• الجمعة , 26 أبريل 2024

ريتشارد ميلز :الظروف في سوريا غير مناسبة لعودة اللاجئين الآمنة والكريمة بسبب ممارسات تنظيم الأسد الأرهابي والميليشيات الموالية له.

في تصريحات جديدة أدلى بها السفير ريتشارد ميلز نائب مندوب الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة في إحاطة لمجلس الأمن الدولي بشأن سوريا أكد أن الولايات المتحدة تقدّر إلى حدّ كبير الجهود الدؤوبة التي بذلها المبعوث الأممي إلى سوريا غير بيدرسون لعقد الدورة السادسة للجنة الدستورية، ونشاركه إحباطه وتقييمه بأن النتائج كانت مخيبة للآمال.

وأشار إلى إن الزيادة الأخيرة في العنف في أرجاء سوريا كافّة، بما في ذلك الهجمات في دمشق وأريحا في 20 تشرين الأول/أكتوبر، والتي سمعنا عنها، إنما تؤكد على ضرورة وقف إطلاق النار في جميع أنحاء البلاد، وهو ما يظلّ عنصرا أساسيا في القرار 2254.

ومن ناحية أخرى وحول محاولة بعض الدول تطبيع العلاقات مع تنظيم الأسد الأرهابي أكد ميلز : أن القرار 2254 هو الطريق الوحيد الذي يتمتّع بإجماع دولي لإيجاد حلّ سلمي للصراع. وكما قال وزير الخارجية بلينكن في 13 تشرين الأول/أكتوبر، لن تقوم حكومة الولايات المتحدة بتطبيع العلاقات مع نظام الأسد، ولن ندعم الجهود للقيام بذلك، حتى نرى تقدمًا لا رجعة فيه نحو حلّ سياسي.

وفي الإطار ذاته أكد ميلز أن العقوبات الأمريكية تستهدف تنظيم الأسد الإرهابي وأولئك الذين ساهموا في استمرار هذا الصراع، والولايات المتحدة ملتزمة بالعمل مع الأطراف المعنية لضمان ألا تعرقل العقوبات الجهود الإنسانية والإنعاش المبكر.ومن ناحية وحول انتشار فيروس كورونا عبر ميلز قلق بلاده الكبير من الموجة الأخيرة من كوفيد-19 في سوريا، الذي ينتشر بسرعة كبيرة في الشمال الشرقي والشمال الغربي والأراضي التي يسيطر عليها تنظيم الأسد الأرهابي .

واضاف ميلز أنما يؤجج هذه المشكلة حقيقة أن انتشار اللقاحات في سوريا، كما سمعنا، هي من بين الأدنى في العالم، بنسبة لا تتجاوز 2٪ من جميع السوريين بشكل كامل.

ومن ناحية أخرى وحول محاولة بعض الدول إعادة اللاجئين السوريين الى سوريا أكد ميلز تقدير الولايات المتحدة العميق لجميع الدول التي تستضيف اللاجئين السوريين، وخاصة مصر والعراق والأردن ولبنان وتركيا.

واشار إلى أنه الوقت الذي يأمل فيه العديد من اللاجئين السوريين في عودتهم إلى بلدهم، لا ينبغي لأحد أن يضغط عليهم للمخاطرة بحياتهم – أو حياة أحبائهم – للقيام بذلك. وهذا هو بالضبط جوهر القضية الآن.

حيث أن تنظيم الأسد الأرهابي والميليشيات الموالية له وفق المعلومات الواردة في تقارير منظمة العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش مستمرون في الانتهاكات المروعّة للأفراد الذين عادوا إلى سوريا، ومن بينها القتل والتعذيب والعنف الجنسي والاختفاء القسري، حيث أن الظروف في سوريا غير مناسبة للعودة الآمنة والكريمة، وأن سياسات تنظيم الأسد الأرهابي من الاعتقالات التعسفية والتعذيب والاختفاء القسري والتجنيد الإجباري ومصادرة الممتلكات الخاصة وتدميرها، والتسامح مع الميليشيات – كلّ ذلك يشكّل حواجز رئيسية أمام العودة.

وفي الختام أكد ميلز أن الولايات المتحدة تحث جميع الدول الأعضاء على مواصلة حماية اللاجئين السوريين؛ وتؤكد على أن عودة اللاجئين في هذه المرحلة أمر سابق لأوانه، وتتعهد الولايات المتحدة بمواصلة تقديم الدعم لتلك الدول الأعضاء في تلبية احتياجات اللاجئين والمجتمعات المضيفة.

فيما يلي نص التصريح كاملاً:

شكرا سيدي الرئيس. وشكرا لكم، المبعوث الخاص بيدرسن ووكيل الأمين العام غريفيث و – بخاصة – السيدة الباروكي، على مساهمتكم في مشاوراتنا اليوم.

السيد المبعوث الخاص بيدرسن، الولايات المتحدة تقدّر إلى حدّ كبير الجهود الدؤوبة الذي بذلتموها أنت وفريقك لعقد الدورة السادسة للجنة الدستورية، لكننا نشاركك أيضا، مع ذلك، إحباطك وتقييمك بأن النتائج كانت مخيبة للآمال. هذه الجولة الأخيرة، التي بدأت بداية واعدة، انتهى بها الأمر كفرصة ضائعة أخرى من قبل النظام لإظهار التزامه الصادق بعمل اللجنة.

