• السبت , 27 أبريل 2024

«سبوتنيك» الروسية المتهمة بنشر الأخبار الزائفة تنظم ورشات حول «التضليل» لطلاب كلية الإعلام في دمشق

هبة محمد دمشق – «القدس العربي»: 30/3/2023

رغم كل المآخذ عليها، واعتبارها مجرد “أداة دعائية تنشر أخباراً كاذبة بلا خجل”، أقامت وكالة “سبوتنيك” ورشة عمل في جامعة دمشق “حول مخاطر الأخبار المزيفة” وذلك لصقل الخبرات وتطوير المعلومات لدى طلاب الكلية في ظل فوضى مصادر الأخبار والمعلومات المزيفة على مواقع التواصل الاجتماعي.

وبينما تتهم جهات كثيرة وكالة سبوتنيك بأنها محدودة الانتشار والمصداقية، أبدت إدارة الكلية في دمشق اهتمامها بتنظيم ورشات للتدريب العملي بالتعاون مع وكالات الأنباء الروسية خلال المرحلة المقبلة، لتطوير مهارات الطلاب العملية في التعامل مع الأخبار المزيفة وكيفية التحقق من توقيتها.

وقالت الوكالة إنها أقامت وراديو “سبوتنيك” الثلاثاء، بالتعاون مع كلية الإعلام في جامعة دمشق، ورشة عمل تحت عنوان “ظاهرة الأخبار المزيفة وتأثيرها على وسائل الإعلام الحديثة”.وحضر الورشة التخصصية الكادر التدريسي في الكلية وعدد من الطلبة من كل الاختصاصات، في جامعة دمشق، حيث ناقشت الورشة دور وسائل الإعلام في مواجهة تزييف الحقائق والحرب الإعلامية.

سخرية واستهزاء

وأدارت الورشة مديرة إدارة الصورة الذهنية لدائرة التعاون الدولي في المجموعة الإعلامية “روسيا سيغودنيا”، صوفيا زاغورسكايا، بمشاركة مدير التعاون الدولي في المجموعة فاسيلي بوشكوف، ونائبة مدير الدائرة العامة للإعلام في المجموعة فيكتوريا بوليكاربوفا، عبر تقنية الفيديو.

وكانت قد تحولت وسائل الإعلام الروسية إلى مصدر للسخرية والاستهزاء، بعد اتهامها من قبل جهات مختلفة، بالتضليل الإعلامي ونشر الأخبار المفركة، لا سيما بخصوص الدعاية الإعلامية الروسية المبنية على اختلاق أخبار ونشر مقاطع فيديو مزيفة، متخذة الدعاية القديمة التي تقول “اكذب حتى تصدق نفسك فاذا صدقت نفسك فسيصدقك الآخرون” بوصلة لها، حسب ناشطين.وكان الرئيس الفرنسي ماكرون قد اتهم “سبوتنيك” و”RT” ببث أخبار كاذبة والعمل كوسائل دعائية لا إعلامية، ولذلك لم يكن مرحبّاً بصحافييها خلال حملته الانتخابية أثناء الانتخابات.

كما اتهم مدير المركز الإعلامي لقوات سوريا الديمقراطية، مصطفى بالي: “كل المعلومات التي ترد على وكالة سبوتنيك بخصوص قواتنا هي أخبار كاذبة”.

المعارضة تتهم «سبوتنيك» بالتضليلومراراً، اتهمت المعارضة السورية وكالة “سبوتنيك” بنشر أخبار مزيفة، حيث نشرت الوكالة الروسية عدداً من الأخبار الزائفة حول المعارضة السورية، والتي تبيّن فيما بعد أنها عارية عن الصحة، وخاصة أثناء جولات التفاوض في جنيف.

ودعا الائتلاف الوطني في بيان رسمي له في سبتمبر/ أيلول الفائت، وكالة سبوتنيك لتحري الدقة فيما يخص الائتلاف والمعارضة السورية، وحثها على تفادي الوقوع ضحية إشاعات تُنشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

وكان “رئيس الائتلاف الوطني السوري” سالم المسلط، قد نفى ما قالته وكالة “سبوتنيك” الروسية، عن عزم أنقرة طرد “الائتلاف” من البلاد قبل نهاية عام 2022. وزعمت وكالة “سبوتنيك” نقلاً عن مصادر، أن جهاز الاستخبارات التركي أبلغت الائتلاف الوطني بضرورة مغادرة الأراضي التركية قبل نهاية العام الفائت.

