• الجمعة , 29 مارس 2024

هكذا يحاول نظام الأسد إحداث تغيير ديموغرافي في مدينة اللاذقية

ازدادت مؤخرا في مدينة اللاذقية حالات مصادرة المنازل وأملاك الأهالي الذين خرجوا من المدينة سواء نحو مناطق المعارضة أو خارج سوريا، هربا من الاعتقال أو الالتحاق في صفوف ميليشيا أسد الطائفية، وتقوم قوات الأمن بوضع يدها على ممتلكات السكان بالقوة من خلال بيعها أو منحها لأحد عناصرها أو تأجيرها.

ويوضح الناشط محمد عبد الله من مدينة اللاذقية لـ أورينت نت أن عشرات المنازل خضعت لسيطرة الأمن خصوصا بعد صدور قرار يطالب الأهالي بتثبيت ملكيتهم للمنازل والمحلات من خلال حضورهم وتقديم سندات الملكية ومن لم يلتزم بالقرار خسر بيته أو ما يملك، مشيرا أن مئات العوائل تعجز عن تحقيق هذا الشرط بسبب تركها للمدينة منذ عدة أعوام ووجود أسمائهم على قوائم المطلوبين للنظام، ومن خلال هذا الأمر تمكنت حكومة الأسد من إحداث تغيير في تركيبة المدينة السكانية ووضع يدها على مئات المنازل والمحلات التي يملكها أشخاص معارضون له.

مكافأة المرتزقة

وأضاف العبد الله أنه يتم من خلال هذا الأمر مكافأة المقاتلين الذين يقاتلون لجانب النظام من خلال تقديم منازل مجانية لهم أو محلات تجارية وهي مكافأة عظيمة يحصل عليها أي مقاتل بسبب ارتفاع أسعار العقارات في المدينة بشكل كبير وعجز الكثيرين منهم عن شراء منزل يسكنه مع أسرته، معتبرا أن الوضع الأمني السيء والخوف الكبير هو ما يمنع الناس من الاعتراض على أي قرار يصدر أو أي تصرف تقوم به ميليشيا أسد.

من جانبه أكد “حسام الزين” أحد سكان المدينة الذي فقد منزله بعد سيطرة ميليشيا أسد عليه، إثر خروجه إلى مناطق المعارضة أن أقربائه كانوا عاجزين وخائفين من منع عناصر النظام فتح المنزل وتفتيشه ومن ثم وضع اليد عليه بعد السؤال عن صاحبه وأين يتواجد، مؤكدا أن من يعيش فيه حاليا عائلة تخص أحد القادة في فرع أمن الدولة وسيتم نقل ملكية المنزل له.

وبين أن الأولوية في الملكية باتت لمن بقي، خصوصا من الموالين للنظام، وكل ماقام به الناس من تصرفات كجلب أحد الأقارب وتسكينه في المنزل أو حتى تأجيره للمعارف أو الأصدقاء لم ينفع بعد طلب الدوائر الحكومية حضور الشخص لتثبيت الملكية ومنع نقل أو بيع أي عقار من خلال الوكالة وأي إجراء مماثل يحتاج لوجود الشخص المتملك للعقار بشكل شخصي.

تغيير ديموغرافي

تابع أن هذا الهدف كان واضحا للنظام الذي دفع الأهالي للهرب وترك المدينة واعتمد في هذا الموضوع على الناحية الطائفية ليسيطر على الساحل بشكل كامل ولتثبيت وجوده هو ومواليه بحيث تكون اللاذقية وطرطوس الملجأ الأخيرة له في حال حدوث أي خطر عليه وتكون خالية من المعارضين أو أي مكون من الشعب من الممكن أن يحدث مشاكل .

تحدث أنه في كل حي باللاذقية يوجد عشرات المخبرين المتعاملين مع أفرع أمنية مختلفة مهمتهم الإخبار عن أي منزل يتركه أصحابه ويخرجون وجمع معلومات عن مكان تواجدهم، لذلك تكون معلوماتهم دقيقة فأقرب الناس من جيران ومعارف هم الذين يخبرون عن الفارين من المدينة ويعطون تفاصيل عن تأجير المنزل أو المحل لأحد الأقارب أو المعارف ليتم إجبارهم على تركه والخروج منه ليستولوا عليه.

يذكر أن مئات العوائل تركت مدينة اللاذقية منذ بداية الثورة فيها قبل حوالي سبعة أعوام خصوصا من سكان أحياء الرمل الجنوبي والصليبة ومشروع الصليبة وقنينص الذين شاركوا بالمظاهرات المناهضة لنظام الأسد.

المصدر: أورينت نيوز

مقالات ذات صلة

USA