• الجمعة , 29 مارس 2024

مصدر طبي: أدوية إيرانية تفاقم حالات مرضى كورونا في مشافي سوريا

دمشق – سامي جمعة

موقع تلفزيون سوريا:9/4/2021

يعكس التفاوت الكبير والتضارب في المعلومات التي تدلي بها بعض الجهات الطبية داخل سوريا حجم الوضع الطبي الكارثي الذي يحاول النظام إخفاؤه، ليظهر بأنه لا يزال يأخذ شكل الدولة، وأن المؤسسات لا تزال تقدم خدماتها للمواطنين على أتم وجه

.وتحاول “وزارة الصحة” لدى النظام إخفاء الكارثة الصحية التي تتربص بالمنظومة الصحية المتهالكة في المناطق الواقعة تحت سيطرته، عبر نقل تصريحات لمسؤولين تخفف وتبدد من المخاوف رغم أن تلك التصريحات لا تمت للواقع بصلة، وتكون متضاربة غالب الأحيان.

ومؤخرا نقلت صفحة الوزارة على فيس بوك تصريحاً لمدير مشفى ابن النفيس الدكتور نزار إبراهيم، أكد فيه أنه و”منذ بداية آذار الماضي يراجع المشفى يومياً من 35 إلى 40 مريضا بشكوى مشابهة لأعراض كورونا، ويوجد 33 إصابة مثبتة بقسم العزل، 15 إصابة منها بغرف العناية المشددة”.

وأن “الطاقة الاستيعابية للمستشفى لجهة قبول حالات كورونا المشتبهة تصل إلى 85 سريراً منها 68 سريراً بأقسام العزل و17 سريراً للعناية المشددة”، وهذا ما يدحض رواية الوزارة نفسها التي تنقل بأن الإصابات على مستوى القطر لا تتجاوز العشرات.

ورغم ذلك فإن النسب والأرقام التي تسوقها الوزارة على لسان مديري المشافي العامة تبدو غير منطقية أيضا، هذا ما أكدته مديرة الصحة المدرسية هتون الطواشي، في تصريح لراديو محلي بـ”أن قرار الإغلاق للمدارس يعود للفريق الحكومي المعني بالتصدي لفيروس كورونا”، وأن الصحة المدرسية تقوم برفع تقرير بشكل يومي حول الوضع الوبائي والصحي بالمدارس، وكشفت أنه من خلال مسحات الأسبوع الماضي وبظل المسحات العشوائية سجل عدد الإصابات ارتفاع لـ110، في حين “أجريت في دمشق 81 مسحة، كانت منها 33 نتيجتها إيجابية”،

لافتةً إلى أن الذروة الحالية أكثر انتشاراً ولكن الأعراض لم تتغير ولم يسجل أي وفيات إلى الآن.بدوره قال عضو الفريق الاستشاري للتصدي لفيروس كورونا، الدكتور نبوغ العوا، إن الطفرة الجديدة من وباء كورونا أسرع انتشاراً أكثر بـ 50 مرة من الطفرات، وأن هذه الطفرة أشد من السابقة، وأسرع بـ 50 مرة، مضيفاً أنّ الأعراض تتطور وتتغير خلال 3 أيام.

وهنا علّق أحد المصادر الطبية من مشفى جراحة القلب بدمشق لـ”تلفزيون سوريا” أن الدكتور العوا يطلق تحذيرات شبه يومية لمعرفته بمدى هشاشة المنظومة الطبية في سوريا، رغم أن هذا الموضوع لا يروق للنظام، بل يفضل النظام المسؤولين أصحاب نظرية “العصافير تزقزق” وكل شيء في أحسن حال.

وأضاف الدكتور العوا “أن الأعراض بدأت بالظهور على طلاب المدارس بشكل واضح، بعد أن كانوا مجرد ناقلين للمرض، أما الآن فهو يؤثر في وضعهم الصحي، وتالياً أصبح يشكل خطراً عليهم أيضاً”.كما استهجن العوا من سماح المنشآت السياحية بتقديم النراجيل ضاربين عرض الحائط بالوضع الصحي الذي يغزو البلد حالياً، مناشداً الجميع بضرورة الالتزام بالشروط الصحية وارتداء الكمامة للوقاية من العدوى قدر الإمكان، وفي حال عدم الالتزام فإن البلد مقبلة إلى نفق مظلم صحيا .

