• الأربعاء , 24 أبريل 2024

دير الزور مشروع رسم تفصيلي للعشائر

30كانون الثاني / يناير 2018

ترجمة: مروان زكريا وحدة الترجمة والتعريبًًٍُِّّّ

المحتويات

نبذة عن المؤلفين………………………………………………..3

نبذة عن المشروع – المنظمات المنفذة…………………….4 المشروع……………………………………………………….5

معلومات عن ديرالزور………………………………………..6

طبيعة حكم تنظيم داعش على القبائل في ديرالزور……..8

موقع ديرالزورفي الشرق الأوسط ………………………… 13

قبيلة العقيدات ……………………………………………. 15

قبيلة البقارة (البكارة)………………………………….. 16

قبيلة عبيد……………………………………………………. 17

قبيلة القلعيين ……………………………………………. 18

عن مركز الأمن الأميركي الجديد …………………………. 24

(١)

عنوان المادة الأصلي باللغة الإنكليزية Deir Azzour Tribal Mapping Project

اسم الكاتب نيكولاس أ.هيراس، بسام باربندي، نضال بيطارCenter for A New American Security مصدر المادة الأصلي https://www.cnas.org/publications/reports/deir-azzour-tribal-

رابط المادةmapping-projectتاريخ

تاريخ النشر 2017/10 /2

المترجم مروان زكريا

(٢)

نبذة عن المؤلفين

نيكولاس أ.هيراس :

زميل في مركز الأمنالأميركي الجديد، يعمل في برنامج أمنالشرق الأوسط. وهو من كبار المحللين في مؤسسة. جيمس تاون، وهو معهدللبحث والتحليل العالميين في واشنطن.يتركز عمله على تحليل الصراعات المعقدة وقضايا الأمن في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ومنطقةالصحراء الكبرى، مع التركيز على التحليل العملي والوثيق والدقيق للتطورات الحاصلة في الحروب الأهليةفي كل من سورية والعراق وليبيا واليمن.

بسام بارابندي:

مواطن من محافظةدير الزور في سورية. عمل في الخدمات لمدنية الدبلوماسية للحكومة السوريةلمدة 14عا ً ما، قبل أن يترك السفارةالسورية في واشنطن في صيف عام 2013وشارك في تأسيس مؤسسةالشعب يطلب التغيير. حصل بارابنديعلى شهادة بكالوريوس في العلوم السياسية والإدارة العامة من الجامعةالأميركية في بيروت، ويتحدث اللغتين العربية والإنكليزية بطلاقة..

نضال بيطار :

حصل على شهادة الماجستير في علم الاجتماع السياس ي وعمل منس ً قا لبرنامج دعما للا جئين العراقيين في سورية في الهلال الأحمر السوري والصليب الأحمر الدنماركي. وعمل بيطار أيضا مراسلا مستقلا لشبكة إن بي آر، ومترج ً ما لمكارثي في لبنان، وكتب كثيرا من المقالات في الصحف العربية، بما فيها صحيفة السفير وصحيفة الحياة، إضافة إلى المواقع الإلكترونية. وقد نشر تقريره الأخير عن اللا جئين الفلسطينيين السوريين في صحيفة دراسات فلسطين. وعمل بيطار أيضا منسق برامج لشبكة المنظمات العربية غير الحكومية للتنمية، مع التركيز على بناء قدرة المجتمع المدني السوري للدفاع عن حقوق الإنسان. وقد حضر كثيرا من الاجتماعات حول محنة الشعب الفلسطيني السوري، بما في ذلك اجتماع البنك الدولي عام ،2013وفي مقر الأمم المتحدة في مدينةنيويورك، وفي مختلف وكالات الأمم المتحدة في طوكيو، وفي مجموعة متنوعة من الجامعات في أنحاءالولايات المتحدة.

(٣)

نبذة عن المشروع – المنظمات المنفذة

يقوم برنامج أمن الشرق الأوسط في مركزالأمن الأميركي الجديد بإجراء بحوث متطورة عن القضايا الأكثرإلحا ً حا في هذه المنطقة المضطربة. ويركز البرنامج على مصادر زعزعة الاستقرار في المنطقة، مع المحافظةعلى الشراكات الأميركية الاستراتيجية الرئيسة، وإيجاد حلول تساعد صانعي السياسات في الاستجابةللحوادث المتسارعة والتوجهات طويلة الأمد. ويعتمد برنامج أمن الشرق الأوسط على فريق بخبرة حكوميةوغير حكومية عميقة في الدراسات الإقليمية والسياسة الخارجية الأميركية والأمن الدولي. ويحللسياسية عملية وقابلة للتنفيذ وتدافع عن مصالح الولايات المتحدة وتعززها.ًولاالتوجهات، ويجد حلتم إنشاء مؤسسة الشعب يطلب التغيير في أوائل عام 2013من قبل ساشا غوش سيمينوف وبسام بربندياستجابة للتغيرات الكبيرة التي حدثت في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وتتمثل مهمة المؤسسة فيتطوير نموذج أفضل وأكثر بساطة لتقديم المعونات والدعم –على المدى الطويل- إلى الجهات الفاعلة فيالمجتمع المدني في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وتعمل المؤسسة على توسيع المجتمع المدنيوتعزيزه من خلال تقديم الدعم والمعونات ذات الطبيعة الإنسانية والموجهة لاكتساب المهارات. وتسعىجاهدة لمساعدة المجتمعات المحلية في تأمين الموارد والتدريب ورأس المال اللازم لإعادة بناء مسؤولةومستدامة لبلدان حرة وديمقراطية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا

