• الجمعة , 29 مارس 2024

هل التفت التحالف الدولي أخيراً إلى معاناة العرب شمال شرقي سوريا؟

إسطنبول – تيم الحاج

موقع تلفزيون سوريا:13/10/2020

مطلع آب الفائت، وقف المتحدث السابق، باسم التحالف الدولي لمحاربة تنظيم “الدولة”، الكولونيل “مايلز كاينغر”، ليعلن للمرة الأولى، نية التحالف إدخال ملايين الدولارات إلى مناطق سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) من أجل الاستثمار.هذا الإعلان يعتبر الأول من نوعه للتحالف بشأن الاستثمار في سوريا، منذ تدخله سكرياً في أيلول 2014، بل إن “كاينغر” أكد، حينئذ، على أن شركات يرعاها التحالف هي من ستقوم بإنجاز المشاريع التي صنفها إلى خدمية وعسكرية.

سنوات من التهميش.. المكون العربي يئن من سياسات “الإدارة الذاتية”لم تهدأ الاحتجاجات بوجه التهميش الذي تمارسه “الإدارة الذاتية” على المدن والبلدات والقرى العربية، في شمال شرقي سوريا، منذ الإعلان عن تشكيل الإدارة في أيلول 2018، في مدينة عين عيسى بريف الرقة، التي باتت تعد لاحقاً العاصمة الإدارية لـ”الإدارة الذاتية”.وكلما نجحت “قسد” في إخماد المظاهرات التي تخرج ضد “الإدارة الذاتية” في منطقة ما تعود لتشتعل في منطقة جديدة، من محافظات الرقة والحسكة ودير الزور، وهذه الأخيرة لها النصيب الأكبر من تلك الاحتجاجات، كونها كلها من المكون العربي، الذي يفتقد لشتى أنواع الخدمات الأساسية.

فمن نقص في المياه إلى ارتفاع في أسعار المواد الغذائية وانقطاع للكهرباء والاتصالات وصعوبة المواصلات والتحرك والحرمان من عائدات النفط وصولاً للاحتجاج على محاولات “الإدارة الذاتية” تغيير المناهج الدراسية بأسلوب يمحو الهوية العربية شيئاً فشيئاً ويدخل فيها مفاهيم غريبة عن البيئة الاجتماعية لسكان شمال شرقي سوريا.

ويبدو أن أصداء أصوات المحتجين وصلت أخيراً إلى آذان المسؤولين في التحالف الدولي الراعي الرسمي لمشروع “الإدارة الذاتية”.مصدر محلي من ريف دير الزور حضر مؤخراً اجتماعاً أقامه التحالف مع سكان من ريف دير الزور، قال لموقع تلفزيون سوريا، إن مسؤولي التحالف عبروا لهم عن نيتهم تغيير الواقع الخدمي في ريف دير الزور، مشيراً إلى أن التحالف يتابع عن كثب كل الاحتجاجات التي تخرج لمناهضة سياسة “الإدارة الذاتية” المهمشة للمكون العربي.

مؤشرات على سعي التحالف إنهاء معاناة المكون العربي شمال شرقي سوريارصد موقع تلفزيون سوريا، عبر التواصل مع عدة مصادر على امتداد ريفي دير الزور الشرقي والغربي، بدء العمل على إنجاز مشاريع خدمية في مجالات عديدة في المنطقة.وبحسب مصدر مطلع على هذه المشاريع، فإن التحالف الدولي هو من يقف وراء دعمها، وأكد لموقع تلفزيون سوريا، أن المشاريع تجري بوتيرة متسارعة.وعدد من هذه المشاريع: محطة تصفية مياه في منطقة أبو حمام، حيث ستستفيد منها عدة بلدات وقرى في ريف دير الزور الشرقي ،وعشرات آلاف السكان، إلى جانب مشاريع تعبيد الطرقات في أرياف دير الزور الخاضعة لـ”قسد”.

