطفى، الدعوة الروسية لإشراك “قسد” في المحادثات الدستورية، في إطار محاولات روسيا تصدير رسائل سياسية بطابع محلي وإقليمي ودولي.

ويوضح لـ”أورينت نت”، أن روسيا تهدف إلى خلط الأوراق، من خلال تقريب المسافة بين “قسد” والنظام السوري، وإبعادها عن الولايات المتحدة.ويقول مصطفى: “إن أكراد سوريا يشكلون في “هيئة التفاوض” وفي اللجنة عبر ممثلين عن “المجلس الوطني الكردي” بعكس مزاعم بوغدانوف، موضحاً: “بالتالي بوغدانوف يتحدث عن إشراك الأذرع السياسية والعسكرية لـ”حزب العمال الكردستاني” في العملية السياسية وليس عن كرد سوريا”.

ويكمل قوله: إن “قسد” مطالبة قبل الانضمام إلى هيئة المفاوضات واللجنة الدستورية، بالإعلان عن فك ارتباطها بـ”العمال الكردستاني” وعن النظام كذلك، ومطالبة كذلك بالإعلان عن الالتزام بأهداف الثورة، ودون ذلك فإن انضمامها مرفوض.

وتستطيع روسيا – إن كانت جادة- ضم “قسد” إلى وفد نظام أسد، وهي التي تمتلك قرار الأخير، ما يدفع إلى الاعتقاد بأن موسكو لا تهدف من خلال هذه الدعوات إلا إغراق المحادثات التي لم تخرج بنتائج حتى الآن بمزيد من التفاصيل، لتضييع الوقت.

جولة سابعة

والأربعاء، قال بيدرسون، في تصريحات عقب لقائه وزير خارجية نظام أسد فيصل المقداد، إنه يأمل في انعقاد الجولة السابعة من اجتماعات اللجنة الدستورية السورية في شهر آذار المقبل، مضيفاً: “كان لدينا لقاء عميق ناقشنا خلاله كل الجوانب المتعلقة بالأزمة السورية، وناقشنا أيضاً الحاجة لإحراز تقدم في ما يتعلق باللجنة الدستورية”.

ورجحت مصادر “أورينت نت”، أن تُعقد “الجولة السابعة” بعد منتصف آذار المقبل، موضحة أن “بيدرسون حصل على موافقة نظام أسد، على المنهجية المتعلقة بالاتفاق على المبادئ الدستورية وصياغتها، بدلاً من الاكتفاء بنقاش وطرح المضامين الدستورية فقط”.

مقالات ذات صلة

USA