(٤)

.المشروع :

يتمثل الهدف من هذا المشروع في توفير الخرائط القبلية الأكثر شمولا والمتاحة للعامة لمحافظة دير الزور،ًولايتمثل الهدف من هذا المشروع في توفير الخرائط القبلية الأكثر شموهي محافظة شرقي سورية، تقع على الحدود مع العراق، حيث تشكل القبائل العربية الأغلبية العظمى من السكان المحليين. أصبحت محافظة دير الزور المركز الإداري الجديد لدولة الإسلام في العراق والشام(داعش)، منذ أن فقد التنظيم السلفي الجهادي السيطرة على عاصمته في العراق؛ مدينة الموصل، وبدأيفقد سيطرته على عاصمته في سورية؛ مدينة الرقة.وقد جرى تنفيذ هذا المشروع من برنامج أمن الشرق الأوسط في مركز الأمن الأميركي الجديد، بإشراف نيكولاس أ.هيراس ومؤسسة الشعب يطلب التغيير، بإشراف بسام برابندي ونضال بيطار. وفي المدة ما بين تشرين الثاني/ نوفمبر من عام 2016إلى أيلول/ سبتمبر من عام ،2017استفاد منفذوالمشروع من شبكة من السوريين من محافظة دير الزور، سواء من المقيمين حاليا في مناطق خاضعةلتنظيم داعش، أم من النازحين إلى مناطق أخرى، لجمع البيانات من أجل رسم الخرائط.ويتألف المشروع من قسمين: )

1سلسلة من الخرائط التي تصور الجماعات القبلية الرئيسة في محافظةدير الزور. )

2تقرير يستند إلى مقابلات أجراها منفذو المشروع مع شبكتهم في دير الزور تق ّ يم الوضع الحالي للمناطق الخاضعة لسيطرة تنظيم داعش. ويقدم المشروع لصانعي السياسات والمنظمات الدولية والمهتميننقطة مرجعية للتضاريس الاجتماعية الاقتصادية في محافظة دير الزور ستواجهها أي قوة تسعى لهزيمةتنظيم داعش واقتلاعه منها.قامت ساشا غوش سيمينوف، المديرة التنفيذية لمؤسسة الشعب يطلب التغيير، وميلودي كوك، مديرةقسم الإبداع في مركز الأمن الأميركي الجديد، برسم الخرائط القبلية. ويود منفذو المشروع تقديم الشكرإلى حسان حسان، وهو زميل قديم في معهد التحرير لسياسة الشرق الأوسط، ومواطن من مدينة البوكمالفي محافظة دير الزور.

(ه)

معلومات عن ديرالزور:

تشمل محافظة دير الزور السورية ولايتين من أهم “ولايات الخلافة” لتنظيم داعش المتبقية، ولاية الفرات/ولاية البادية وولاية الخير، في منطقة تمتد جنوًبا إلى العراق على وادي نهر الفرات الأوسط شرق سورية.وهاتان الولايتان؛ ولاية الخير/ ولاية البادية (تمتد من المنطقة غرب مدينة دير الزور نزو ًلا على طول وادينهر الفرات الأوسط حتى منطقة البوكمال) وولاية الفرات (تمتد من منطقة البوكمال في سورية إلى منطقةالقائم في العراق)، ستكونان الهدف القادم لحملة التحالف بقيادة الولايات المتحدة. ثم إن هذه المنطقةمن وادي نهر الفرات ُتعد أيضا هدفا للقوات الموالية لحكومة بشار الأسد، التي تحافظ على وجود كبير في المحافظة عبر السيطرة على مطار دير الزور وعلى قسم واسع من المدينة. إضافة إلى أن تحالف قوات سورياالديمقراطية المدعومة من الولايات الأميركية يتقدم باتجاه مدينة دير الزور، وذلك عبر المنظمة التأسيسيةلمجلس دير الزور العسكري بصورة رئيسة.أدى الحصار الذي قام به تنظيم داعش للمناطق الخاضعة لسيطرة الأسد في دير الزور التي يقطن فيهاحوالى 200ألف شخص، بمن فيهم أناس نازحون من مناطق نائية من المحافظة، إلى أزمة إنسانية كبيرة في الحرب السورية (التي لم تجر تغطيتها بالصورة الملائمة). وعلاوة على ذلك، فإن سكان دير الزور في وضععن التحالف بقيادة الولايات المتحدة يتهيؤون لشنً لامأساوي، بما أن حكومة الأسد وحلفاءها، فض حملات منفصلة ضد تنظيم داعش في المحافظة. وإضافة إلى الحملات العسكرية هذه، يفيد ناشطون محليون بأن عشرات آلاف من السكان فروا من المحافظة، وبعضهم يدفع آلاف الدولارات رشوة لمسؤولين محليين من تنظيم داعش، وهم بالأصل من محافظة دير الزور، لتجنب الاعتقال والسجن والتعذيب،والإعدام في بعض الحالات المتطرفة، بهدف الفرار من المناطق الخاضعة لتنظيم داعش.تقع محافظة دير الزور في المنطقة الشرقية الإستراتيجية من البلاد، على الحدود مع العراق، وتبعدالمحافظة مسافة 500كم تقريبا عن دمشق. وتحد محافظة دير الزور من الشمال الشرقي محافظةالحسكة، ومن الشمال الغربي محافظة الرقة، ومن الغرب والجنوب محافظة حمص. وتبلغ مساحةالمحافظة حوالى 33060كم.2وقبل اندلاع التظاهرات ضد حكومة الأسد في عام ،2011ق ّ در التعداد السكاني لمحافظة دير الزوربحوالى 1.7مليون نسمة. غير أن هذا الرقم انخفض كثيرا على مدى الحرب الأهلية السورية، وفق ما أعلنه مقيمون في المحافظة شهدوا نزوح أغلب الشعب في قرى ع ّ دة. وكان الاقتصاد المحلي والشبكات الاجتماعيةقد ضعفا في قرى محافظة دير الزور قبل عام .2011وأصبح عدد من القرى غرفة للمبيت فقط لساكنيهاالذين سعوا وراء الفرصة الاقتصادية في مدينة دير الزور، أو أن الانخفاض الكبير للتعداد السكاني عائد

