• الجمعة , 26 أبريل 2024

صراع روسي _إيراني جديد في سوريا فما هو؟

تشهد سوريا تحولات كبرى بعد هزيمة داعش واتفاقيات خفض التصعيد وتغير التحالفات في شمال شرق سوريا بعد الانسحاب الأميركي من المنطقة.
ومن جانب آخر هناك صراع قوي و “خفي” بين روسيا وإيران الداعمين لنظام بشار الأسد.
و يشتد الصراع بين روسيا وإيران على حصد أكبر قدر ممكن من النفوذ داخل سوريا في ظل وجود نظام حاكم تخلى عن كل شيء في سوريا مقابل البقاء على كرسي الحكم على حساب دماء الشعب السوري ومستقبله.
ومن الجدير بالذكر أن الصراع الروسي الإيراني
لم يعد يخفى على أحد ،تعاونت روسيا وإيران على نحو وثيق طوال الأعوام الماضية للحفاظ على نظام بشار الأسد ومنع سقوطه في مواجهة الثورة السورية التي دخلت عامها التاسع وارتكاب أبشع الجرائم ضد الشعب السوري ، إلا أن خلف هذا التعاون عناوين خلاف عدة في الرؤى والمصالح والأهداف في سورية، تظهر شواهدها في أكثر من مكان في سورية وفي أكثر من موقف عبر عنه مسؤولو البلدين.
ويبدو أن التدخل في التعليم ضمن المدارس السورية موضوع جديد يتصارع فيه الحليفين حيث أعلنت حكومة الأسد عن تقديم 500 منحة دراسية روسية للمرحلتين الجامعية الأولى والدراسات العليا (ماجستير ودكتوراه) بمختلف الاختصاصات للعام الدراسي (2020-2021).
ويشار إلى أن هذا الإعلان جاء بعد أيام قليلة من تصريح وزير التربية والتعليم، محسن حاجي ميرزائي، عن سعي إيران إلى إدراج اللغة الفارسية بالنظام التعليمي في سوريا لغة ثانية اختيارية، وذلك لتعميق وترسيخ أوجه التعاون المشترك، بحسب تعبيره.ويعد هذا التصريح تماشياً مع بنود الاتفاقية الموقعة بين طهران ودمشق، والتي تتضمن تبادل الخبرات والتجارب في المجالات العلمية والتعليمية والتربوية، وتقديم الخدمات الفنية والهندسية، وترميم المدارس.
ويرى المراقبون أن إدخال اللغة الفارسية في النظام التعليمي في سوريا يأتي بعد نحو 4 سنوات من إدراج دمشق للغة الروسية في المناهج التعليمية لغة ثانية اختيارية، إلى جانب اللغتين الإنجليزية والفرنسية.
ويرى المراقبون أن دخول إيران إلى قطاع التعليم السوري الحكومي بمثابة “كارثة”، أكثر من الدخول الروسي المنافس، إذ يحظى تعلم اللغة الروسية بإقبال جيد من السوريين، سواء كان في المدارس لغة ثانية ضمن المنهج الدراسي أم في المعاهد والمدارس الخاصة، في حين بقي الإقبال على تعلم الفارسية ضمن نطاق المسلمين الشيعة، وقلة قليلة من الطوائف الأخرى.
يذكر أن الاهتمام الإيراني بدخول قطاع التعليم في سوريا، كان قد تصاعد بعد التدخل الروسي لصالح النظام عام 2015، فيما أعلنت روسيا الشهر الماضي عن عزمها افتتاح فرع لجامعة موسكو الحكومية بدمشق.

مقالات ذات صلة

USA