• السبت , 27 أبريل 2024

ليندا توماس :14 مليون من الشعب السوري يعتمدون على المساعدات الإنسانية و يفتقرون أبسط مستويات الرعاية الصحية.

أكدت المندوبة الدائمة للولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، السفيرة ليندا توماس ان 14 مليون من الشعب السوري يعتمدون على المساعدات الإنسانية و يفتقرون أبسط مستويات الرعاية الصحية.

جاء ذلك خلال تصريحات لها في إيجاز لمجلس الأمن الدولي بشأن الوضع الإنساني في سوريا يوم الامس الجمعة المصادف 20 أيار/مايو 2022 .

وأشارت توماس إن بيان مجلس الأمن هو تذكير مهم بأن ملايين السوريين ما زالوا يفتقرون إلى الوصول إلى أبسط مستويات الرعاية الصحية، ناهيكم عن الرعاية من صدمات الإصابات المرئية وغير المرئية.

وابدت توماس قلقها انه و بعد أكثر من 11 عاما من الصراع في سوريا من أن يصبح العالم غير حساس تجاه هذه الحرب وتجاه محنة الـ14 مليون سوري الذين يعتمدون على المساعدات الإنسانية وأحلام الشعب السوري الذي لا يريد أكثر من مستقبل سلمي وعادل وآمن.

واكدت توماس أنهم يواجهون مجموعة من الأزمات الأخرى بسبب استمرار نظام الأسد في إعاقة التقدم نحو حل سياسي. لا يمكنهم أن يديروا ظهرهم للشعب السوري فقد بلغت الأزمة الإنسانية مستويات جديدة مقلقة لذا ينبغي أن يلتزم مجلس الأمن بالكامل بدعم احتياجات السوريين المستضعفين .

واكدت توماس إن هذا ما دفعها إلى الرغبة في السفر شخصيا إلى بروكسل للاعلان أن الولايات المتحدة ستقدم أكثر من 800 مليون دولار كمساعدات إنسانية جديدة للشعب السوري .

وأشارت توماس إن هذه المساعدات تشمل الغذاء الأساسي والصحة والمأوى والمياه وغيرها من مواد الإغاثة الحرجة حيث ستساهم هذه المساعدات في إغاثة من هم بأمس الحاجة إليها، ولكنها ستساهم أيضا في التعافي المبكر حتى نتمكن من منع الناس من الوصول إلى هذه المرحلة الأليمة في المقام الأول.

اكدت توماس أنها ستعود إلى زيارة باب الهوى في الأسابيع المقبلة من أجل المشاركة في إيجازات واجتماعات بشأن الحدود التركية السورية حتى تكون على اطلاع دائم على الوضع على الأرض فلن تكون المساعدات كافية إذا لم يتم إيصالها فعليا إلى المحتاجين.

وجددت توماس التزام الولايات المتحدة بتنفيذ كافة جوانب القرار 2585 لضمان وصول المساعدات إلى سوريا، بما في ذلك عبر الخطوط وعبر الحدود.

أضافت توماس قائلة :

نحن نبذل قصارى جهدنا لتسهيل تقديم مساعدات إضافية إلى سوريا، بما في ذلك من خلال الإصدار الأخير لترخيص عام يهدف إلى تشجيع الاستثمار في شمال غرب وشمال شرق سوريا. ونحيي التسليم الرابع عبر الخطوط في 16 أيار/مايو ونأمل أن تتكرر عمليات التسليم هذه أكثر فأكثر، ولكننا نعلم أن تسليم المساعدات عبر الخطوط لا يمكن أن يتناسب مع حجم عمليات التسليم عبر الحدود أو كفاءتها.

