• الجمعة , 29 مارس 2024

ليندا توماس : الوضع في سوريا اليوم أسوأ مما كان عليه من قبل ويحتاج إلى المزيد من المساعدات عبر الحدود، وليس أقل.

أكدت ليندا توماس غرينفيلد سفيرة الولايات المتحدة الأمريكية إلى مجلس الأمن أن الوضع في سوريا اليوم أسوأ مما كان عليه من قبل ويحتاج إلى المزيد المساعدات عبر الحدود، وليس أقل.

جاء ذلك خلال تصريحات للسفيرة في إيجاز لمجلس الأمن الدولي بشأن الوضع الإنساني في سوريا يوم الامس الاثنين المصادف 20/6/2022.

وأشارت توماس أيضا في تصريحها إن الاستجابة عبر الحدود العام الماضي بقيادة الأمم المتحدة سمحت لعمال الإغاثة بالوصول إلى أكثر من 2,4 مليون شخص في شمال غرب سوريا كل شهر، فساعدت في إطعام 1,8 مليون شخص كل شهر وانتشلت الأطفال والعائلات من براثن المجاعة وسمحت لنا بشحن جرعات اللقاح الأساسية إلى شمال غرب سوريا.

واكدت توماس أنها زارت حدود تركيا وسوريا في وقت سابق من هذا الشهر للاطلاع على عمليات الآلية بأم العين ورأت ما يتم تمريره عبر الحدود، من اللقاحات والحبوب والحفاضات وحقائب الطعام العلاجي الجاهز للاستخدام الذي يستخدم لعلاج الأطفال دون سن الخامسة والذين يعانون من سوء التغذية الحاد لدرجة أنهم يضعفون يوما بعد يوم.

واضاف توماس قائلة :

أن هذه الزيارة كانت مختلفة عن زيارتي العام الماضي بصراحة. نادرا ما رأيت اليأس في أعين عمال الإغاثة الذين لم يكونوا متأكدين مما إذا كانوا سيتمكنون من الاستمرار في إيصال الطعام والأدوية وغيرها من المساعدات الحيوية لمن هم في أمس الحاجة إليها.

واكدت توماس أن المطلوب الآن هو المزيد من المساعدات عبر الحدود، وليس أقل. وان الفشل في تجديد تفويض المعبر الحدودي سيكون له عواقب وخيمة حيث أن المسألة مسألة حياة أو موت بكل ما للكلمة من معنى.

فيما يلي نص التصريح كاملاً:

شكرا سيدي الرئيس. اسمحوا لي أن أبدأ بتوجيه الشكر إلى الأمين العام على حضوره معنا اليوم وعلى تصريحاته الحاسمة. وأتوجه بالشكر أيضا إلى مساعد الأمين العام غريفيث على إيجازه وعلى عمل المكتب الأممي لتنسيق الشؤون الإنسانية والوكالات الأممية الإنسانية على عملها بشأن هذه المسألة المهمة.

وأود أن أشكر أيضا إياد آغا لأنه أسمع صوت المجتمع المدني للمجلس اليوم.منذ أكثر من عام بقليل وبعد أن أعدنا تفويض الآلية الإنسانية العابرة للحدود بالإجماع، قلت لمجلس الأمن إنه بات يستطيع ملايين السوريين أن يتنفسوا الصعداء.

قلت ذلك لأننا وضعنا السياسة جانبا وتوحدنا لتلبية حاجة إنسانية واضحة، ألا وهي أن يحصل الأطفال الجياع على الغذاء والأمهات المريضات على الدواء والسكان الذين فتك بهم فيروس كوفيد-19 على اللقاحات.

وهذا هو بالضبط ما حصل مع أننا نستطيع القيام بالمزيد وهذا واجبنا، والحقائق واضحة وضوح الشمس.سمحت الاستجابة عبر الحدود العام الماضي بقيادة الأمم المتحدة لعمال الإغاثة بالوصول إلى أكثر من 2,4 مليون شخص في شمال غرب سوريا كل شهر، فساعدت في إطعام 1,8 مليون شخص كل شهر وانتشلت الأطفال والعائلات من براثن المجاعة وسمحت لنا بشحن جرعات اللقاح الأساسية إلى شمال غرب سوريا.

