• الجمعة , 29 مارس 2024

ضغط أمريكي على “قسد” لوقف مظاهر الارتباط بـ”الكردستاني”

اكدت مصادر محلية وأخرى خاصة لـ”عربي21″، أن الولايات المتحدة كثفت الضغط على قوات ما يعرف بـ”سوريا الديمقراطية” (قسد)، وما يسمى بـ”الإدارة الذاتية” التابعة لها، لمنعها من رفع صور وأعلام حزب “العمال الكردستاني” في مناطقها.وأوضحت أن الغاية من الضغط الأمريكي، تقريب وجهات النظر بين “قسد” وتركيا من جهة، و”قسد” والمعارضة السورية من جهة أخرى.

وحسب المصادر، فإن “قسد” استجابت للضغط الأمريكي، من خلال إصدار توجيهات بمنع رفع رايات وأعلام حزب “العمال الكردستاني” في شمال شرق سوريا.وأكد الناشط السياسي الكردي، محمود نوح، أن الولايات المتحدة طالبت بشكل متكرر بقطع العلاقة بين “قسد” و”العمال الكردستاني”، مشيرا إلى أن الإدارة الأمريكية ضغطت بشكل متكرر لمنع رفع أعلام ورايات “العمال الكردستاني” في مناطق سيطرة حليفتها “قسد”.وقال لـ”عربي21″؛ إن المسؤولين الأمريكيين حذروا “قسد” من النتائج السلبية لرفع أي راية لـ”العمال الكردستاني”، موضحا أن الإدارة الأمريكية، قالت بشكل صريح؛ إن هذا العمل قد يؤدي إلى خسارة مناطق سيطرة “الإدارة الذاتية”.

وبسؤاله عن مدى التزام “قسد”، رد نوح بقوله؛ إن “قسد” تعاني من انقسام داخلي، بين تيار قوي يأخذ تعليماته من “العمال الكردستاني”، وتيار آخر هش، يقوده مظلوم عبدي، وهو تيار يحاول الفصل بين المسألة الكردية السورية، وجبال قنديل، شمال العراق.وبهذا المعنى، يعتقد نوح أن “قسد” لن تلتزم بالتوجيهات، نظرا لقوة التيار الموالي لـ”العمال الكردستاني” بداخلها.

من جانبه، قال نائب رئيس “رابطة المستقلين الكرد السوريين”، المحامي رديف مصطفى؛ إن الولايات المتحدة بداية استخدمت “قسد” التابعة لـ”العمال الكردستاني” المصنف على لائحة الإرهاب عسكريا ضد تنظيم الدولة وبقيت العلاقة عسكرية.

وأضاف لـ”عربي21″ أنه “بعد الانتهاء من التنظيم انقسمت القيادات في أمريكا إلى قسمين، قسم يطالب بالانسحاب وقسم يريد البقاء ضمن إطار شروط سياسية، منها فك الارتباط مع العمال الكردستاني وإخراج كوادر الأخيرة من سوريا، وهذا مطلب أمريكي يجنب الإدارة الأمريكية الحرج الناجم عن التعامل مع قوة مصنفة على لوائح الإرهاب، ومطلب سوري وكردي إلى جانب كونه مطلبا تركيا؛ نظرا لرفض أنقرة لأي وجود للعمال الكردستاني على حدودها.وقال مصطفى: “باعتقادي حتى لو رغب قسم من قسد بالالتزام بالمطالب الأمريكية، إلا أن العمال الكردستاني لن يسمح بذلك؛ لأنه هو الذي يملك ويدير فعليا ما يسمى بالإدارة الذاتية عسكريا وسياسيا واقتصاديا وثقافيا”.

ونوه إلى مطالب الولايات المتحدة من “قسد” فك الارتباط مع “العمال الكردستاني”، ورفض الأولى ذلك، وقال: “لا نعلم حتى هذه اللحظة مدى جدية الولايات المتحدة، ومن ثم لا يوجد ما يشير إلى أن مطالبها ملزمة”.

ويأتي المطلب الأمريكي، لضمان إنجاح المفاوضات التي يجريها “المجلس الوطني الكردي”، و”الاتحاد الديمقراطي”، التي وصلت إلى مراحل متقدمة.وكانت مناطق “قسد” قد شهدت مؤخرا تظاهرات، رُفعت خلالها صور زعيم “العمال الكردستاني” عبد الله أوجلان، ما اعتبر بأنه محاولات لقطع الطريق على أي خطوة لفك الارتباط بين “قسد” و”العمال الكردستاني”.وفي شأن متصل، عقدت “قسد” اجتماعا تحت عنوان “مؤتمر أبناء الجزيرة والفرات” في الحسكة، بمشاركة العشائر العربية، و”منصة موسكو” برئاسة قدري جميل.

ووفق تقديرات، فإن الغرض من الاجتماع هو البحث عن الشرعية، من خلال تقريب وجهات النظر مع العشائر العربية، الذين يشكلون ثقلا سكانيا في منطقة شرق الفرات.وجاء في البيان الختامي للاجتماع، أن المجتمعين أكدوا وحدة الأراضي السورية واحترام سيادتها، والإقرار الدستوري بحقوق المكونات القومية والدينية والاجتماعية كافة، وحل الأزمة السورية وفق بيان جنيف وقرار مجلس الأمن رقم 2254 وجميع القرارات الأممية ذات الصلة، وتأكيد ضرورة إشراك مجلس سوريا الديمقراطية (مسد) في كامل العملية السياسية، وتحقيق أهداف الشعب السوري في الدولة الديمقراطية التعددية اللامركزية.

مقالات ذات صلة

USA