ا.يذكر أنّ وزارة الصحة في حكومة نظام الأسد، سجّلت الثلاثاء 6 نيسان تسجيل 115 إصابة جديدة بفيروس كورونا مايرفع العدد الإجمالي إلى 19641.

في محاولة من “تلفزيون سوريا” لمعرفة الوضع الخدمي لمشافي العاصمة، تواصلنا مع مصادر طبية بمشافي مختلفة. مصدر طبي في مشفى المواساة والذي يتبع لوزارة التعليم العالي أكد “أن المشفى تغصّ بمرضى كورونا منذ وصول الوباء إلى سوريا، ولم تكن لدينا موجة أولى وثانية وثالثة كما باقي دول العالم، لأن الظروف العامة في سوريا غير مهيأة لتفادي تفشي المرض وهذا ما نلحظه في اكتظاظ وسائل النقل العامة دون المقدرة على شراء الكمامات الطبية لتفادي للوقاية من الوباء وطوابير الخبز سبب رئيس وكافي لانتقال الفيروس”

.أما عن الأدوية التي يتم استخدامها فقد أكد المصدر أن مشافي التعليم العالي والمشافي التابعة للصحة اعتمدت على دواء “أزيثرومايسين” كمضاد لفيروس كورونا، ويتم إنتاجه محليا من قبل شركة “تاميكو” ويتم استيراد الأمصال لمعظم الأدوية من إيران، وتكاد تكون عديمة الفعالية وهذا للأسف ما يضاعف من الأمراض ومنها كورونا، وهناك على سبيل المثال كثير من حالات ارتفاع الضغط الشرياني انتهى بهم الحال بغسيل الكلى لأن الأدوية التي داموا على استعمالها غير فعالة.ونصح المصدر بمحاولة الاشتراك بين عدة عوائل (أقارب أو جيران) لاقتناء أسطوانة أوكسجين لإسعاف الذين يعانون من ضيق تنفس، لأنه من الأفضل عدم إدخال أي شخص إلى المشافي طالما هناك قدرة على وضعه على المنافس، وبكل الأحوال ربما لم يجد مكان بالمشافي.مصدر طبي في مشفى المجتهد والذي يتبع لمديرية صحة دمشق، أكد لـ”تلفزيون سوريا” بأن درجة اكتظاظ المشفى وصل لدرجة تخصيص جزء من قسم غسيل الكلى خارج المشفى الحالات المشتبه بها على أنها كورونا، “للأسف حتى اليوم لا يوجد تشخيص دقيق في سوريا ومعظم الحالات يتم الاشتباه بها عن طريق الأعراض والتشخيص، وهذا يعرّض بعض المرضى ممن يعانون من ضعف في حاسة الشم والتذوق أو نزلات البرد، الكريب، الرشح أو أي مرض تنفسي أو أي أعراض هضمية التي تسبق أعراض الرشح والكريب ووجع العضلات والحرارة المرتفعة وهنا ندخل مرحلة تليف الرئة و للعدوى ممن هم مصابون فعلا بفيروس كورونا لأنهم في مكان واحد لفترة طويلة والتعقيم داخل الأقسام لا يحمي من الأمراض التنفسية”.

كما لفت المصدر أن ملف كورونا تحوّل إلى ملف سياسي، “أعتقد أن التحرك السياسي في الخليج دفع القيادة السورية لتعويم ملف كورونا من جديد الذي من شأنه تخفيف العزلة الدولية من الخاصرة الطبية الرخوة للبلاد”.

حاولنا استيضاح ما يقصده المصدر بـ”تسييس” ملف كورونا، حيث أكد أن النظام لم يلجأ بيوم من الأيام لتعيين وزيرا للصحة بحسب كفاءته، “لك أن تقيس على تصريح وزير الصحة السابق نزار يازجي، وهو ينفي تسجيل أي إصابة بفيروس كورونا في البلاد، الذي قال حينذاك: لا يوجد كورونا في سوريا لأن الجيش السوري طهر البلاد من الجراثيم، لتعرف كيف يتم إدارة هذا الملف بالبلاد”.