(٦)

إلى انتقال الشبان خصو صا إلى المدن الواقعة في غرب سورية، من مثل دمشق وحلب وحمص، أو إلى خارج سورية، وخصوصا إلى لبنان ودول الخليج العربي.إن السمات الرئيسة التي تميز تضاريس دير الزور هي نهر الفرات الذي يمر على طول المحافظة من الرقةإلى العراق، والبادية السورية التي تحد ضفتي نهر الفرات. ويشير سكان المحافظة إلى المنطقة التي تقعشمال الضفة الشمالية لنهر الفرات باسم (الجزيرة) وإلى تلك التي تقع جنوب الضفة الجنوبية باسم(الشامية). ويتدفق نهر آخر، يدعى بنهر الخابور، من محافظة الحسكة حتى يصب في نهر الفرات في مدينةكبيرة في محافظة دير الزور تدعى البصيرة. غير أن مجرى نهر الخابور أصبح جا ً فا الآن بسبب الجفافالذي أصاب سورية على مدى عقد من الزمان تقريبا، بين عامي 2003و( 2010وضرب محافظتي ديرالزور والحسكة بشكل قوي)، إضافة إلى تأثير إدارة المياه السيئة من حكومة الأسد والاضطرابات الناجمةعن الحرب الأهلية.من دون نهر الفرات، وبدرجة أقل نهر الخابور، ستكون أرض دير الزور صحراوية، غير أن تربة الحزام الضيق الذي يحد نهر الفرات خصبة ج ً دا، وتدعم اقتصاد المحافظة الزراعي دعما رئيسا. ويشمل الاقتصاد الزراعي هذا زراعة مجموعة متنوعة من المحصولات، لا سيما القمح والقطن والشمندرالسكري والذرة، وتربية الدواجن والماشية، وخصوصا البقر والأغنام. ويشكل نقل البضائع، سواءبطريقة مشروعة أو بطريقة غير مشروعة، وخاصة من العراق وإليه، عنصرا رئيسا آخر للاقتصاد المحليفي دير الزور.تعد دير الزور مصدر معظم الموارد النفطية في سورية، إذ يوجد ما لا يقل عن ثمانية آبار نفط كبيرةمتوزعة في أرجاء المحافظة، وتتركز خصو ً صا شمال نهر الفرات في منطقة الجزيرة باتجاه الحدود السوريةالعراقية. و ُعدت الموارد النفطية في دير الزور مهمة تجارًيا في أوائل ثمانينيات القرن العشرين، لكن منذذلك الوقت وحتى اندلاع التظاهرات في عام ِّ 2011ف السكان المحليون في العمل في استخراج وظًا ما، نادرالنفط. ولم تستثمر أي ً ضا حكومة الأسد عائدات النفط المستخرجة من تلك الحقول في البنية التحتية أوإنفاق المال من أجل بناء الاقتصاد المحلي في المحافظة، وهو مصدر آخر للتوتر بين السكان والحكومة فيدمشق.بعد سيطرة قوات المعارضة المسلحة، التي ُ عبئت خصو صا من المليشيات العشائرية المحلية، على أغلبالمناطق في محافظة دير الزور عام ،2012كانت السيطرة على موارد النفط في المحافظة مصدرا رئيسا للنزاع بين المجموعات والعشائر المحلية المسلحة. وقامت بعض الجماعات المسلحة المحلية، ولا سيما لواءجعفر الطيار، الذي كان فر ً عا من جماعة جيش الإسلام التي كان مقرها في الغوطة الشرقية-دمشق،بخدمة مصالح أطراف من خار ج المحافظة وتزويدهم بإيرادات عززت من سلطتهم في مناطق خارج محافظة دير الزور.