على أننا سنواصل حثّ جميع الأطراف على المشاركة بحسن نية في عملية اللجنة الدستورية، وتغيير سلوكهم غير المنتج حتى تتمكن اللجنة من فتح الأبواب لجوانب أخرى من العملية السياسية.إن الزيادة الأخيرة في العنف في أرجاء سوريا كافّة، بما في ذلك الهجمات في دمشق وأريحا في 20 تشرين الأول/أكتوبر، والتي سمعنا عنها، إنما تؤكد على ضرورة وقف إطلاق النار في جميع أنحاء البلاد، وهو ما يظلّ عنصرا أساسيا في القرار 2254. ونحن نحثكم، السيد المبعوث الخاص، على مواصلة الدفع من أجل إحراز تقدّم في جميع جوانب القرار، ونرحّب الترحيب كلّه بالاهتمام والتركيز اللذين أوليتَهما لتحقيق الإفراج عن عشرات الآلاف من السوريين الذين يقال إنهم ما زالوا محتجزين تعسفيا داخل سوريا.

*يظل القرار 2254 هو الطريق الوحيد الذي يتمتّع بإجماع دولي لإيجاد حلّ سلمي للصراع. وكما قال وزير الخارجية بلينكن في 13 تشرين الأول/أكتوبر، لن تقوم حكومة الولايات المتحدة بتطبيع العلاقات مع نظام الأسد، ولن ندعم الجهود للقيام بذلك، حتى نرى تقدمًا لا رجعة فيه نحو حلّ سياسي.

*واسمحوا لي أن أتطرق إلى العقوبات: تستهدف العقوبات الأمريكية نظام الأسد وأولئك الذين ساهموا في استمرار هذا الصراع، والولايات المتحدة ملتزمة بالعمل مع الأطراف المعنية لضمان ألا تعرقل العقوبات الجهود الإنسانية والإنعاش المبكر. في 18 تشرين الأول/ أكتوبر، أعلنت وزيرة الخزانة الأمريكية جانيت يلين أن الولايات المتحدة ستواصل البحث عن طرق لتكييف العقوبات لتخفيف الآثار الاقتصادية والإنسانية والسياسية غير المقصودة على الأشخاص غير المستهدفين في الخارج، بما في ذلك السكان المدنيون في سوريا.

إننا نشعر أيضا بالقلق من الموجة الأخيرة من كوفيد-19 في سوريا، الذي ينتشر بسرعة كبيرة في الشمال الشرقي والشمال الغربي والأراضي التي يسيطر عليها النظام. ومما يؤجج هذه المشكلة حقيقة أن انتشار اللقاحات في سوريا، كما سمعنا، هي من بين الأدنى في العالم، بنسبة لا تتجاوز 2٪ من جميع السوريين بشكل كامل.

لقد اتخذت الولايات المتحدة خطوات للمساعدة في التخفيف من تفشي الموجة الأخيرة من كوفيد-19، وفي 25 أيلول/ سبتمبر، أعلنت مدير الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية سامانثا باور أن الولايات المتحدة ستقدم أكثر من 108 مليون دولار من المساعدات الصحية لسوريا.

تؤكّد الحالة الراهنة لكوفيد -19 أيضًا على الأهمية الحيوية للآلية الإنسانية عبر الحدود، والتي يمكن من خلالها للقاحات وغيرها من الإمدادات المنقذة للحياة، بما في ذلك الأكسجين المعبأ، الوصول إلى السكان في إدلب.

وكما أخبرنا وكيل الأمين العام غريفيث، فإن الاحتياجات في سوريا آخذة في الازدياد، ولذلك لا يمكننا أن نضيّع أي فرصة لمساعدة المتضررين. إننا ندعم جميع طرق إيصال المساعدات، ونشجّع المجلس على تحديد طرق لتوسيع وصول المساعدات في جميع أنحاء البلاد.ونودّ أن ننتهز هذه الفرصة أيضا لنكرر تقدير الولايات المتحدة العميق لجميع الدول التي تستضيف اللاجئين السوريين، وخاصة مصر والعراق والأردن ولبنان وتركيا.

في حين أن العديد من اللاجئين السوريين يأملون في عودتهم إلى بلدهم، لا ينبغي لأحد أن يضغط عليهم للمخاطرة بحياتهم – أو حياة أحبائهم – للقيام بذلك.

وهذا هو بالضبط جوهر القضية الآن. إننا مستاؤون اشدّ الاستياء من المعلومات الواردة في تقارير منظمة العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش التي توثّق الانتهاكات المروعّة للأفراد الذين عادوا إلى سوريا، ومن بينها القتل والتعذيب والعنف الجنسي والاختفاء القسري، التي نفذها نظام الأسد والميليشيات التابعة له، وهي معلومات تتّسق تماما مع المعلومات التي تلقاها هذا المجلس خلال السنوات الماضية.

لذلك ليس من المستغرب أن تكون العودة الطوعية للاجئين إلى سوريا في أدنى مستوى لها منذ عام 2016 على الأقل، وفقًا للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين. ويواصل اللاجئون – في استطلاعات الرأي – التأكيد على أن الظروف في سوريا غير مناسبة للعودة الآمنة والكريمة، وأن سياسات النظام السوري من الاعتقالات التعسفية والتعذيب والاختفاء القسري والتجنيد الإجباري ومصادرة الممتلكات الخاصة وتدميرها، والتسامح مع الميليشيات – كلّ ذلك يشكّل حواجز رئيسية أمام العودة.

لذلك، تحثّ الولايات المتحدة جميع الدول الأعضاء على مواصلة حماية اللاجئين السوريين؛ نحن ندعم كل الجهود للتأكيد على أن عودتهم في هذه المرحلة أمر سابق لأوانه، ونتعهد بمواصلة دعمنا لتلك الدول الأعضاء في تلبية احتياجات اللاجئين والمجتمعات المضيفة.

شكرا سيدي الرئيس.

مقالات ذات صلة

USA