وقالت الوكالة إن حكومة الرئيس رجب طيب أردوغان قررت إغلاق كافة مكاتب “الائتلاف” في تركيا، ووقف تمويل أعضائه وفق جدول زمني محدد ينتهي في مدة أقصاها نهاية عام 2022.

وقال المسلط في بيان، ردا على ما قالته “سبوتنيك”، إنه “لا صحة للخبر ولم يصدر أي كلام عن أي مسؤول تركي تجاهنا”، مؤكداً أيضاً على أنه “لا صحة للأخبار التي راجت خلال الأيام الأخيرة حول الائتلاف الوطني”وكانت وكالة “سبوتنيك” الروسية قد أوردت خبراً عن نية فرنسا وبطلب من إدارة الرئيس الفرنسي (إيمانويل ماكرون)، إغلاق مكتب الائتلاف الوطني في العاصمة الفرنسية باريس، وأن (ماكرون) يستعد لافتتاح السفارة الفرنسية في سوريا من جديد خلال وقت قصير (حسب زعمها).

ذكر تقرير “مراسلون بلا حدود” أنه عندما استلم الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، الرئاسة عام 2000 كان لديه هوس بالسيطرة، وسرعان ما شعرت وسائل الإعلام بآثار اهتمامه بفرض سلطة من أعلى إلى أسفل، تحت مسمى “السلطة الرأسية”.

وخلال فترتي ولايته الأولى كرئيس، تم وضع جميع القنوات التلفزيونية الوطنية تدريجيًا تحت سيطرة “الكرملين” منذ بداية العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، وغمرت الدعاية المواطنين الروس.

وأصبح الاستبداد أكثر وضوحًا بعد عودة بوتين إلى الرئاسة في أيار من عام 2012 وموجة احتجاجات غير مسبوقة، إذ رد النظام على إصرار المجتمع المدني الجديد بسلسلة من القوانين الصارمة التي تجرم الاحتجاجات وتحد من حرية التعبير.

أخبار كاذبة بلا خجل

وتسبب قانون “العملاء الأجانب”، المطبق على جميع وسائل الإعلام منذ عام 2017، بمشاكل مالية كبيرة لوسائل الإعلام المستقلة في روسيا وأجبر البعض على الإغلاق وأجبر بعض الصحافيين على وصف أنفسهم بأنهم “عملاء أجانب”.

وفي مايو/أيار 2017، نشرت وكالة سبوتنيك خبراً كاذباً تماماً مفاده أن قناة الجزيرة تقوم بتصوير تمثيلية لهجوم كيميائي للجيش السوري على مدنيين في سوريا، ونسبت هذه الكذبة لما سمته بمصدر عسكري دبلوماسي” بحسب بيان لقناة الجزيرة.

وردت القناة على الخبر مؤكدة أن وكالة “سبوتنيك” تنشر أخباراً كاذبة بلا خجل، وقد ذكرت ذلك مراكز دراسات وصحف عدة”.

وأضافت القناة في بيانها “من المعروف أن سبوتنيك تستخدم دائماً للدفاع عن النظام السوري بصورة مستمرة، بل إنها نشرت تقارير سابقة تقول إن الضربة الكيميائية الأخيرة التي أكدتها وكالة حظر انتشار الأسلحة الكيميائية ولجنة تحقيق الأمم المتحدة هي مجرد تمثيلية”.

وحذرت قناة «الجزيرة» من أن توقيت نشر خبر كاذب كهذا قد يكون إما مقدمة لهجوم فعلي مدبر يتم على المدنيين في سوريا تحت غطاء الخبر المنشور، أو أنه يمكن أن يستخدم لإبعاد أصابع الاتهام عن النظام السوري في التحقيقات الجارية فعلاً بشأن الهجوم الكيميائي علي خان شيخون.

وأكدت أنها “لا تقوم بتصوير أي مادة تتعلق بهجوم كيميائي في سوريا” متحدية سبوتنيك بـ “أن تقوم بإثبات أي من ادعاءاتها، أو الإعلان عن مصدر هذه الكذبة التي قامت بنشرها”.

وأضاف البيان “إن قناة الجزيرة تود أن تلفت نظر المعنيين إلى أنه إذا تم شن هجوم كيميائي كالموصوف في خبر سبوتنيك الكاذب (لا قدر الله) فإن تلك الوكالة ستكون جهة متواطئة بالتأكيد مع من قام بشن مثل هذا الهجوم، وجزءاً من آلة خداع تعمل لصالح تلك الجهة أيا كانت”.

مقالات ذات صلة

USA