• الخميس , 28 مارس 2024

11 عاما على استشهاد المخرج السينمائي السوري باسل شحادة… ولا تزال ذكراه في قلوب السوريين .

مع بداية الثورة السورية المباركة في 2011 ولجوء تنظيم الأسد الأرهابي والميليشيات الموالية له إلى القوة العسكرية ضد الشعب السوري وقف عدد كبير من الثوار ضد آلة القمع التي بدأت تقتل المئات من أبناء الشعب السوري وسطروا اروع الملاحم البطولية ونقل معاناة الشعب السوري إلى العالم الخارجي ودفعوا أرواحهم في سبيل نقل الحقيقه.

ومنهم المخرج السينمائي السوري المسيحي باسل شحادة الذي غادر الولايات المتحدة وعاد إلى سوريا ليشارك في ثورتها قائلا: “تخيل نحن كم مرة سنعيش ثورة في حياتنا، كيف لي أن أترك الحلم الذي بدأ يتحقّق؟ وماذا سأقول لأطفالي عندما يسألونني، هل أجيبهم: عندما بدأت الثورة تركت وطني وذهبت لأهتم بمستقبلي؟ أين هو هذا المستقبل من دون وطن حر؟”.

يصادف اليوم المصادف 28/5/2023 الذكرى السنوية 11 لاستشهاد باسل المسيحي الذي دفنه رفاقه المسلمون .هو مخرج سينمائي ومهندس معلوماتية، كان من طلائع المشاركين في تنظيم المظاهرات في دمشق، ليعتقل خلال مظاهرة المثقفين بدمشق.

ولد “باسل شحادة” في عام 1984 لأسرة مثقفة، والده “عبده شحادة” مهندس ميكانيكي وأكاديمي مدرس في جامعة دمشق، ووالدته “عائدة بوز” مهندسة أيضاً.بعد إتمامه دراسته الثانوية، التحق بكلية الهندسة المعلوماتية في جامعة دمشق عام 2001.تخرج من الكلية بدرجة إجازة في الهندسة المعلوماتية، قسم الذكاء الصنعي عام 2006، تابع بعدها دراسته لعلم الآثار وعمل مع إحدى منظمات الأمم المتحدة في دمشق.

عرف عنه شغفه بالإخراج والتصوير والموسيقى، وقام كهاوٍ بإخراج عدد من الأفلام القصيرة منها “هدية صباح السبت”، ويوثق شهادات عدد من الأطفال عن حرب لبنان في العام 2006.وكذلك فيلم “حمل العيد إلى المخيمات” يوثق فيه نشاط خيري شارك فيه “باسل” هدفه إدخال بهجة العيد إلى مخيمات النازحين بسبب الجفاف في سوريا، بالإضافة إلى فيلم تسجيلي حصل في أيام سينما الواقع (دوكس بوكس) 2011 على منحة تمكين لأفضل مشروع فيلم تسجيلي سوري.

حصل “باسل شحادة” على منحة لدراسة الإخراج السينمائي في الولايات المتحدة الأميركية والتحق بجامعة “سيراكيوز” بعد أن أطلق سراحه إثر مظاهرة المثقفين في حي “الميدان” في دمشق. وقام هناك بإخراج فيلم وثائقي بعنوان “الغناء للحرية” بعد مقابلته لعدد من المفكرين الأمريكيين الذين يؤيدون المقاومة السلمية ضد الأنظمة الديكاتورية.وفي أواخر العام 2011 قرر أن يوقف دراسته ويعود إلى سوريا ليشارك بالعمل الثوري السلمي.

استقر في حمص بعد اشتداد قصف قوات تنظيم الأسد الأرهابي للمدينة وبقي فيها تقريباً ثلاثة أشهر حتى استشهاده.

قام خلالها بتصوير عمليات القصف والاقتحام وبتدريب العديد من مصوري حمص على المونتاج.

وأنتج فيلما قصيرا بعنوان “سأعبر غداً” يوثق فيه الخطر الدائم الذي يهدد سكان المدينة أثناء عبورهم الشوارع بسبب القناصين الذين كان ينشرهم النظام أثناء سيطرته على المدينة.أصيب “باسل” مع مجموعة من الناشطين إثر قصف قوات النظام حي “الصفصافة” في حمص التابع لحي “باب السباع”، واستشهد متأثراً بجراحه ودفن في حمص كما أوصى في 28 أيار مايو/2012.

منعت قوات تنظيم الأسد الأرهابي أصدقاء “باسل” في دمشق من التوجه للصلاة في الكنيسة أثناء تشييعه كما حاصرت منزل أهله في دمشق. رحل “باسل شحادة” قبل أن ينهي فيلمه “شوارعنا احتفال الحرية”، الذي جاء قصيرا (24 دقيقة) وانتهى بموته.

ولم يكن هذا الفيلم الوحيد الذي تركه “باسل” من دون استكمال، فقد أكمل المخرج “دلير يوسف” فيلم باسل الثاني “أمراء النحل” الذي صوره في شباط فبراير 2012، ويعتبر وثيقة تسجيلية ثانية لا تقل أهمية عن الأولى، يسجل فيها كذلك لبدايات الثورة السورية ونشطائها الميدانيين الأوائل وتشكل تنسيقياتها الثورية.

رغم مرور 11عاما على استشهاد شحادة و لا تزال ذكراه في قلوب الملايين من الشعب السوري على غرار الكثيرين من الشهداء الذين سطروا اروع الملاحم البطولية في الثورة السورية

مقالات ذات صلة

USA