(٧)

وتمكن تنظيم داعش، منذ أن أصبح يتصرف بوصفه سلطة تشريعية مع احتكار شبه كامللاستخدام القوة العسكرية في مناطق واسعة من المحافظة في صيف عام ،2014من وقف النزاعات القبليةعلى مصادر النفط. لكن منذ عام 2015استهدفت حملة التحالف الجوية، بقيادة الولايات المتحدة، البنيةالتحتية لآبار النفط الخاضعة لسيطرة تنظيم داعش استهدا ً فا ممنه ً جا، ما أدى إلى نقص حاد في استخراجإمدادات النفط المحلية وتصديرها، ومن ثم تقليل الأرباح من بيع نفط محافظة دير الزور.طبيعة حكم تنظيم داعش على القبائل في ديرالزوريختلف على التعداد الدقيق لعشيرة معينة في المحافظة، بسبب تضخم العشائر وتضاؤل منافسيها.وبسبب مخاوفها السياسية، لم تنشر حكومة الأسد تعدا ً دا علن ً يا أو رق ً ما لحجم مختلف العشائر في ديرالزور، إضافة إلى أنه لا يمكن الاعتماد على إحصاء الأعضاء أنفسهم لتعدادهم عمو ً ما. وما تزال العشائريةتمثل شكلا مهما من الهوية، وقد يكون لها شكل مؤثر من أشكال التعبئة الاجتماعية (والعسكرية) في ديرالزور، بالاعتماد على العشيرة. ومع ذلك، لا تستطيع العشائر كافة في المحافظة العمل بهيكلية القيادةوالسيطرة، مع شيخ كبير يوفر السلطة لتوجيه رجال العشائر.ففي دير الزور، ُتعد قبيلة العقيدات القبيلة الرئيسة التي -بالاعتماد على المصدر- إما نشأت من مدينةالعقيدة، التي تقع في المنطقة الشمالية من المملكة العربية السعودية في الوقت الحالي، وهاجرت إلى ديرالزور بين القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، أو بد ًلا من ذلك، ُ شكلت في القرن التاسع عشر بوصفه تعاقدا بين العشائر التي استوطنت في هذه المنطقة على نهر الفرات في البادية السورية. ومن ضمن قبيلةالعقيدات في دير الزور، أهم العشائر هي البوكمال والشوّيط والشعيطات والباقر والبوكمال والمشاهدة وبو خابور والقرعان والبو حسن. وتنقسم بعض هذه العشائر من قبيلة العقيدات إلى عشائر فرعية مهمة،التي تعمل بوصفها عشائر مستقلة لتحقيق مقاصدها وأغراضها وتسيطر في قراها داخل المحافظة.تتضمن عشائر الحسون وبو مريح ودميم من البوكمال، والبو عز الدين من البوكمال، والخنفور من الشعيطات، والمشرف من الباقر. وهناك أيضا سلالات قوية داخل قبيلة العقيدات إذ يجري اختيار أسرالشيوخ التقليدية للحكم، ولا سيما الحفل من عشيرة البو كمال من قرية ظيبان، والنجرس من عشيرةالبو حسان من قرية سويدان الشامية، والدندل من عشيرة حسون من قرية الصويط. وُيعد تاريخ قبيلةالعقيدات ملي ً ئا بالأمثلة على التزاوج، بين أسر الشيوخ مع رجال العشائر العاديين، والعشائر والعشائرالمتفرعة منها، ما يزيد التماز ج بين العشائر. وإضافة إلى قبيلة العقيدات، توجد قبائل أخرى في دير الزور،وأهمها قبائل الب ّ قارة وعبيد والقلعيين والبو سرايا. ومن هذه القبائل الأخرى، تعد قبيلة الب ّ قارة الأكثرتعدا ً دا، ومن أبرز العشائر المنبثقة من قبيلة البقارة، عشائر البو بدران وبو عرب وبو معياش. وهناك

(٨)