وأشار المصدر إلى الشروع بالعمل على مشروع نقل مياه ري من محطة الكبر نحو منطقة أبو خشب، إضافة إلى مشاريع ري في مناطق ريف دير الزور الغربي.وأمس الإثنين، ترجم التحالف الدولي دعمه للمشاريع الخدمية في دير الزور، عبر مشاركته في تأهيل مشفى هجين، حيث حضر مسؤولون في التحالف عملية افتتاح المشفى.التحرك عبر “مجلس دير الزور المدني” لتقويتهتتألف “الإدارة الذاتية” من عدة “مجالس مدنية” تقوم بالإشراف على تنفيذ خطط الإدارة في مناطق سيطرتها، شمال شرقي سوريا، ويعد “مجلس دير الزور المدني” من أكثر المجالس الذي تعرض للانتقاد من قبل السكان، كما طالته اتهامات بالفساد.

إلا أن المجلس نفى في أكثر من مناسبة ضلوعه بقضايا فساد، وقدم عدداً من أعضائه للمساءلة، كي يمتص غضب الشارع، وخاصة في ما أشيع عن سرقة مخصصات المحروقات والحبوب.وعلى الرغم من أن المجلس يقع في دائرة الاتهام من قبل السكان، إلا أنهم لا يريدون التخلي عنه بشكل مطلق، كونه يمثلهم في جسم “الإدارة الذاتية”، وفق أحد سكان بلدة البصيرة، الذي قال لموقع تلفزيون سوريا، “مجلس دير الزور المدني يحتوي على كم كبير من الفاسدين، لكننا نتعامل معه كسلطة أمر واقع وهو أفضل الموجود”.وأضاف أنهم يخشون من إسقاط المجلس الذي يمثل العرب معظم أعضائه، خشية أن تقوم “الإدارة الذاتية” بتعيين مجلس جديد من الأكراد.

في المقابل تحدثت مصادر من داخل “مجلس دير الزور المدني” لموقع تلفزيون سوريا، عن تهميش يتعرضون له من قبل “الإدارة الذاتية”، من جهة الدعم المالي من إيرادات النفط، مما يصعب عليهم إنجاز المشاريع الخدمية التي يستفيد منها السكان، إلى جانب إهانة بعض أعضاء المجلس عبر الاعتقالات والتحقيق من قبل “قسد”.وقد أكد ذلك تقرير لـ وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، صدر في 31 من آذار الفائت، حيث أفاد بإقصاء المكوّن العربي عن مفاصل اتخاذ القرارات، داخل المؤسسات العسكرية والمدنية التابعة لـ”الإدارة الذاتية”.

وأشار التقرير إلى أن أغلبية المكوّنات العربية في المنطقة تنظر بسلبية إلى “قسد” والمؤسسات المدنية المرتبطة بها، لا سيما “مجلس سوريا الديمقراطية” (مسد).وذكر تقرير “البنتاغون” أن “قسد” و”وحدات حماية الشعب” الكردية تستأثران بمراكز السلطة واتخاذ القرارات حتى داخل الإدارات المدنية، معتبراً أن هذا السلوك يؤكد عدم رغبة تلك القوات في تقاسم السلطة مع العرب، حتى في المناطق ذات الأغلبية العربية، على الرغم من أن أغلب العناصر المنتشرين على خطوط الجبهات في تلك المناطق هم من العرب.وبعد هذا التقرير كثفت “مسد” لقاءاتها بعدد من ممثلي المكوّن العربي في شمال شرقي سوريا، وزارت وفودها كلاً من شيخ عشيرة اليسار، حسين ذياب العلي، وشيخ عشيرة الجوالة، فيصل رشيد محمد، وشيخ عشيرة الجربا، زيد عوينان العاصي الجربا، إضافة إلى شيخ عشيرة البوسالم، بدران أحمد السالم.

وتبقى اللقاءات المتكررة خلال الفترة الماضية بين رئيس “مجلس دير الزور المدني”، غسان اليوسف، ومستشار التحالف الدولي، السفير الأميركي وليام روباك، ومساعدته، إيميلي برانديت، من أبرز المؤشرات على جدية التحالف تغيير شكل التعامل مع المكون العربي شمال شرقي سوريا، وفق مراقبين.

مقالات ذات صلة

USA