• الجمعة , 26 أبريل 2024

بيان من حزب الشعب الديمقراطي حول حوارpyd وenks

بيان حزب الشعب الديمقراطي حول مستقبل الجزيرة السورية أيها الشعب السوري تدخل سورية في مرحلة دقيقة من تاريخها الحديث، سوف تشكل لحظة البدء في رسم مستقبل أبنائها على مدى عقود قادمة، تتحدد من خلالها بنية النظام السياسي للدولة السورية و شكل هذا النظام و أطر ممارسة الدولة لسلطاتها السيادية على كامل أراضيها، حيث ظهرت العديد من الوقائع والأحداث التي تكشف بوضوح عن ملامح المرحلة المقبلة و دلائل المسار الذي تتجه إليه.ففي السابع عشر من هذا الشهر سيدخل قانون قيصر حيز التنفيذ و الذي ستفرض بموجبه الولايات المتحدة الأمريكية عقوبات إضافية على نظام الأسد، مؤسسات وشركات و أفراد و رجال أعمال، كما ستطال مفاعيله الدول الداعمة له وفي مقدمتها روسيا وإيران في حال إستمرت بتقديم الدعم له ، الأمر الذي سيساهم في تفتيت البنية الصلبة التي إرتكز عيها نظام الإجرام خلال السنوات السابقة وصولاً إلى شله و خنقه إقتصادياً و عسكرياً .كما ألهبت التظاهرات في مدينة السويداء قلوب ومشاعر السوريين و أعادت نبض ثورتهم مؤكدة بما رددته حناجر أبنائها وحدة الشعب السوري ووحدة مصيره من السويداء إلى إدلب ومن المالكية إلى اللاذقية و إصراره على تحقيق أهداف ثورته العظيمة في الحرية والكرامه ، تلازماً مع التظاهرات في درعا وإدلب ودير الزور ضد قوى التطرف و سلطات الأمر الواقع.كما سارعت روسيا في محاولة منها للخروج من المأزقية التي وجدت نفسها بها في سورية إلى الإعلان عبر نائب وزير خارجيتها سيرغي ريابكوف عن إستعدادها للحوار مع واشنطن حول سوريا.كما دفعت الولايات المتحدة بطرفين كرديين هما: حزب الاتحاد الديمقراطي وهو الفرع السوري لحزب العمال الكردستاني الارهابي المسيطر على الجزيرة السورية من جهة، والمجلس الوطني الكردي من جهة ثانية، للدخول في “حوار” فيما بينها للإتفاق على رؤية موحدة بشأن المنطقة.تأتي أهمية الوقوف عند هذا” الحوارات” من خلال مجموعة من العوامل والأسباب المرتبطة به إرتباطاً ظرفياً وبنيوياً :فهي أولاً : تدار خلف الأبواب المغلقة برعاية أمريكية فرنسية”وليست حكومة اقليم كوردستان ببعيدة عنها”وهي بالطبع جهات و دول تبحث عن مصالحها أولاً و أخيراً وليس عن المصالح الوطنية العليا للسوريين، أخذاً بعين الإعتبار موقف روسيا ورؤيتها السياسية حول المنطقة والتي عبرت عنها مراراً .ثانياً : إن إستبعاد الممثلين الحقيقيين للشعب السوري وعدم إشراكهم في الحوار حول مستقبل سوريا يعطي دلالة واضحة على إتجاه هذه الدول إلى تكريس سلطات الأمر الواقع القائمة حالياً و إضفاء المشروعية على مشاريعها الإنفصالية من خلال إشراك المجلس الوطني الكردي في الادارة الذاتية، ومن ثم اخراج المشروع كتعبير عن إرادة مشتركة للطرفين وهما في أي حال من الأحوال ليسا ممثلين لغالبية الكرد السوريين .ثالثاً : إن المرجعيات السياسية الفعلية لطرفي “الحوار “،ليست سورية وهي مرجعيات إقليمية وهو ما تقر به هذه الأحزاب ذاتها إذ لا تنظر إلى مساحات واسعة من سوريا إلا كجزء من أقاليم دولتها القومية والذي يجب تحريره ،هذا من جهة ومن جهة ثانية فإن المرجعيات الفكرية للطرفين ذاتهما وفقاً لما تؤكد عليه برامجهما وسياساتهما، تشترك جميعاً في إعتبار الفيدرالية هي الشكل الذي يجب أن تكون عليه سورية ، وهو ماتضمنته الرؤية السياسية المشتركة الموقعة بين المجلس الوطني الكردي و حزب الاتحاد الديمقراطي عام 2012م ، وهو الحد الأدنى الذي تقبل به وتعمل لفرضه وتكريسه كمرحلة أولى في سياق استراتيجياتها السياسية والفكرية.