• الثلاثاء , 15 أكتوبر 2024

فورين افيرز: بقاء الأسد في السلطة سيؤدي إلى المزيد من الفوضى

رأت (جينيفر كافاريلا) مديرة التخطيط والاستخبارات في “معهد دراسات الحرب” أن الحرب في سوريا تتجه إلى مرحلة أكثر خطورة على الرغم من التقدم العسكري الذي أحرزته قوات (الأسد) خلال السنوات الأخيرة.
وقالت (كافاريلا) في تقرير لها نشرته مجلة ” فورين افيرز” إن (الأسد) استطاع الاستيلاء على مدينة حلب، المدينة الثانية من حيث الأهمية، في عام 2016. كما استطاع تأمين العاصمة دمشق في 2018. ويشن حالياً هجوماً ضد الثوار في القنيطرة ودرعا، مهد الثورة السورية، إلا أن هذه الإنجازات العسكرية والتي غيرت مسار الحرب، لن تنهي الحرب كما يعتقد الكثير من المراقبين. لأن (الأسد) أضعف مما يبدو، ويعتمد على دعم الرعاة الأجانب له مثل إيران وروسيا.
ورأت أن قرار (الأسد) بتدويل الحرب، أدى إلى وضع أسس للحرب المستقبلية، كما أن تكتيكاته التي أتبعها في عمليات الذبح الجماعي تهدد في إشعال شرارة تمرد جهادي عالمي طويل الأمد، سيبقى الحرب مستعرة في سوريا إلى عدة سنوات قادمة.
ولذلك يجب على الولايات المتحدة أن تتقبل الواقع، فتجاهل سوريا لن يؤدي إلى “انتصار نظيف للأسد” يتحقق فيه سلام مستقر، بل إلى المزيد من الفوضى التي ستظهر مستقبلاً. ولتفادي ذلك، يجب على الولايات المتحدة الاستثمار الآن في بناء نفوذ لها تستخدمه لاتخاذ إجراءات حاسمة في المستقبل، من خلال تقوية القدرات العسكرية وقدرات الحوكمة لشركائها، واستعادة ثقة السكان الثائرين، وبناء قوات الثوار، وحرمان الأسد من الشرعية الدولية التي يسعى إليها بشكل يائس.
وتشير (كافاريلا) إلى وجود عدة خيارات أمام الولايات المتحدة لتقييد (الأسد) وداعميه، وكل ما تحتاج إليه هو الإرادة لاستخدامها.
الحرب الدولية في سوريا
اعتمد (الأسد) في تحقيق انتصاراته على روسيا وإيران وعلى الرغم من أن هذه التدخلات أدت إلى استقرار النظام على المدى القصير، إلا أنها تعيد رسم خارطة القوة في الشرق الأوسط بطريقة تؤدي إلى مزيد من عدم الاستقرار.
المشكلة الأولى بحسب التقرير هي أن إيران وروسيا ستحولان سوريا إلى نقطة انطلاق لعدوانهما الدولي، حيث بدأت روسيا بالفعل باستخدام قواعدها الجوية السورية لدعم عمليات المرتزقة المدعومين الكرملين في جمهورية أفريقيا الوسطى والسودان.
كما إن قدرة الرئيس الروسي (فلاديمير بوتين) على إبراز القوة في سوريا ستساعده في تحقيق جهوده الرامية إلى تقويض “حلف الناتو” وتقويض النظام العالمي الذي تقوده الولايات المتحدة.
أما إيران فتقوم بإنشاء قواعد لها في سوريا بالإضافة إلى شبكة وكلاء محليين بهدف فتح جبهة ثانية ضد إسرائيل في المستقبل، الأمر الذي يزيد من احتمال قيام إسرائيل بعملية برية في جنوب سوريا لإيقاف إيران، حيث أعلنت إسرائيل مراراً أنها لن تتسامح مع التحركات الإيرانية في سوريا.
ويشكل تهجير (الأسد) للسكان الثائرين مشكلة تتمثل في زعزعة استقرار الدول المجاورة وتزيد من عدم الاستقرار في المنطقة بطريقة من شأنها إطالة أمد الحرب.
وتتمثل المشكلة السكانية الحالية في عدة جوانب، فالأردن على سبيل المثال، قد يكون على حافة الانهيار بسبب عدد اللاجئين السوريين الذي لا يمكن تحمله. كما إن إغلاق الحدود أمام السوريين الهاربين من العملية العسكرية الأخيرة للنظام، ستجعل هؤلاء يعيشون في ظل نظام يسعون إلى الفرار منه، مما يخلق بيئة خصبة قد يستغلها الإرهابيون.
الجهاد العالمي
ويؤكد التقرير على أن مكاسب (الأسد) العسكرية لن تنهي التمرد الجهادي، لأن وحشية (الأسد) هي التي تقود هذا التمرد. وعلى الرغم من أن تكتيكات (الأسد) التي شملت الأسلحة الكيماوية وعمليات الإعدام الجماعية والتجويع والتعذيب قد كسرت إرادة العديد من جماعات الثوار إلا أنها شددت في الوقت نفسه من عزيمة عشرات الآلاف من الجهاديين الذين سيستمرون في قتاله لعقود قادمة.
مما يعني عودة تنظيم “القاعدة” لقيادة هذا التمرد، حيث يمتلك التنظيم بحسب التقرير القدرة من بين جميع الجماعات المتمردة في غرب سوريا. كما أن الانتحاريين يلعبون دوراً حاسماً في التغلب على دفاعات نظام (الأسد).
تتركز حالياً قوات التنظيم في شمال غرب سوريا وفي المناطق التي يسيطر عليها الثوار في جنوب سوريا، إلا أن التقرير يرى وجود قدرة لدى التنظيم على الاحتفاظ بشبكة له ضمن المناطق التي يسيطر عليها النظام.
الهجمات الدورية التي شنها التنظيم في محافظات حلب وحماه وحمص واللاذقية خلال عام 2017 وبداية 2018 تؤكد أن تنظيم “القاعدة” والجماعات الموالية له بإمكانها اختراق المناطق التي تخضع لسيطرة (الأسد). حيث من المرجح أن تشهد دمشق وجنوب سوريا هجمات مشابهة بعد مكاسب (الأسد) التي حققها هذا العام.
ويؤكد التقرير على أن المستقبل الذي يعيد فيه (الأسد) السيطرة وينجح في منع التهديدات الجهادية الموجهة للغرب هو خيال، لأن هزيمة الثوار المعتدلين، لا تعني فوز (الأسد) بالحرب بل تمهد الطريق لمجموعات أخرى بأن تتحول من مجموعات مؤيديه للديمقراطية إلى مجموعات تنطلق نحو الجهاد العالمي.
المصدر: أورينت نيوز

مقالات ذات صلة

USA