قدم السفير ريتشارد ميلز نائب ممثل الولايات المتحدة إلى الأمم المتحدة بتاريخ 20 ديسمبر 2021 إيجاز إلى مجلس الأمن عن الوضع السياسي والإنساني في سوريا وأشار فيه أن قرار مجلس الأمن رقم 2585 والآلية العابرة للحدود التي يصرح بها لايزالان شريان حياة حيوي للشعب السوري .
واضاف ميلز أن الولايات المتحدة الأمريكية تدعم استخدام كافة الأساليب لتقديم المساعدة في سوريا .
وأكد أنه لا يمكن لاحد ان ينكر التقدم الملموس المحرز في مجال تقديم المساعدة عبر الخطوط منذ صدور القرار رقم 2585. ولكن تعرض أمن العاملين في المجال الإنساني الذين يسعون إلى إيصال وتوزيع المساعدات هذه للتهديد بفعل القصف والغارات الجوية والألغام الأرضية والعبوات الناسفة من قبل تنظيم الأسد الأرهابي وحلفاؤه الروس لا يجب تناسي ذلك
واضاف ميلز قائلاً :يحب علينا أن نتذكر أن الفجوة المتزايدة بين الاحتياجات في سوريا وتمويل المانحين تزداد أكثر فأكثر .
واكد انه إذا كان المجلس موحدا في موقفه بشأن ضرورة السماح بتدفق المساعدات بكافة الوسائل، ينبغي أن نعيد أيضا فتح النقاط العابرة للحدود المغلقة حاليا.
وأشار ميلز الى أن المساعدات الإنسانية لا تعالج إلا أعراض معاناة السوريين – وليس سببها. نحن ندعم الشعب السوري وجهوده للعيش بكرامة، ونواصل الدعوة إلى وقف إطلاق النار على الصعيد الوطني.
وفي الختام أكد ميلز أن تحديد مكان عشرات الآلاف من المفقودين السوريين وتأمين إطلاق سراح المعتقلين تعسفيا من أولويات الولايات المتحدة، فالسعي إلى المساءلة والعدالة أمر بالغ الأهمية لبناء الثقة في العملية السياسية الأوسع نطاقا على غرار ما دعا إليه القرار رقم 2254.
فيما يلي نص الإيجاز كاملاً:
شكرا سيدي الرئيس.
اسمحوا لي أن أبدأ بتوجيه الشكر إلى المبعوث الخاص بيدرسون ووكيل الأمين العام غريفيث والدكتور بلور. يرغب وفدي في شكر الأمين العام على تقريره المفصل بشأن عمليات الأمم المتحدة في سوريا والتقرير بشأن القرار رقم 2585 الذي يصدر كل ستين يوما. يقدم كلا التقريرين رؤى أساسية حول جهود الأمم المتحدة القوية لضمان شفافية عمليات المساعدة وكفاءتها والتقدم المحرز في الوصول عبر الخطوط.
لا يزال قرار مجلس الأمن رقم 2585 والآلية العابرة للحدود التي يصرح بها شريان حياة حيوي للشعب السوري كما سمعنا لتونا.
تدعم الولايات المتحدة استخدام كافة الأساليب لتقديم المساعدة في سوريا، ونكرر ملاحظة الأمين العام بأن المساعدة عبر الخطوط تكمل الآلية العابرة للحدود ولكنها لا تستطيع أن تحل محلها.
لا ينكر أحد التقدم الملموس المحرز في مجال تقديم المساعدة عبر الخطوط منذ صدور القرار رقم 2585.
ويشمل ذلك قافلتين من برنامج الغذاء العالمي أوصلتا المساعدات إلى شمال غرب سوريا كما سمعنا يومي 31 آب/أغسطس و9 كانون الأول/ديسمبر. نرحب أيضا بتوزيع هذه المساعدات على المستفيدين ونشجع التعاون المستقبلي بين كافة الأطراف لتمكين هذه العمليات من الاستمرار بطريقة آمنة ويمكن التنبؤ بها.
وندعم تطوير الخطة التشغيلية المقترحة للعمليات المنتظمة المشتركة بين وكالات الأمم المتحدة عبر الخطوط وتنفيذها الكامل في خلال الأشهر الستة المقبلة وخطط التوزيع الجديدة لتلك المساعدات عبر الخطوط.
ولكن لا ينبغي أن نعيش في الأوهام، فقد تعرض أمن العاملين في المجال الإنساني الذين يسعون إلى إيصال وتوزيع المساعدات هذه للتهديد بفعل القصف والغارات الجوية والألغام الأرضية والعبوات الناسفة.