سلالات قوية من قبيلة الب ّ قارة في دير الزور، أبرزها عشائر البشير والبو عرب. وهناك عشائر أخرى تابعةللب ّ قارة في المحافظة، منها العبد الجادر والعبد الكريم.إن القبائل الأخرى الأكثر تعدا ً دا في مناطق أخرى من سورية، من مثل محافظة الحسكة، أو في العراقوفي شبه الجزيرة العربية، ولا سيما الشمر وطيء وجبور والزبيد والرفاعي ودليم، توجد أيضا في دير الزوروتسيطر على بعض القرى في المحافظة. إن العشيرة التابعة لقبيلة شمر في دير الزور هي البو ليال،والعشيرة التابعة لقبيلة طيء في دير الزور هي البو عيسى، والعشيرة التابعة لقبيلة الجبور في دير الزور هيالجغيفة، والعشيرة التابعة لقبيلة الزبيد في دير الزور هي الجحيش، والعشيرة التابعة لقبيلة الرفاعي فيدير الزور هي الشيخ عيس ى. والجدير بالذكر أن لدى عشيرة الجغيفة تاريخ في قتال تنظيمي القاعدة وداعشفي العراق، وبدرجة أقل في سورية. وهناك أيضا قبائل صغيرة أخرى موجودة في دير الزور، مختلطة بالعموممع العشائر من القبائل الأكبر، لكنها تسيطر في بعض الحالات على قراها. ومن هذه العشائر الصغيرة،زبيري والبقعان والسياد والمراسمة والمراشدة. وتنحدر عشيرتا الزبيري والبقعان من قبيلتي العقيداتوالعبيد على الترتيب، ولكنهما تحملان هوية خاصة بهما تجعلهما مستقلتان بعشيرتيهما.سعى حزب البعث السوري تقليديا لتقويض استقلال عشائر البلاد من خلال تخويفها والتسلل إليهاواعتمادها عليه، وكانت دير الزور محطة خاصة لهذا الجهد. واستمرت السياسات العدائية هذه تحتحكم كل من حكومتي الأسد الأب والابن، وتفاقمت عبر عقود من الركود الاقتصادي والانهيار شبه الكاملللاقتصاد الريفي في مناطق من محافظة دير الزور بين عامي 2003و ،2010بسبب الجفاف وسوءاستغلال الموارد المائية وسوء إدارة الأراض ي الزراعية. وبسبب هذه المساعي، وفي الوقت الذي اندلعت فيهالتظاهرات ضد حكومة الأسد في المحافظة عام ،2011فقد كثير من قادة العشائر مصادر نفوذهم، ولاسيما المال، وخسروها لمصلحة رجال عشائر تدعمهم الدولة. وظهرت آلية مهمة أخرى في المرحلة ما قبل عام 2011بسماح حكومة الأسد لرجال الدين الشيعة، الممولين من إيران، بالتبشير في قرى قرب مدينةدير الزور، وخصوصا في قرى البصيرة وحتلا وجديد ب قارة. وتعد إيران دير الزور منطقة إستراتيجية في سورية، والسيطرة عليها تسمح لها بإنشاء حزام نفوذ اجتماعي اقتصادي من دير الزور حتى الرقة، وإلىغرب سورية حتى لبنان.بد ءا من ثمانينيات القرن الماضي، أنشأ جميل الأسد، شقيق الرئيس السوري السابق حافظ الأسد،وبشراكة مع الإيرانيين، مؤسسة المرتضى. سعت مؤسسة المرتض ى لافتتاح الحسينيات (مراكز دينيةشيعية) في أنحاء سورية كافة، على الرغم من أن نشاطها في دير الزور بالعموم كان محدودا من قبل قوات امن حافظ الأسد، الأمر الذي يعود إلى مقاومة الشيوخ السنة المحليين في المحافظة. وركز رجال الدينالإيرانيون مساعيهم التبشيرية على العشائر التي ادعت أن نسبها يعود إلى الرسول محمد (ص)، وكانت