واكدت توماس إن موقفها هذا ليس بتخمين، بل بحقيقة، على غرار ما أوضحه الأمين العام في تقريره الأخير الذي أكد ان القوافل العابرة للخطوط، وحتى لو تم إطلاقها بانتظام لا تستطيع تكرار حجم عملية الأمم المتحدة عبر الحدود ونطاقها، إذ تظل هذه الأخيرة طريقة منقذة للحياة لملايين الأشخاص المحتاجين في شمال غرب سوريا فقد قدمت عمليات التسليم عبر الخطوط في شهر أيار/مايو الغذاء لـ43500 شخص اما مساعدات الأمم المتحدة عبر الحدود عبر باب الهوى في الشهر العادي تقدم ما يكفي من الغذاء لحوالى 1,4 مليون شخص و لا مجال للمقارنة.

وأشارت توماس إن تصويت المجلس بالإجماع العام الماضي على استمرار التفويض لمعبر باب الهوى قرار مهم منقذ للحياة لملايين الناس. لقد أظهر أفضل ما يستطيع المجلس تحقيقه عندما يعمل معا .

وابدت توماس استغرابها من الاتحاد الروسي الذي أشار بطريقة ما إلى أنه تعرض للتضليل بشكل ما لدعم ذلك القرار .

واضافت توماس قائلة : نشهد جميعنا على فوائد هذا القرار. كافة الفوائد واضحة. ولا نحث مجلس الأمن هذا العام على تجديد تفويض آلية إيصال المساعدات عبر الحدود التابعة للأمم المتحدة فحسب، بل أيضا على زيادة عدد نقاط العبور لتلبية الطلب المتزايد على المساعدات الإنسانية في سوريا.

حيث ان الأمم المتحدة تقدر أن 14,6 مليون سوري يحتاجون إلى مساعدات إنسانية في العام 2022، أي بزيادة تقارب 10 بالمئة مقارنة بالعام الماضي. علينا أن نقوم بذلك، أي تجديد التفويض وتوسيع نطاقه. هذا أمر حيوي لكثير من الناس، وبخاصة مع ارتفاع أسعار الغذاء والوقود بشكل كبير، مما يجبر العائلات على اتخاذ قرارات صعبة بشأن شراء الطعام أو الدواء أو الوقود.

حيث أن مليوني سوري تقريباً على وشك عدم التمكن من تلبية احتياجاتهم الغذائية الأساسية، ويعاني 12 مليون شخص أصلا من انعدام الأمن الغذائي الحاد. هذه أعداد كبيرة جدا وهي أعلى من مجموع سكان مدينتي نيويورك وباريس معا.

واكدت توماس إن هذه الارقام ليست مجرد إحصائيات واقعية بل إنهم أناس حقيقيون يعانون من الجوع ولا يعرفون من أين سيحصلون على وجبتهم التالية. يعيشون كل يوم بدون أن يعرفوا كيف سيأكلون وكيف سيحصلون على الماء أو الدواء أو الوقود ومتى سيعرفون السلام. فلا يمكن أن نتجرد من المشاعر أمام احتياجاتهم وأحلامهم.

علينا أن نواصل التركيز على هذه الأزمة، وهذا يعني تجديد التفويض وتوسيع نطاق المساعدات عبر الحدود.وأشارت توماس إن منع تدهور الوضع الإنساني في سوريا ومنعه من أن يصبح ميؤوسا منه أكثر في مصلحة الجميع ، بما في ذلك مصالح روسيا وسوريا ولهذا صوت هذا المجلس بالإجماع لصالحه العام الماضي. واكدت توماس إن تصويتهم بالإجماع العام الماضي وهذا ما ينبغي أن نقوم به مرة أخرى هذا العام من أجل السوريين كافة. إن تجديد تفويض تسليم المساعدات عبر الحدود وتوسيعه هو أحد الطرق الواضحة التي تمكننا من مواجهة الجوع.

وفي الختام أكد لقد ان الإجراءات التي اتخذها مجلس الأمن العام الماضي انقذت عددا هائلا من الناس ويمكن أن يتم ذلك مرة أخرى هذا العام.

مقالات ذات صلة

USA