• الإثنين , 2 ديسمبر 2024

هكذا ينفّذ “حزب الله” مخطط التغيير الديموغرافي في ريف حمص

عمّدت ميليشيا “حزب الله” على إجراء تغييرات ديموغرافية واسعة في المناطق التي سيطرت عليها في ريفي حمص، من خلال تهجير أهلها، وجلب العائلات الشيعية من لبنان وسوريا للسكن فيها.

وقال الناشط يامن الحمصي، إن القصير شهدت خلال العام الماضي، قيام حزب الله بنقل مهجري وسكان بلدتي كفريا والفوعة المواليتين للنظام إلى مدينة القصير بريف حمص الجنوبي، لتتحول بذلك القصير من المدينة ذات النسيج الطائفي المتنوع والمتعارف بانسجامه، إلى مدينة تحوي بداخلها على مقاتلين شيعة مع عائلاتهم.

وتملك القصير موقعاً جغرافياً هاماً بالنسبة لحزب الله، لمحاذاته لحدوده داخل لبنان، بالإضافة لكونها أحد المعابر الهامة لمقاتلي الحزب ولأسلحته التي يقوم بنقلها عبر الطريق الواصل بين لبنان والقصير، ويعتبر توطين سكان كفريا والفوعة في القصير مصدر أمانٍ لتلك الحدود ولذلك المعبر الاستراتيجي.

مخطط استعماري

وأشار يامن الحمصي بأن هذا التغيير في الخريطة السكانية لأهالي المدينة لم يكن وليد اليوم والأمس، بل إنه مخطط استعماري بامتياز قام به “حزب الله” بالتنسيق مع النظام منذ عام 2013 عند سيطرة الحزب على مدينة القصير، حيث قامت وقتها الميليشيات بطرد الكثير من العائلات السنيّة إلى خارج المدينة وتهجيرهم إلى مدن حمص وحماة، كما أن منطقتي دير بعلبة والبياضة في حمص تحولتا لمقرات ومراكز تواجد لحزب الله وإلى سكن خاص للعائلات من أبناء الطائفة الشيعية.

ويروي أبو عبد الله أحد سكان مدينة القصير السابقين أن ميليشيا حزب الله رفضت عودته إلى منزله الكائن في الحي الجنوبي لمدينة القصير عقب نزوحه من المدينة في عام 2013، مشيراً إلى أن ميليشيا الحزب وعدته بتقديم تعويض مالي يمكنّه من شراء منزل جديد في منطقة أخرى، ولكن تلك الوعود لم تنفّذ إلى اليوم.

وأضاف أن هناك عدد من العائلات السنية والمسيحية ما زالت تقطن في مدينة القصير ممن لم تنزح إلى خارج المدينة أثناء سيطرة الحزب عليها، ولكنها تعامل بمعاملة فظّة وتحت رقابة وتشديد أمني كبير وذلك خاصة أثناء عمليات نقل الأسلحة والمقاتلين من وإلى لبنان، مع السماح لمقاتلي نسور الزوبعة -الجناح العسكري للحزب القومي السوري الاجتماعي والموالي للنظام السوري- بالإشراف على المنطقة التي تقطنها الغالبية المسيحية، عقب اتفاق سرّي بين حزب الله والحزب القومي السوري الاجتماعي في لبنان في مطلع عام 2014.

إجبار أهالي المنطقة على بيع منازلهم!

وبدأ حزب الله منذ أشهر بتوسيع هذا التغيير إلى قرى وبلدات تحيط بالقصير، بهدف إنشاء مركز كبير لهذه القوات يحاذي مقرات حزب الله في لبنان، وسط وعود بتقديم منازل بديلة لمن يتخلى عن منزله في أي قرية من القرى المحيطة بالقصير، وهذه المنازل ستكون في داخل مدينة حمص في المنطقة القديمة التي يعاد بنائها كحي الوعر وبابا عمرو وغيرها والتي يشرف على بنائها تجار إيرانيون وشركات إيرانية وصينية.

وأكد ناشطون أن المنازل التي يتم بيعها للإيرانيين ولعناصر حزب الله تباع بأسعار رخيصة الثمن وبعقود مزورة، دون موافقة أهلها الأصليين، وتحت رعاية وتنسيق من حزب الله مع مؤسسات النظام.

فمخططات حزب الله تبدأ بتهجير أهالي المناطق المستهدفة ومن ثم استبدالهم في المرحلة الثانية بأهالي مقاتلي عناصر الحزب للعيش في تلك المناطق، وبذلك تتحول هذه المناطق إلى مناطق موالية تماماً لضمانها تحت جناح النظام وعدم عودتها للمعارضة، بالإضافة إلى نشر المذهب الشيعي فيها، كما حصل في منطقة القلمون بريف دمشق، حيث قام بتفجير عدّة أبنية سكنية داخل القلمون وحرق مساحات واسعة من الأراضي الزراعية لضمان عدم عودة المهجرين إليها وفقدان أهلها الأصليين من الأمل في العودة إلى أملاكهم التي تم حرقها وتدميرها، من ثم إجبارهم على بيع تلك الأملاك لصالح التجّار المتعاملين مع إيران وحزب الله.

المصدر: أورينت نيوز

مقالات ذات صلة

USA