• الخميس , 12 ديسمبر 2024

مسؤول امريكي يؤكد أن تنظيم الأسد الارهابي ارتكب الفظائع التي يرقى بعضها إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.

أكد “جيفري ديلورينتس” نائب المندوبة الأمريكية في الأمم المتحدة بالإنابة، أن تنظيم الأسد الأرهابي لم يسع بشكل جدي إلى تحقيق السلام خلال سنوات الحرب، بل ارتكب الفظائع التي يرقى بعضها إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.جاء ذلك خلال جلسة مجلس الأمن الدولي حول الوضع السياسي والإنساني في سوريا،

وأشار ديلورينتس ان الحرب في سوريا عامها الثالث عشر. عدد ضحايا هذه الحرب مهول، إذ قتل خلالها مئات الآلاف من الأشخاص وجرح عدد أعلى من ذلك بكثير ودمرت بلدات وقرى وأحياء عن بكرة أبيها وتم اعتقال 155 ألف شخص بشكل تعسفي أو باتوا في عداد المفقودين، كما بات 13 مليون شخص من النازحين الداخليين أو اللاجئين. لم يعرف جيل أطفال في سوريا شيئا سوى الحرب والحرمان.وأكد ديلورينتس إن رفض تنظيم الأسد الأرهابي المشاركة في اجتماعات اللجنة الدستورية السورية، على مدى الأشهر الثمانية الماضية “وبعد تسع جولات من الاجتماعات حضرها بسوء نية، هو انعكاس واضح لاعتقاد الأسد أنه يستطيع قتال الشعب السوري أو تجويعه إلى حين يخضع له”.وأشار ديلورينتس ان المبعوث الخاص بيدرسن سعى بجد إلى إيجاد أي وسيلة لدفع العملية السياسية المتوقفة من خلال مشاركته الواسعة مع كافة الأطراف في مبادرته خطوة بخطوة.

تدعم الولايات المتحدة هذا الجهد، وكما قلنا سابقا، تتطلب مشاركتنا الكاملة من النظام السوري القيام بالمثل بحسن نية. وهو يماطل و يسعى للحصول على عروض وتنازلات أفضل من المجتمع الدولي بينما لا يقترح شيئا لبناء الثقة وإثبات استعداد دمشق للعمل من أجل تحقيق السلام والاستقرار.

واضاف ديلورينتس أنه يتعين على الأسد أن يعاود الانخراط بشكل بناء في العملية السياسية ذات القيادة السورية والتي تيسرها الأمم المتحدة بما يتوافق مع قرار مجلس الأمن رقم 2254، فهي السبيل الوحيد القابل للحياة للتوصل إلى حل سياسي دائم للصراع.

وقد حذر ديلورينتس الدول التي تتعامل مع الأسد بغية أن تسعى إلى تحقيق نتائج بناءة قابلة للتحقق للسوريين والمنطقة الأوسع. ينبغي أن تركز أي مشاركة على خطوات حقيقية تضمن وصول المساعدات الإنسانية بشكل مستدام ومستقل ويمكن التنبؤ به وتضع حدا لفظائع النظام وتحسن الوضع للشعب السوري. وينبغي أن يتخذ نظام الأسد خطوات لا رجوع عنها لتخفيف المعاناة.

واضاف ديلورينتس قائلا:ما زال الأسد ديكتاتورا وحشيا استخدم أسلحة كيمياوية ضد الشعب السوري بشكل متكرر كما برهن أحدث تقرير صادر عن منظمة حظر الأسلحة الكيميائية. لقد شن نظامه هجمات على مدنيين ومدارس ومستشفيات وقام باعتقال مئات الآلاف من الناس وتعذيبهم وقتلهم، كما يغرق الأسد المنطقة بالكبتاجون وينشر الإدمان والجرائم. .

واضاف ديلورينتس لم تحول كارثة الزلازل الأسد إلى رجل دولة يستحق الاحتضان، ووحدها الإصلاحات الحقيقية والشاملة والتي لا يمكن الرجوع عنها قادرة على تحقيق ذلك.وأشار. ديلورينتس أن الجهود في الوقت الحالي يجب أن تركز على تحسين الوضع الميداني بالنسبة إلى الملايين من سكان سوريا.

حيث أن الأزمة الإنسانية في سوريا كانت مأساوية قبل الزلزال وكان ثمة أكثر من 15 مليون شخص بحاجة إلى المساعدات وقد كانت الولايات المتحدة أكبر جهة مانحة للمساعدات الإنسانية في سوريا، وقد قدمت حوالي 16 مليار دولار على مدى 12 عاما من الحرب و فاقم الزلزال الأزمة الإنسانية في شمال غرب سوريا إلى حد هائل وباتت الاحتياجات إلى المأوى والإمدادات الطبية والغذاء والوقود ضخمة. وقد أعلنت الولايات المتحدة عن تقديم 235 مليون دولار من المساعدات إلى سوريا وتركيا للإغاثة من الزلزال، بما في ذلك 50 مليون دولار إضافي تم الإعلان عنها هذا الأسبوع في خلال مؤتمر المانحين الذي استضافته السويد والاتحاد الأوروبي بسخاء.