لقد عمل حزب العمال الكردستاني منذ بدايات تشكله ومن ثم رعايته من قبل نظام المجرم الأسد الأب كقوة إجرامية إرهابية مأجورة حيث طال ارهابه الكرد السوريين قبل غيرهم، و نشر ثقافة الكراهية و التعصب القومي الشوفيني الأعمى ، و مارس حزب الإتحاد الديمقراطي وجناحه العسكري”ي ب ك,” بعد تسلمه من المجرم الابن لمناطق في شمال سورية تحت مسمّى”الادارة الذاتية” ،أسوأ أنواع الجرائم ضد الإنسانية من التهجير القسري إلى تجنيد الأطفال والقاصرات و القتل والخطف وغيرها الكثير من الجرائم بحق كل من خالف توجهاتها و رؤاها من عرب وكرد وغيرهم و هو ما أقرت به الولايات المتحدة ذاتها وتؤكده المنظمات الحقوقية السورية و الدولية.إن المنظومة القيمية الإنسانية والوطنية و القانونية تقتضي تفكيك هذه المنظومة الإجرامية” و كل المنظومات الأخرى المفروضة على مناطق واسعة من سوريا” في بناها العسكرية و الإدارية والإيديولوجية بصفتها خطراً على مستقبل المنطقة برمتها لا العمل معها أو مشاركتها . أيها السوريون:لا تزال ذاكرتنا تحتفظ بصور تظاهرات الشباب الكرد في عامودا والقامشلي وعين العرب “كوباني” و حلب وعفرين وغيرها الكثير، بشعاراتهم وممارساتهم و تضحياتهم ومشاركتهم الشجاعة في الثورة السورية بروح وطنية عالية عبرت عن عمق ارتباطهم بسوريا وطناً موحداً لكل السوريين، وليس استشهاد مشعل التمو برمزيته ، وتضحيات مجهولي المصير من أمثال: حسين عيسو الناشط الثوري، وكمال أحمد، أحد الشباب الكرد المؤسسين لتنسيقية التآخي الكردي العربي ،إلّا شاهداً حياً على محاولات بعض الكرد أخذ غايات الثورة الى غير ما أراده هؤلاء . إن المظلوميات التي تعرض لها السوريين على مدى سنوات حكم الاستبداد، وعدم الاعتراف بالتنوع القومي القائم، وما ترتب على ذلك من مظالم طالت الكرد السوريين أكثر من غيرهم، يتطلب التمسك بالهوية الوطنية الجامعة المؤسسة على التنوع في دولة مدنية ديمقراطية ذات سيادة . إن مستقبل الأوطان لا يمكن أن يتفرد طرف واحد في تحديده أياً كانت الجهة الدوليه التي تدفعه أو تقف خلفه ، وإن الإستقواء بالسلاح لايحقق الاستقرار ولا يصنع مستقبلاً و لن يجلب سوى مزيداً من الإحتقان و التخندق و إستعداء الآخر ، وما تداعي نظام الإجرام الأسدى الذي نشهده إلا أوضح دليل على ذلك . إن طغيان التعصب القومي والديني والجهوي والقبائلي على الإنتماء الوطني وإنتهاجه مرجعية فكرية، وممارسات سياسية غير وطنية، لم يؤد إلّا إلى تغذية مشاعر الإنغلاق و التعصب و خطاب الكراهية، وإن محاولة التخفي أو الإحتماء بمقولات الإنتماء الوطنية لا يعدو كونه شعارات جوفاء ووطنية زائفة .إننا في حزب الشعب الديمقراطي السوري – الهيئة القيادية ندعوا السوريين جميعاً: كرداً وعرباً وتركمان وسريان/آشوريين وكافة المكونات إلى توحيد إرادتهم للدفاع عن مستقبل أبنائهم و وطنهم بكافة أشكال التعبير و الاحتجاجات السلمية.و نحن نرى بأن تقرير شكل الدولة السورية القادمة هو حق مطلق للسوريين، لا يجب أن يتم إلا بعد زوال الإستبداد و تحقيق الانتقال السياسي وخلق البيئة الآمنة و تحرير الإرادة أولاً، وصياغة دستور وطني يتضمن آليات و ضمانات تسمح بالتعبير عن الإرادة الحرة للسوريين بإنتخاب هيئة تشريعية تمثلهم تمثيلاً حقيقياً ،يتم عبرها طرح مستقبل البلاد و شكل نظام الدولة للنقاش العام وصولاً إلى إجراء الإستفتاء حول ذلك وفقاً لأعلى معايير الديمقراطية الدولية و بإشراف ورقابة الهيئات الدولية المختصة . عاشت سوريا حرة موحدة مستقلة وطناً ديمقراطياً لكل أبنائها حزب الشعب الديمقراطي السوري الهيئة القيادية15/6/2020

مقالات ذات صلة

USA