• الإثنين , 11 نوفمبر 2024

د عبدالحكيم بشار: الاتحاد الديمقراطي الـ ب ي د والمرحلة الثالثة من المهام

بعد عودة النظام السوري الى بعض المناطق الكردية في المرحلة الاولى والواقعة تحت سيطرة ال ب ي د وبشكل علني ورسمي والذي غاب عنها كل السنوات الماضية، تلك المناطق التي يسمح الامريكان للنظام بالعودة لها وفق تفاهمات محددة قد تكون روسيا طرفاً فيها، ولكن لن يكون للـ ب ي د اي دور في تلك التفاهمات، وستتحول بموجبها القوات التابعة للاتحاد الديمقراطي من قوات مستقلة ظاهرياً الى قوات مرتبطة بشكل مباشر مع النظام وتابعة له وتؤتمر بأوامره، اي قوات رديفة للنظام، وتتحرك بأوامره، وتخدم أجنداته وتنفذ المهام الموكلة اليه والتي ستشمل عمليات القمع والاعتقال والتجنيد لصالح النظام وصولا الى عمليات الاغتيال اي نفس ممارساته السابقة ولكن هذه المرة بأوامر مباشرة من النظام، وبشكل لن يكون قادرًا على اخفاء هذه الحقيقة (التبعية للنظام وخدمة أجنداته) حتى عن ابسط الناس وعن اشد المؤيدين والموالين له.
حينها كيف سيبرر الاتحاد الديمقراطي هذه العودة للنظام؟ وكيف سيبرر فقدان سلطته المدنية او ما سماه الادارة الذاتية في تلك المناطق دون معركة او حرب مع النظام او حتى مجرد دفاع شكلي عنها، وتحول قواته الى مليشيات فعلية تابعة للنظام.
هل سيقول: سلمنا تلك المناطق للنظام حقناً للدماء وهو لم يحرص يوما على الدم الكردي بل كان دائما هذا الدم هو عبارة عن مجرد تجارة له في معاركه العبثية؟
هل سيقول اننا اكتشفنا ان نظام الادارة الذاتية قد فشل لذلك لا بد من عودة النظام لان له خبرة افضل بالإدارة المدنية، وبالتالي سيقومون بتعليق صور الدكتاتور الاسد بدلا من صور زعيمهم اوجلان والشهداء (حيث ان صورهم تتناقض مع المدنية والحضارة حسب تصريح احد قادتهم) بينما صور الاسد هو تعبير حضاري؟ للتعبير عن الادارة الجديدة.
هل سيقول للناس ان الأمة الديمقراطية هو شعار وهمي اكتشفنا زيفه للتو
ام انهم سيقولون إننا سنعمل على ضم النظام السوري الى الأمة الديمقراطية العظيمة؟؟!!
او سيقولون ان عدو الكرد السوريين في مكان اخر خارج سوريا وتحديدا النظام التركي ولذلك يجب توفير طاقاتنا للمعركة الكبرى (ام المعارك) مع تركيا للحصول على حقوق الكرد السوريين من النظام التركي.
اين باتت الثورة التي كانت يدّعيها ال ب ي د و ضد من وماذا كانت أهدافها والى اين وصلت؟

ماذا سيقولون لذوي الشهداء والمعاقين عندما يستيقظون من حلمهم الجميل ويتساءلون:
من اجل ماذا استشهد اولادهم عندما يشاهدون من جديد صور الدكتاتور الاسد وقد حل محل زعيمهم الذي طالما قدسوه دون ان يعرفوا عنه شيئا؟
كيف سيبرر كل ذلك؟
نحن نعلم أن سياسة الاتحاد الديمقراطي قائمة على الكذب والتلفيق والديماغوجية ولكن نعتقد انهم هذه المرة بحاجة الى المئات من أمثال سعيد الصحاف ولن يفلحوا.
ويبدو أيضاً أن النظام السوري مصمم على تعريتهم ونزع ورقة التوت التي تستر عورتهم لأنهم في تحالفهم مع امريكا الذي يبدو جاء بموافقة النظام قد تجاوزوا الخطوط الحمر التي رسمها لهم النظام، وقد يكون البعض قد صدّق انهم خَرجوا من عباءة النظام، لذلك لابد من إظهار حقيقتهم وتبعيتهم المطلقة للنظام السوري وإعادتهم الى عباءته، مع أنهم لم يخرجوا من
عباءته يوماً.

د عبدالحكيم بشار

مقالات ذات صلة

USA