10

بعض العشائر التابعة لقبيلة الب ّ قارة بالخصوص هد ً فا سه ًلا لهذه المساعي، وادعت أن نسبها يعود إلى الإمام محمد الباقر المنحدر من سلالة الرسول. وفي أوائل القرن الحادي والعشرين، وبموافقة من بشار الأسد،سعى الإيرانيون مجددا لتشييع العشائر السنية المتمركزة حول مدينة دير الزور. وبعد اندلاع التظاهرات السورية عام 2011وسيطرة المعارضة المسلحة على ضواحي دير الزور، غادر عدد كبير من المتشيعين من قبيلة البقارة محافظة دير الزور إلى مناطق تحت سيطرة حكومة الأسد في غرب سورية، وبالتحديد دمشق.خلق جهد التبشير هذا إرًثا اجتماعيا سياسيا قد تستفيد منه حكومة الأسد إذا استعادت السيطرة على تلك القرى بعد طرد تنظيم داعش منها. وكان نواف البشير، أحد أبرز شيوخ قبيلة البقارة في سورية، كانمن أبرز وجوه المعارضة السورية، الذي ج ّ ند من إيران مؤخ ً را للحصول على دعم العشائر لحكومة الأسدفي دير الزور. وهو بصدد إنشاء قوة قائمة على العشائر من المتشيعين من قبيلة الب ّ قارة في دير الزور. وقدتستقر بعض العشائر المتشيعة التابعة لقبيلة الب ّ قارة التي أنشأت علاقات وثيقة مع إيران وحزب اللهاللبناني في هذه القرى. وقامت إيران بحشد الجماعات الأجنبية الشيعية المسلحة في الغالب التي تقاتل إلىجانب القوات الموالية لحكومة الأسد. وستستند عملية إعادة التوطين هذه على حجة أن السكان المحليين كانوا تاريخ ً يا من الشيعة وأن تطهيرا طائفيا قد أجبر هؤلاء السكان على الخروج من المنطقة، على الرغممن وجود أفراد من السنة من العشائر الذين عاشوا هناك أيضا، ما يخلق حال ملائما لزرع صراع طائفي في بعض القرى الرئيسة قرب مدينة دير الزور.تسببت الأوضاع الاجتماعية السياسية هذه، في مرحلة ما بعد ،2011في صعوبات بفرض كثير من قادةالعشائر في دير الزور سلطتهم على الشبان من عشيرتهم. وزاد انشقاق ضباط في الجيش ليصبحوا قادة فيالمعارضة المسلحة في المحافظة، والتعبئة اللا حقة لشبان العشائر المحلية في الجماعات المسلحة هذه، منزعزعة سلطة قادة العشائر. وفي مرحلة ما بعد ،2011وفي حين إن الهوية العشائرية بقيت مهمة وأن سكانالمحافظة يعترفون بأن انتماءهم العشائري ما يزال مصد ً را مه ً ما لهويتهم، إلا أن سلطة زعماء العشائر فيدير الزور زعزعت كثيرا. وقد استغلت المؤسسة العسكرية والاجتماعية لتنظيم داعش براغماتية العشائرالعربية الضعيفة هذه في دير الزور لضمها إلى شبكة العشائر المسلحة التابعة لها، تلك الجماعات المسلحةالتي لم تنز ح في القتال الذي دار بين تنظيم داعش وبين عناصر أخرى من المعارضة المسلحة في المحافظة.2014 عام إدرا ًكا منه للضرر الذي يمكن أن تقوم به المليشيات العشائرية المنظمة والموجهة في دير الزور، كانتا بضبط النظام والحياة الاجتماعية بوصفها جز ً ءا من حكمه فيًطاهتمامات تنظيم داعش بأن يظهر مرتبسورية، إضافة إلى أن ُينظر إليه بوصفه قوة قاسية وانتقامية بحكمه. ومنذ عام ،2014استقطب تنظيم داعش السكان المحليين في دير الزور بتزايد إلى نظام اجتماعي سياس ي، وانخرط مع الشعب المحلي، لا سيما

11

العشائر المختلفة في المحافظة. وعلى الرغم من أن بعض العشائر –مثل فروع قبيلة الشعيطات- مرتبطةبالثورة ضد داعش، غير أن العشائر معظمها في المحافظة اختارت أن تتكيف مع الواقع الذي يقضي بكيان دولة تنظيم داعش في مناطقها.قبل صيف ،2014شجع وجود القادة في داعش في دير الزور، من عشيرتي الباقر والبو عز الدين من قبيلةالعقيدات، المئات من الشبان من هذه القبائل على الانضمام إلى التنظيم. وكانت الأسباب وراء انضماممعظم المقاتلين من هذه العشائر إلى تنظيم داعش اقتصادية: لأن تنظيم داعش دفع لهم رواتب أعلىللقتال ضد حكومة الأسد في معارك في المناطق المحاذية لدير الزور. لكن وجود المئات من المقاتلين من هذهالعشائر في صفوف تنظيم داعش لا يعني أن العشائر، بوصفها كيانا، تدعم التنظيم. وعلى مدار أكثر منثلاث سنوات من حكم تنظيم داعش في دير الزور، ُ جند مئات من الشبان من معظم عشائر دير الزور فيالتنظيم، ويعد تسريح مقاتلي داعش الشبان هؤلاء تحد ًيا تتشاطره معظم العشائر في دير الزور. ومنذ أنسيطر تنظيم داعش سيطرة تامة تقري ً با على المحافظة في صيف عام ،2014أنشأ نظام حكم شامل يسعىلاستقطاب السكان المحليين في المجتمع والسياسة والاقتصاد.إن نتيجة حكم تنظيم داعش الواسع والشامل، والانخراط المحدد مع عشائر المحافظة عند الحاجة،والطبيعة الضعيفة بالعموم لكل من قيادة العشائر وقدرتها على التعبئة، هي أنه لا توجد عشيرة محددةتستطيع مواجهة تنظيم داعش. غير أن الطبيعة المعزولة لجيوب المقاومة هذه، مع عدم وجود خطإمدادات سيجعل من الصعب على أي عشيرة مواجهة التنظيم من دون مساعدات عسكرية وإنسانيةمتواصلة ومستدامة. واستغل تنظيم داعش عمليات التهجير القسري والممنهج لقرى بأكملها لمدة محددةمن الزمن عقابا لها على معارضة حكمه، التي حدثت بشكل متكرر عندما عزز التنظيم السلفي الجهاديسيطرته على دير الزور في القسم الأخير من عام 2014وحتى أوائل عام .2015وبعد أوائل ،2015شرع التنظيم بتهجير عوائل المقاتلين من السكان المحليين الذين اتضح أنهم يعارضونه. ويتزامن تهجير قرية معقائمة من الإجراءات التي يجب أن تقوم بها القرية، وإذا كانت القرية مرتبطة بعشيرة ما، فينبغي على العشيرة تلك أن تعود إلى قريتها وأن تصبح تحت نعمة تنظيم داعش.شملت هذه الإجراءات الإدانة العلنية لأفراد من القرية أو من العشيرة حاربوا أو قاوموا تنظيم داعش،والاتفاق على الولاء للتنظيم، والاتفاق على السماح بوضع نقاط تفتيش تابعة للتنظيم خارج القرية،والتبر ع بالأسلحة من كل عائلة في القرية للتنظيم. وقد أضعفت هذه الشروط، ولا سيما إدانة أفراد من القرية والعشيرة وفرض التبر ع بالأسلحة، معنويات السكان وساهمت بنشر رسالة من تنظيم داعش،مفادها بأن لا سلطة تعلو فوق سلطة التنظيم في المحافظة. وحافظ التنظيم السلفي الجهادي أيضا على قوة أمن داخلية تألفت من مقاتلين أجانب أشداء لفرض حكمه في المحافظة. وكانت كوادر المقاتلين الأجانب