زرت حدود تركيا وسوريا في وقت سابق من هذا الشهر للاطلاع على عمليات الآلية بأم العين ورأيت ما يتم تمريره عبر الحدود، أي اللقاحات والحبوب والحفاضات وحقائب الطعام العلاجي الجاهز للاستخدام الذي يستخدم لعلاج الأطفال دون سن الخامسة والذين يعانون من سوء التغذية الحاد لدرجة أنهم يضعفون يوما بعد يوم.

شهدت أثناء تواجدي هناك على كيف أن معبر باب الهوى أحد أكثر المعابر مراقبة وتفتيشا في العالم. ويؤكد عمال الإغاثة في مركز إعادة الشحن على محتويات الصناديق ويغلقون الشاحنات. ثمة نقاط تحقق متعددة. لقد عملت على القضايا الإنسانية لعقود من الزمان، ويمكنني أن أؤكد لكم أن عملهم ذو مستوى عال بالفعل.

أطلعوني على كيفية إحرازنا تقدما مشجعا في عمليات تسليم المساعدات عبر الخطوط، وأعدت التأكيد على دعم الولايات المتحدة لجهود الإنعاش المبكر، والتي نعلم أنها لا تزال تشكل عنصرا مهما في جهود الاستجابة المستدامة.لقد تابعنا الموضوع وأحرزنا تقدما في كل ما تم تحديده ووعدنا به في القرار 2585. إن الولايات المتحدة ملتزمة بإحراز المزيد من التقدم على كل هذه الجبهات في العام المقبل.

ولكن على حد قول عامل إغاثة في خلال رحلتي، لا يمكن أن تكفي المساعدات عبر الخطوط وحدها لتلبية الاحتياجات الماسة على الأرض. يمكن أن تصل إلى الآلاف السكان، ولكن ليس إلى الملايين. ثمة حاجة إلى مزيد من المساعدة.

والمأساوي في الموضوع هو أن الوضع في سوريا اليوم أسوأ مما كان عليه من قبل. وكما سمعتم للتو من الأمين العام، يعيش الناس هناك على حافة المجاعة وما عادوا قادرين على التأقلم.

يعتمد أكثر من أربعة ملايين شخص في شمال غرب سوريا حاليا على المساعدات الإنسانية. ولقد ارتفعت معدلات سوء التغذية مع أزمة الغذاء العالمية، وارتفع سعر سلة الغذاء إلى مستويات قياسية للشهر الثامن على التوالي.

وسمعت في خلال زيارتي أن غياب المساعدات عبر الحدود تعني موت الأطفال.كانت هذه الزيارة مختلفة عن زيارتي العام الماضي بصراحة. نادرا ما رأيت اليأس في أعين عمال الإغاثة الذين لم يكونوا متأكدين مما إذا كانوا سيتمكنون من الاستمرار في إيصال الطعام والأدوية وغيرها من المساعدات الحيوية لمن هم في أمس الحاجة إليها. يعرفون أن الموعد النهائي، أي 10 تموز/يوليو، لتجديد الآلية عبر الحدود وتوسيعها يقترب بسرعة ويتساءلون عما إذا كانوا سيتمكنون من مواصلة عملهم المنقذ للحياة وما إذا كان سيتمكنون من الحفاظ على شريان الحياة الحيوي هذا مفتوحا.

يدعم عمال الإغاثة هؤلاء عملية حاسمة في بيئة أمنية صعبة ومحفوفة بالمخاطر، وهو ما أكدته بشكل مأساوي وفاة عامل إغاثة في 15 حزيران/يونيو داخل شمال غرب سوريا. نحن ندين الهجمات على العاملين في المجال الإنساني، وتتمثل مهمتنا يضمان قدرتهم على القيام بعملهم المنقذ للحياة.