تقاطعت آراء المصادر بأن جزءا من الأخطاء الطبية التي يتم ارتكابها في المشافي تقع في قسم ثلاجات الموتى في المشافي، حيث تغيب إجراءات الوقاية من ضحايا الفيروس وكذلك الأمر بالنسبة لإجراءات الدفن أيضا، في حين أنه من المفترض أن تتبع إجراءات خاصة من دخول المرضى للمشفى وانتهاء بتخريجهم أو وفاتهم.المصدر أكد بأن الإجراءات الواجب اتباعها للحد من انتقال عدوى فيروس كورونا تبدأ بالمشافي من خلال توزيع ملابس وقائية خاصة عازلة بشكل مطلق لأي تواصل مع الوسط الخارجي، ويجب عدم الاكتفاء بالملابس التي توزع على الكادر الطبي أثناء إجراء العمليات الجراحية

.ممرض في مركز الجلاء الطبي في دمشق، وهو مركز معتمد من قبل وزارة الصحة السورية لفحص الـPcr، أكد بأن الفحوصات شكلية والهدف منها هو التقيد بإجراءات أقرتها منظمة الصحة العالمية لاسيما بالمسافرين لخارج البلاد، وكذلك للعوائد المادية المتأتية من الفحوصات.وبحسب المصدر نفسه فقد أكد بأن أحد زملائه يعمل في مركز الفيحاء بدمشق أن الحال مشابه لما يجري في مركز الجلاء الطبي وأنه كان شاهدا على إعطاء نتيجة فحص لإحدى المسافرات كانت عالقة على نقطة عبور المصنع بين سوريا ولبنان لأنها كانت تنوي السفر برا دون أن تأخذ بالاعتبار أن فحص الـPcr هو شرط أساسي للموافقة على دخول الأراضي اللبنانية فما كان منها إلا أن تواصلت مع أحد أقاربها في نادي ضباط دمشق الذي تدخل لدى المركز لاستصدار شهادة بعدم إصابتها بكورونا.

لم يتسنَ لنا التأكد من بعض الأخبار الواردة والمتعلقة بحقن الحالات الحرجة من مصابي فيروس كورونا بأدوية تنهي حياتهم، حيث لم يستبعد أحد مصادرنا الطبية خطوة “القتل العمد بحقن مواد قاتلة” إلا أنه لم يجزم بوقوعها. ولفت إلى أن حالات ربما لا تقل إجراما عن حالة حقن مريض بمواد سامة حصلت في بعض أقسام العناية بمرضى كورونا تمثلت بإزالة أجهزة التنفس عن أشخاص حالاتهم متوسطة لصالح أشخاص حالتهم أقل حرجا فقط لأن هناك من “وصّى بهم”

.في مشافي مدينة حلب الوضع الصحي يأخذ منحى مختلف عنه في دمشق حيث يتم استخدام أدوية مختلفة لا تجدي نفعا بعلاج الفيروسات، بل يتم استخدام أدوية لعلاج الأمراض الناتجة عن الإصابات البكتيرية لعلاج كورونا، وهذا ما أكده أحد أطباء مشفى الجامعة بحلب، حيث يتم وصف الأدوية المخصصة لعلاج حالات الحمى المالطية لمرضى فيروس كورونا، لأن الأعراض غالبا تكون متشابهة من حرارة وصداع وتعرّق غزير وبخاصة في الليل وآلام مفصلية وتعب وضخامة طحالية وكبدية، وطبعا غياب المسحات الطبية يعزز هذا الموضوع.

وأكد المصدر أن خطورة الموضوع تكمن بأن التعاطي مع المريض تبقى ضمن إطار الحالات غير الخطرة أو المعدية وهو ما يشكل خطر على الكوادر الطبية والمرافقين وكل من يحتك بشكل مباشر مع المريض.

مقالات ذات صلة

USA