من تنظيم داعش في دير زور تتألف، في العموم وليس على سبيل الحصر، من دول بلدان عربية أخرى،وتضم كادرا كبيرا من الجهاديين من بلاد القوقاز ووسط آسيا، بما في ذلك عرق اليوغور. وتوجد كتيبةاحتياطية من المقاتلين الشيشان في مدينة الميادين، يقدر عددهم بـ 800مقاتل بحسب مصادر محلية،يخدمون حراسا شخصيين لبعض كبار قادة تنظيم داعش الذين انسحبوا إلى المنطقة بين مدينة الميادين ومدينة البوكمال.يخلق هذا منا ً خا يتردد فيه أهالي دير الزور من مواجهة تنظيم داعش خوفا من أن يصبحوا مهجرين أو لاجئين. إذ ترك التهجير داخل محافظة دير الزور من قرى صغيرة في المحافظة إلى مدن دير الزور والميادين والبوكمال، إضافة إلى مدينة البصيرة الكبيرة، انطباعا عميقا على السياسة الاجتماعية للمحافظة. وكانتمدينة دير الزور الملاذ لمعظم النازحين في المحافظة، الأمر الذي أدى إلى فرق حاد بين المدينة وبقية أرجاءالمحافظة. وقد خلق هذا التهجير، مقترًنا مع الفقر العام في المحافظة قبل عام ،2011إضافة إلى التدمير والركود الناجمين عن النزاع، تحديا إنسانيا كبيرا وقلقا اجتماعيا وسياسيا واقتصاديا في أرجاء المحافظةكافة. وسعى تنظيم داعش لبناء قاعدة قوته الخاصة عبر تقديم حوافز اقتصادية إلى القرى الأفقر، وتوفيرالخدمات البلدية في المدن، وإنشاء نظام للقانون والأمن حل محل الصراعات بين العشائر والمليشيات التي

انتشرت قبل صيف عام .2014إضافة إلى أن تنظيم داعش مبني على المشروع الراديكالي الموجه إلى فئة الشباب في دير الزور، ولا سيما فيالأرياف والقرى الأكثر فق ً را، من جبهة النصرة. واستبدل تنظيم داعش برنامج جبهة النصرة بنظام تلقين أوسع انتشارا، يتضمن المناهج في المدارس، ومخيمات “أشبال الخلافة” في مرحلة ما بعد المدرسة التي تركزعلى الأطفال، ودفع رواتب للمقاتلين الشباب من الجماعات المسلحة المستقطبة، والتعهد بتحسيناقتصادات القرى الأكثر فقرا. وسعى تنظيم داعش سعيا حثيثا لإعادة تشكيل الانتماءات العشائرية، ليس باستبدالها بشكل مفاجئ وتام، لكن عن بعد العشائرية هوية تابعة للمذهب الإسلامي لنظام حكمه. وسعى تنظيم داعش، كما سعى حزب البعث من قبله، لتأسيس قيادة العشائر بناء على اندماجها في نظامه،ولتمييز القادة الأصغر س ً نا الذين حاربوا إلى جانب التنظيم، أو دعموه، ضد أسر الشيوخ البارزة التي تمثلقاعدة السلطة العشائرية. وفي ما يأتي سلسلة من الخرائط التي تصور القبائل العربية الكبرى الموجودة فيدير الزور، بما في ذلك عشائرها وعشائرها الفرعية وأسر الشيوخ الأبرز، إذا كانت موجودة، إضافة إلى المناطق التي تسيطر عليها في المحافظة.

(١٢)

موقع ديرالزورفي الشرق الأوسط

تعد دير الزور محافظة شرقية إستراتيجية على الحدود مع العراق. أغلب السكان هناك من العشائرالعربية.

