• السبت , 20 أبريل 2024

واشنطن بوست: لهذه الأسباب يريد ترامب تسليم سوريا لإيران

أثار قرار الرئيس الأمريكي (دونالد ترامب) زوبعة من التحليلات بعد إعلانه المفاجئ عن نيته بسحب القوات الأمريكية من سوريا. وذكرت صحيفة “واشنطن بوست” أن لدى (ترامب) الكثير من الأدلة القوية التي تؤكد على ضرورة استمرار التواجد الأمريكي في سوريا بعد سقوط “داعش”، إلا أن (ترامب) يبدو أنه ليس مقتنعاً بأي منها.

وتشير الصحيفة في تعليقها حول قرار (ترامب) المفاجئ، أن (ترامب) ربما يتراجع عن رغبته في الانسحاب إذا ما علم أن الولايات المتحدة وشركاءها تقريبا يسيطرون على معظم النفط السوري، وفي حال انسحبت الولايات المتحدة، فمن المرجح أن يقع النفط في أيدي إيران.

ويأتي التواجود الأمريكي الأخير في سوريا، بحسب ما تراه الصحيفة كضرورة لاحتواء التوسع الإيراني، ومنع وقوع أزمة جديدة للاجئين، ومحاربة التطرف وكذلك منع الجهود الروسية التي تهدف إلى توسيع نفوذها في المنطقة. كما أنه من مصلحة الأمن القومي الأمريكي عدم إعطاء (بشار الأسد) والرئيس الروسي (فلاديمير بوتين) وإيران، مبرراً للنصر بسبب الخروج الأمريكي من سوريا.

مع ذلك، تضيف الصحيفة أن (ترامب) قال مراراً وتكراراً، إن تلك المهام ليست من مسؤولية الولايات المتحدة. وقدم وعداً بسحب ما يقارب من 2,000 جندي أمريكي من سوريا أمام تجمع من أنصاره يوم الخميس في ولاية أوهايو الأمريكية.

هل كان التصريح عفوياً؟
تقول الصحيفة إن تصريح (ترامب) الأخير لم يكن ملاحظة عفوية. في الشهر الماضي، قال (ترامب) إنه على الرغم من أن المذبحة التي ترتكب في الغوطة الشرقية من قبل روسيا وإيران ونظام (الأسد) هي “عار إنساني”، إلا أنه لا ينوي القيام بأي شيء حال ذلك، لأن المهمة الأمريكية هي “التخلص من داعش والعودة للوطن”.

ويشكل إعلان (ترامب) هذا، تناقضاً مع كبار مسؤولي الأمن القومي. كما قال وزير الدفاع الأمريكي (جيم ماتيس) في أواخر العام الماضي إن القوات ستبقى لمنع النسخة الثانية من “داعش” إلى الظهور بالإضافة إلى بث الاستقرار في المناطق التي استعيدت من قبضة التنظيم.

وفي كانون الثاني، طرح وزير الخارجية المقال (ريكس تيلرسون) ضمن كلمة له خمس أهداف بعيدة المدى لسياسة الولايات المتحدة في سوريا. تضمنت تخليص نظام (الأسد) من أسلحة الدمار الشامل وحل سياسي للصراع. كما أضاف أن الولايات المتحدة “ستحافظ على وجود عسكري في سوريا يركز على ضمان عدم عودة داعش”.

هل ينسجم قرار (ترامب) مع وعوده الانتخابية؟
بحسب الصحيفة، على (ترامب) أن يتذكر أنه شكا سابقا أثناء الخطابات التي ألقاها في حملته الانتخابية من التعامل الأمريكي مع العراق.

وترى الصحيفة، أن من يحتفظ بالأرض المنتجة للنفط، ليس القوات الأمريكية، بل مزيج من القوات السورية “قسد” ذات الأغلبية الكردية التي تم تدريبها وتسليحها من قبل واشنطن، إلى جانب القيادات العربية السنية المحلية، حيث يقاومون الهجمات المستمرة التي تشنها القوات المدعومة من النظام والإيرانيين.

الاتفاق النووي الإيراني وحقول النفط السورية
بالطبع، لدى نظام (الأسد) وإيران استراتيجية ثابتة ومستمرة لاستعادة جميع الأراضي التي كان يسيطر عليها قبل اندلاع الثورة، بما في ذلك الأرض التي تحتوي على موارد الطاقة الأكثر قيمة في سوريا. والاهم من ذلك، تضيف الصحيفة، الانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني المتوقع أن يقوم به (ترامب) في شهر أيار.

وإذا ما تم الانسحاب من الاتفاق النووي، فإن ذلك يعني إعادة فرض العقوبات على النفط الإيراني. مما قد يؤدي إلى نتائج عكسية للغاية في حال تم فرض السيطرة الإيرانية على رقعة من سوريا تحتوي على كميات هائلة من النفط في نفس الوقت تماماً.

ويرى (تشاغاي تزوريل) مدير عام وزارة الاستخبارات الإسرائيلية، أنه إذا كانت الولايات المتحدة وحلفاؤها يعتزمون وقف التوسع الإقليمي لإيران، فإن هذه المهمة يجب أن تبدأ في سوريا. كما أن الوجود العسكري الأمريكي أمر حاسم في حال كان هناك أي مفاوضات سلام حقيقية في سوريا.

و سينتقل الإيرانيون إلى المنطقة، لإكمال الممر الأرضي الذي يصل طهران ببيروت. فإذا لم يكن لدى (ترامب) استراتيجية حقيقية تجاه سوريا، فهذا يعني أنه ليس لديه استراتيجية حقيقية لإيران.

“إيران تحول شبكة الوكلاء، ومحور المقاومة، إلى جيش مقاومة على مستوى المنطقة” قالت (ميليسا دالتون)، زميلة مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية. كما قالت إن إيران لديها الآن أكثر من 250 ألف جندي بالوكالة بشكل مباشر أو غير مباشر يخضعون لنفوذها في المنطقة.

المصدر: أورينت نيوز

مقالات ذات صلة

USA