• الخميس , 28 مارس 2024

ما أسباب الاشتباكات بين الروس والإيرانيين في مطار حلب الدولي؟

شهد مطار حلب الدولي والمنطقة المحيطة به اشتباكات عنيفة بين الميليشيات الروسية والإيرانية المتواجدة في المنطقة، ورغم أن الاشتباكات لم تؤد إلى تغيير مناطق السيطرة بين الطرفين إلا أنها تُعتبر تطوراً هاماً خاصة أنها لم تكن المرة الأولى بين الطرفين في نفس المنطقة، وكذلك كونها أتت بعد الاستهداف الإسرائيلي لمطار حلب الدولي منذ أسابيع قليلة.

وأكّدت مصادر محلية لأورينت نت أن الاشتباكات جرت نهاية الأسبوع الماضي واستمرت لمدة يومين، استخدمت فيها الميليشيات الروسية والإيرانية الأسلحة الثقيلة والمتوسطة وتمّ سماع الاشتباكات داخل أحياء مدينة حلب وفي محيطها، وأدت لمقتل عدد من الميليشيات الإيرانية وإصابة آخرين تمّ اسعافهم لمشفى الجامعة في حلب، وكذلك نصبت الشرطة الروسية الحواجز على مداخل المطار لاعتقال عناصر الميليشيات الإيرانية، ولكن توقفت هذه الاشتباكات لأسباب مجهولة دون حدوث أي تغيير على مناطق السيطرة بين الطرفين، حسب كلام هذه المصادر.

السيطرة الروسية على المطارات الدولية واستثمارها

وفي الوقت الذي تداولت فيه بعض الوكالات الموالية لنظام الأسد خبر استثمار روسيا لمطار دمشق الدولي، كان الخلاف بين روسيا وإيران داخل مطار حلب بسبب سيطرة الثانية عليه منذ سنوات ونيّة روسيا إحكام السيطرة عليه مثل مطار دمشق.

وبهذا السياق، يقول الناشط الاعلامي عبد الكريم الحلبي لأورينت نت “جرت اشتباكات عنيفة بين الميليشيات الروسية والإيرانية بمحيط مطار حلب الدولي، وسُمع صوت هذه الاشتباكات داخل أحياء حلب الواقعة تحت سيطرة ميليشيا أسد الطائفية، وكان قد سبق هذه الاشتباكات اشتباكات هي الأعنف خلال الشهر الماضي داخل المطار والتي سقط على إثرها أكثر من 25 قتيلاً من الطرفين”.

ويُتابع الحلبي “تسعى روسيا للسيطرة على مطار حلب الدولي الذي يقع تحت سيطرة الميليشيات الإيرانية، ولكن الرّوس لم يتمكنوا حتى اللحظة من السيطرة عليه رغم الاشتباكات الحاصلة، ولا تغيير على مناطق توزّع السيطرة بين الطرفين”.

وكذلك أشار الناشط الإعلامي خالد الحلبي خلال حديثه مع أورينت نت إلى أن “روسيا تسعى خلال ميليشياتها والشرطة التابعة لها في حلب إلى السيطرة على مطار حلب الدولي من أجل استخدامه واستثماره على شاكلة استثمارها لمطار دمشق الدولي، ولذلك كان عليها التخلّص من الميليشيات الايرانية والشيعيّة المتواجدة داخل المطار والتي تستخدمه منذ عدة سنوات بعملياتها العسكرية والشحن العسكري، ولهذا نجد أغلب الخلافات والاشتباكات بين الميليشيات الروسية والإيرانية تقع داخل ومحيط مطار حلب الدولي لما له من أهمية للطرفين”.

إرضاء اسرائيل على حساب ايران

استهدف الطيران الإسرائيلي المواقع الإيرانية داخل مطار حلب الدولي منذ شهرين، ونتج عن هذه الغارات مقتل عدد من ضباط وعناصر الميليشيات الإيرانية وانفجار مستودعات ذخيرة لهذه الميليشيات.

وبهذا الإطار، يرى الناشط خالد الحلبي أن القوات الروسية تُريد إرضاء إسرائيل بإخراج الميليشيات الإيرانية من سوريا وتقويض سيطرتها، ولذلك حاولت هذه القوات الاشتباك مع الميليشيات الإيرانية مرتين خلال ما يُقارب الشهر.

وأكمل الحلبي قائلاً: “روسيا وعدت إسرائيل خلال الاجتماعات الأخيرة بين مسؤولي البلدين بالتخلّي عن الميليشيات الإيرانية في سوريا وتقويض نفوذها في المناطق القريبة من الحدود الإسرائيلية وفي المناطق الاستراتيجية داخل سوريا، ولذلك حاولت الميليشيات الروسية السيطرة على مطار حلب الدولي بحجّة الاستهداف الإسرائيلي لمستودعات الميليشيات الإيرانية وإبعاد الخطر عن المدينة، ولكن الأخيرة رفضت الخروج فَانفجَرت هذه الاشتباكات”.

صراع المصالح

منذ نهاية العام الماضي، جرت عدة اشتباكات وخلافات بين الميليشيات التابعة لروسيا وإيران في سوريا، وجاءت تلك الاشتباكات على خلفية صراع المصالح والنفوذ بين الجانبين.

وبحسب الناشط فراس جزماتي، يرى أن الاشتباكات بين الميليشيات الروسية والإيرانية في مطار حلب ومحيطه، هي امتداد للاشتباكات السابقة في حلب وحماة ودرعا من أجل مصالح ونفوذ كل طرف.

وأوضح جزماتي لأورينت نت أن “الاشتباكات التي جرت سابقاً بين ميليشيا لواء القدس التابع لروسيا ولواء الباقر وفيلق المدافعين عن حلب المواليين لإيران، هي لنفس الغاية التي جرى من أجلها الاشتباك بين ميليشيات سهيل الحسن والفيلق الخامس ضد الفرقة الرابعة في حماة ودرعا، ولذلك هذه الاشتباكات هي لإحكام السيطرة وتحقيق المصالح في المنطقة المُتنازع عليها”.

ونوّه جزماتي إلى أن المصالح الروسية والتزاماتها الدولية مع إسرائيل أو تركيا وكذلك أمريكا استوجب عليها التخلّي عن إيران في سوريا، وحتى الاشتباك معها إن استلزم الأمر ذلك، وخاصة عندما تتضارب المصالح الروسية مع المصالح الإيرانية في سوريا، حسب كلام جزماتي.

المصدر: أورينت نيوز

مقالات ذات صلة

USA