• الخميس , 12 ديسمبر 2024

دلـدار بـدرخـان: هـل سـيحـرق المـجلـس الـوطـني الـكُـردي الـورقـة الأخـيرة الـتي يـمتلـكـها !!

في خضم التجاذبات والمستجدات الأخيرة على الساحة السورية فيما يتعلق بمناطق شرق الفرات وقرب عزل منظومة الـ PYD عسكرياً وإنهاء دورها بعد عزلها سياسياً خلال السنوات التي أعقبت أنطلاقة الثورة السورية وعدم الأعتراف بها كجهة معارضة لنظام الأسد الطاغي ، وإبعادها عن المنابر و الورش و الإجتماعات الدولية حول مستقبل سوريا كممثل للشعب الكُردي ، فقد أيقنت هذه المنظومة أنها ستفقد جميع أوراقها في المنطقة ، واستشعرت بقرب الخطر المحدق بها و الذي يلتف حول جيدها من جميع الجهات و ينذر بقرب إنهاء وجودها وحرق ورقتها في سوريا ، ما جعلها تعيد الحسابات من جديد وتبحث عن مخرج يخرجها من المأزق والخطر عبر إطلاق مبادرة ” توحيد الصف ” مع المجلس الوطني الكُردي بمساعدة أحزاب كانوا ولا يزالون يقفون بصفها ويقدمون الولاء لهذه المنظومة إلى يومنا هذا ، رغم معارضتها في السنوات السابقة لأية مبادرة كُردية من شأنها توطيد العلاقة مع أحزاب المجلس الوطني وتوحيد الصفوف معها ، مستنداً على منطق القوة والترهيب والمراوغة السياسية للأستفراد بالقرار والمصير الكُردي لوحده طيلة هذه السنوات .

– لقد فشل الـ PYD في تصدير نفسه سياسياً خلال السنوات الثمانية ، ولم يستطع بناء علاقات سياسية مع محيطه الإقليمي والدولي رغم سيطرته على مساحة واسعة من جغرافية سوريا ، وهذا يؤكد بأنه مرفوض إقليمياً و دولياً وغير مرحب به كون الجميع يُدرك مرامي هذه المنظومة و أجنداتها المشبوهة في سوريا ، و المرتبطة محورياً مع النظامين السوري والإيراني ، ولا ينفصل عن عرّابها حزب العمال الكُردستاني المدرج على لوائح الإرهاب العالمي ، ولكن في المقابل أستطاع المجلس الوطني الكُردي رغم فشله في إدارة المرحلة داخلياً من أكتساب نوعاً ما قبولاً سياسياً على جميع المستويات المحلية و الإقليمية والدولية ، وبات واجهة سياسية يمثل الكُرد السوريين في المحافل والإجتماعات الدولية بعد سحب البساط من تحت أقدام الـ PYD وعزلها سياسياً بشكل تام ، رغم الكثير من الأستفهامات التي نضعها حول هذا المجلس بخصوص الفساد و الخلل الموجود في التمثيل الحقيقي للمناطق الكُردية واستبعاده النخب السياسية المستقلة ، إلا أنه أستطاع إمتلاك هذه الورقة والتي من أجلها تتحرك الـ PYD طولاً وعرضاً .

– بعدما أدركت منظومة الـ PYD حجم المخاطر التي تُنذر بقرب إنهاء وجودها من خلال عزلها عسكرياً من قبل المجتمع الدولي ولا سيما التحالف الدولي ضد داعش ، وسحب الورقة الوحيدة التي بحوزتها والتي كانت بمثابة جهاز إنعاش أعتاشت من خلفها كل هذه السنين ، فهاهي تحاول المراوغة و الألتفاف على المجلس الوطني و دغدغة عواطف الشعب ، لإيهامهم بحسن نواياها وأنها تبحث عن مصالح الشعب الكُردي ، و تحاول إنقاذ ما يمكن إنقاذه لدرئ البلاء عن المناطق الكُردية من خلال عقد مؤتمر يجمع بينها وبين المجلس الوطني الكُردي لتوحيد الصف الكْردي !! في محاولة منها لأستدراج المجلس الوطني و سحب الورقة السياسية والوحيدة التي يمتلكها المجلس ، بعد إعطاء المجلس بعضاً من الأمتيازات في إدارة المنطقة معها ، والتي لن تغني ولن تسمن من جوع ، وبذلك ستكسب الأعتراف السياسي بها دولياً وإقليمياً ، و ستكون موجودة و حاضرة في المحافل الدولية كجهة ممثلة عن الشعب الكُردي .

– طبعاً منظومة الـ PYD وإن أستطاعت إقناع المجلس الوطني الكُردي بضرورة توحيد الصف فلن ترضى في إدارة المنطقة مناصفة مع المجلس الوطني ولن تتخلى عن سياساتها وأجنداتها وارتباطاتها المشبوهة تحت أي ظرف ، وهذا معروف للجميع ، فهي تعتبر نفسها الحزب الأقوى ضمن المناطق الكُردية في سوريا ولها كلمة الفصل ، و خاصةً أنها تمتلك مقاتلين على الأرض وقادرة على فرض قراراتها ، وهذا مدرج ضمن حساباتها وهي تعلم أن الشراكة مع المجلس الوطني في السلطة لن تؤثر في المعادلة على أرض الواقع وستبقى القوة بيدها ، ولا سيما أن بعض الأحزاب متحالفة معها منذ اليوم الأول وسيقفون بجانبها بقوة ، ما يجعل من الـ PYD الطرف الأقوى في المناطق الكُردية كما في السابق ، وسيجعل من المجلس الوطني الحلقة الأضعف .

– نحن نعلم أن المجلس الوطني الكُردي منقسم بين الداخل السوري والتركي والأوروبي ، ولا يتشاركون في نفس الرؤى ، وقد لاحظنا ذلك في مناسبات عديدة من خلال تباين واختلاف البيانات والتصريحات بين قيادات المجلس في الداخل السوري وبين المتواجدين في تركيا وأوروبا ، ولا يتشاركون معاً في الكلمة و في بعض الرؤى السياسية ، لذلك الخوف كل الخوف من أن تستطيع منظومة الـ PYD وحلفائها من إقناع كوادر المجلس الوطني وقياداته المتواجدين في المناطق الكُردية في الداخل السوري لضرورة عقد المؤتمر الخلبي و التوحيد معها وبذلك يشكلون ورقة ضغط على قيادات المجلس في الخارج ، فيحل الكارثة وبذلك ستسقط آخر ورقة بحوزة هذا المجلس الذي لا يمتلك سوى تلك الورقة .

مقالات ذات صلة

USA