كما حث ديلورينتس كافة الدول على المساعدة في التعافي من الزلزال والعمل مباشرة مع الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية الأخرى عند الإمكان لضمان وصول المساعدات إلى المحتاجين وسيمثل مؤتمر بروكسل السابع للمانحين لسوريا والمنطقة هذا الصيف لحظة مهمة لإظهار تضامننا مع الشعب السوري ومع الدول التي تستضيف اللاجئين السوريين بسخاء.

وأكد ديلورينتس أن الولايات المتحدة تحدد دعمها لتوزيع المساعدات الإنسانية من خلال كافة الوسائل. إن استمرار تدفق مساعدات الأمم المتحدة عبر الحدود عبر معابر باب الهوى وباب السلام والراعي ضروري لإنقاذ الأرواح، ونثني على الأمم المتحدة لاستفادتها الكاملة من زيادة إمكانية الوصول التي تم توفيرها مؤقتا لعملياتها الإنسانية استجابة للزلزال ونحث كافة الأطراف على بذل كل الجهود لضمان وصول المساعدات الإنسانية بشكل دائم ويمكن التنبؤ به إلى السكان المحتاجين في سوريا، ونحث على عدم محاولة استغلال مأساة الزلزال لتحقيق مكاسب سياسية. ونحث كافة الأطراف على تسهيل وصول المساعدات عبر الخطوط إلى الشمال الغربي وكافة المجتمعات السورية المحتاجة.

وردا على محاولات تنظيم الأسد الأرهابي الترويج أن العقوبات الأمريكية سبب الآزمة الإنسانية قال ديلورينتس :نرفض رفضا قاطعا التأكيدات على أن العقوبات الأمريكية هي سبب الأزمة الإنسانية في سوريا، فالحرب التي يخوضها الأسد منذ 12 عاما والمدفوعة بسوء إدارة نظامه وفساده هي السبب الواضح للأزمة.

ونرفض التأكيدات على أن عقوباتنا التي تستهدف الأسد وأعوانه الذين ارتكبوا الفظائع والانتهاكات تعيق المساعدات الإنسانية. إذ تشتمل عقوباتنا على أجزاء تدعم تدفق المساعدات الإنسانية من خلال الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية الدولية، ومنذ وقوع الزلزال، لم نعمل مع المنظمات الإنسانية فحسب لضمان استمرارها في عملها، بل أيضا مع حكومات أجنبية لضمان تلبية احتياجات الشعب السوري.

لقد شهدنا وصول عدد لا يحصى من الإمدادات الإغاثية والطبية إلى مناطق النظام وغير النظام عبر البر والجو والبحر ومن مختلف أنحاء العالم منذ 6 شباط/فبراير، وما زلنا مستعدين لمساعدة من يقدمون المساعدة الإنسانية المشروعة إذا واجهوا أي عائق ذي صلة بالعقوبات أمام تقديم المساعدة.لقد تضررت النساء بشكل خاص من النزاع، ولا سيما من يحتجز النظام أفراد أسرهن بشكل تعسفي.

ومن ناحية أخرى وحول ملف المعتقلين أضاف ديلورينتس قائلا : نحن نركز على المساعدة في تلبية الاحتياجات الأساسية في أعقاب هذه الزلازل المدمرة، ولكننا لم ننس عشرات الآلاف ممن تم احتجازهم أو باتوا في عداد المفقودين منذ فترة طويلة قبل وقوع الزلازل.يحق لأفراد الأسرة أن يعرفوا مصير أحبائهم، وتدعم الولايات المتحدة إنشاء آلية إنسانية لفهرسة المسجونين والمفقودين والإبلاغ عن مكان تواجدهم. ونتطلع إلى العمل مع الآخرين للمساعدة في إنشاء آلية مماثلة.

اكد ديلورينتس أن تنظيم الأسد الأرهابي أصدر منذ حوالي عام عن عفو واسع النطاق وتأملنا بتحقيق تقدم فعلي ولكن نتج عن ذلك العفو الإفراج عن حوالي 500 شخص، وكان ذلك مريحا لعائلات من أطلق سراحهم، إلا أنه لم يتطرق إلى مصير آلاف الآخرين لسوء الحظ. ونحث النظام وكافة الجهات الفاعلة على إطلاق سراح المعتقلين تعسفيا بطريقة إنسانية ومنظمة ومشاركة المعلومات الخاصة بمن قتلوا خلال الاعتقال وإعادة جثامينهم إلى أحبائهم.

مقالات ذات صلة

USA