لقد بذلت قصارى جهدي لطمأنة هؤلاء العاملين في مجال الإغاثة واللاجئين الذين التقيت بهم والذين يساورهم قلق دائم بشأن أحبائهم في سوريا. ولكن الطريقة الوحيدة التي يمكننا بها تخفيف مخاوفهم وأقل ما يمكننا فعله هي تجديد آلية الأمم المتحدة عبر الحدود وتوسيعها.

عندما التقيت بالمنظمات غير الحكومية وتحدثت مع مارك كاتس الذي يقود عملية الأمم المتحدة ميدانيا، كانت الرسالة التي واصلت سماعها هي أن العملية الحالية العابرة للحدود لا تصل حتى إلى “الحد الأدنى” ممن يحتاجون إلى المساعدات. سمعت من أمهات في تركيا أنهن عندما يتصلن بأطفالهن البالغين في سوريا، يسمعون أن ليس لديهم ما يكفي من الطعام أو الأدوية لعلاج أمراضهم.من الواضح أن المطلوب الآن هو المزيد من المساعدات عبر الحدود، وليس أقل.

ومن الواضح بنفس القدر أنه سيكون للفشل في تجديد تفويض المعبر الحدودي عواقب وخيمة. أصدر قادة الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة بيانا مشتركا الأسبوع الماضي لتوضيح هذه النقطة بالتحديد. وقالوا إن هذا الإخفاق “سيعطل على الفور عملية المساعدة المنقذة للحياة التي تقوم بها الأمم المتحدة وسيغرق الناس في شمال غرب سوريا في بؤس أعمق ويهدد حصولهم على الغذاء والرعاية الطبية والمياه النظيفة والمأوى والحماية من العنف القائم على النوع الاجتماعي على غرار ما هو متوفر حاليا من خلال عمليات تدعمها الأمم المتحدة”.

المسألة مسألة حياة أو موت بكل ما للكلمة من معنى.وأعتقد اعتقادا راسخا كما العام الماضي أننا قادرون على تحقيق ذلك. لا يتعلق الأمر بالسياسة، بل بمواصلة تقديم المساعدة الإنسانية لملايين الأشخاص الذين يعتمدون علينا.

بعض عمليات التصويت في هذا المجلس صعبة ومعقدة، ولكن هذا التصويت هو الأوضح على الإطلاق.كما ذكر الأمين العام في تقريره وملاحظاته اليوم، لا يسعنا تلبية الاحتياجات الإنسانية الميدانية بدون آلية الأمم المتحدة العابرة للحدود ونعلم أن أصدقاءنا في جامعة الدول العربية يشاركوننا هذا الرأي أيضا.هذه فرصتنا للتوحد… هذه فرصتنا للتوحد مرة أخرى.

مع الوحدة. مع الالتزام بالإنسانية. هذه فرصتنا للارتقاء إلى مستوى المثل العليا لميثاق الأمم المتحدة. هذه فرصتنا لمواصلة تقديم المساعدات لتحقيق الحياة أو الموت للشعب السوري.لم يكن لمن تحدثت معهم في خلال زيارتي سوى رسالة واحدة طلبوا مني أن أجلبها إلى مجلس الأمن وأشاركها معكم.

طلبوا منا أن نختار إنقاذ الأرواح واتخاذ قرار لضمان استمرار تدفق المساعدات الإنسانية إلى السوريين الذين هم في أمس الحاجة إليها. واليوم، في اليوم العالمي للاجئين، نحن مدينون لهؤلاء اللاجئين في سوريا، وأود أن أغتنم هذه الفرصة لأشكر الحكومة التركية على استضافة هذا العدد الكبير من اللاجئين السوريين.

دعونا نعمل جميعا معا لإنجاز ذلك.شكرا سيدي الرئيس.

مقالات ذات صلة

USA