وعمليات المساعدة هذه كثيفة الموارد إلى حد كبير بالمقارنة بالعمليات العابرة للحدود. ومن المهم بشكل خاص أن نتذكر أن الفجوة المتزايدة بين الاحتياجات في سوريا وتمويل المانحين تزداد أكثر فأكثر كما سمعنا من مارتن.
ستواصل الولايات المتحدة دعم الاستجابة التي تولي الإنسانية الأولوية في قلب السياسات. وفي هذا السياق، لا يزال الاستغناء عن إيصال مساعدات الأمم المتحدة عبر باب الهوى محالا إذا أردنا تخفيف المعاناة التي سمعنا عنها اليوم في شمال غرب سوريا.
إذا كان المجلس موحدا في موقفه بشأن ضرورة السماح بتدفق المساعدات بكافة الوسائل، ينبغي علينا أن نعيد أيضا فتح النقاط العابرة للحدود المغلقة حاليا. تقرير الأمين العام بشأن القرار رقم 2585 واضح في إشارته إلى أن إغلاق معبر اليعربية في شمال شرق البلاد كان كارثيا للقطاع الصحي الذي كان أكثر القطاعات التي تعتمد على هذا المعبر. وساهم الإغلاق في وصول المجتمعات هناك للمعدات الطبية بشكل محدود، بما في ذلك فحوصات كوفيد-19 وعلاجاته.
كم عدد متحورات كوفيد-19 علينا أن نشهد قبل أن يتحمل المجلس مسؤوليته بجدية ويعيد فتح معبر اليعربية حتى يتمكن المحتاجين من الحصول على اللقاحات والمعدات الضرورية؟ما زالت الآلية العابرة للحدود إحدى أقوى العمليات الإنسانية التي تخضع للمراقبة عن كثب في العالم، وهي تخضع لمستويات عدة من الضوابط لضمان درجة عالية من الشفافية والمساءلة.
وكما يشير التقرير، عبرت أكثر من 47 ألف شاحنة من المساعدات الإنسانية إلى شمال سوريا من خلال هذا النظام الخاضع للمراقبة الصارمة منذ تموز/يوليو 2014.
وهذا هو نوع الشفافية الذي دعا إليه المجلس، وهو يعزز سبب أهمية تفويض الأمم المتحدة عبر الحدود.لا تزال الولايات المتحدة ثابتة في دعمها للإغاثة الإنسانية في سوريا، بما في ذلك مشاريع الإنعاش المبكر.
وتهدف أنشطة التعافي المبكر، مثل إعادة تأهيل المدارس والعيادات ومساعدة الأسر الضعيفة على تحسين سبل العيش، إلى جعل السوريين أكثر قدرة على الصمود وتقليل اعتمادهم على المساعدات الخارجية.
وكما سمعنا، أصدرت وزارة الخزانة الأمريكية الشهر الماضي ترخيصا عاما موسعا لضمان ألا تمنع العقوبات الأمريكية على سوريا الأنشطة التي تقوم بها المنظمات غير الحكومية داخل البلاد لتعزيز مشاريع الإنعاش المبكر.
ولكن في نهاية المطاف، لا تعالج المساعدات الإنسانية إلا أعراض معاناة السوريين – وليس سببها. نحن ندعم الشعب السوري وجهوده للعيش بكرامة، ونواصل الدعوة إلى وقف إطلاق النار على الصعيد الوطني.
إن السبيل الوحيد نحو مستقبل سلمي ومستدام للشعب السوري هو إنهاء الصراع على النحو المنصوص عليه في قرارنا رقم 2254. ونحث نظام الأسد على السعي بجدية إلى السبل المؤدية إلى السلام التي وضعها المبعوث الخاص بيدرسن، بما في ذلك من خلال اللجنة الدستورية.
سيدي الرئيس، يبقى تحديد مكان عشرات الآلاف من المفقودين السوريين وتأمين إطلاق سراح المعتقلين تعسفيا من أولويات الولايات المتحدة، فالسعي إلى المساءلة والعدالة أمر بالغ الأهمية لبناء الثقة في العملية السياسية الأوسع نطاقا على غرار ما دعا إليه القرار رقم 2254.
لن يشهد الشعب السوري أبدا سلاما مستقرا وعادلا ودائما بدون هذه المساءلة.اسمح لي أن أنهي كلامي يا سيدي الرئيس بالقول إنه لا يمكن للسوريين أن يشهدوا مستقبلا لا يساورهم فيه الخوف ولا يعتمدون فيه على الإغاثة الإنسانية يوميا للبقاء على قيد الحياة إلا من خلال عملية سياسية شاملة.
شكرا سيدي الرئيس.