تحتوي محافظة دير الزور على عدد من القبائل، والقبيلتان الأقوى هما العقيدات والبقارة

(١٣)

منتصف نهر الفرات من الميادين حتى البوكمال

أصبح مركز ثقل تنظيم داعش في سورية والعراق الآن وادي وسط نهر الفرات. وتقع هذه المنطقةمعظمهابين مدينة الميادين والمدينة السورية الحدودية مع العراق؛ البوكمال

(١٤)

قبيلة العقيدات :

تعد قبيلة العقيدات أقوى القبائل في دير الزور. وتتألف من عشائر وعشائر فرعيةالعشائر الأقوى هي البو كمال وشويط والشعيطات وباقر ومشا ْ هدة وبوخابور وقرعان وبو كامل وبوحسان

(١٥)

قبيلة البقارة (البكارة):

تعد قبيلة البقارة (البكارة) ثاني أقوى القبائل في دير الزور. وتتألف من عشائر عدة، بما فيهابو بردان وبو عرب وبو معياش. وتعد القبيلة في معظمها من السنة، لكن هناك أقلية كبيرة من الشيعة.

(١٦)

قبيلة عبيد

تقع قبيلة عبيد في قلب مناطق تنظيم داعش بين مدينتي الميادين والبوكمال.وتشمل عشائر البقعان والمجاودة وبو حردان والبو شعبان.

(١٧)

قبيلة القلعيين

تشمل قبيلة القلعيين عشائر البو خليل والويسات والبو مصطفى. وتسيطر على مناطق إستراتيجيةةّدعفي دير الزور، وبخاصة في مدينة الميادين وحولها، إذ أسس تنظيم داعش مقره الجديد في سورية.

(١٨)

حالة المعارضة المسلحة المعادية لتنظيم داعش في ديرالزور:

لم تكن المعارضة المسلحة المواجهة لتنظيم داعش في المناطق التي يسيطر عليها داخل دير الزور ناجحةحتى اليوم، كذلك هي الحال بالنسبة إلى العشائر المحلية الثائرة داخل دير الزور، من مثل فروع عشيرةالشعيطات التابعة لقبيلة العقيدات حول مدينة الميادين، ولم تنجح جماعات المعارضة المسلحة الموجودةالآن خار ج المحافظة، من مثل جماعة مغاوير الثورة، المدربة من الولايات المتحدة، حول مدينة البوكمال،ضد تنظيم داعش أيضا. وعلى الرغم من وقوع حوادث دورية للمعارضة المسلحة ضد تنظيم داعش داخلدير الزور، مثل حركة الكفن الأبيض السرية، غير أن شمول النظام الأمني لتنظيم داعش وتجنيده الفاعل للأطفال، وهو مصدر مهم لجماعات المليشيات في المحافظة، سمح لتنظيم داعش عمو ً ما بمنع الثوار ضدهمن الاقتراب من العشائر المحلية. ولهذا السبب فشلت المحاولات في تنظيم حملة معارضة مسلحة كبيرةضد تنظيم داعش تتألف من مليشيات محلية منفية، أو لإشعال ثورة عشائرية عامة ضده. وتبقى قوةالثورة، ألا وهي فئة الشباب، أحد المصادر البشرية لتنظيم داعش في المنطقة، من الميادين حتى البوكمال،حيث نقل التنظيم قيادته التي كانت في السابق في محافظة الرقة.قبل صيف ،2014تشارك تنظيم داعش بالنفوذ والسلطة على أبرز عشائر دير الزور مع عدد من تنظيماتالمعارضة المسلحة الأخرى. وكان أبرزها التنظيم التابع لتنظيم القاعدة في سورية، جبهة النصرة، في حينتراوح عدد من المليشيات المنظمة من العشائر بين تنظيم إسلامي متشدد، كحركة أحرار الشام الإسلامية(والمعروفة باسم أحرار الشام)، إلى الجيش السوري الحر والمليشيات التابعة له. وكان تعاون تنظيم داعشمع الفصائل هذه، ولا سيما في دير الزور، نات ً جا من دافع لمنع النزاعات العشائرية التي كانت قائمة من قبلمن أعضاء جماعته المحلية من اندلاع صراع أوسع بين تنظيم داعش وفصائل المعارضة المسلحة في المنطقة.في منتصف عام ،2014وعندما اندلع صراع مفتوح بين تنظيم داعش والمعارضة المسلحة المعتدلةوجبهة النصرة، كانت هناك م ّ دة وجيزة حينما بدا الاستيلاء الكامل لتنظيم داعش على المحافظة بأكملها واضحا. وفي هذه المرحلة، قامت وحدات الجيش السوري الحر في دير الزور بالضغط على الحكومةالأميركية –وطالبت على وجه الخصوص سامانثا باور مباشرة- بإقناع الرئيس باراك أوباما آنذاك بتوفيرالدعم اللازم لإحباط السقوط الموشك للمحافظة في يد تنظيم داعش. وفي أواخر شهر حزيران/ يونيو منعام ،2014كان تنظيم داعش ينقل الأسلحة الثقيلة والدبابات والسيارات المصفحة والمدفعيات المضادةللطائرات التي غنمها من الجيش العراقي في الموصل ومن مناطق أوسع سيطر عليها في العراق، ليستخدمهافي معاركه ضد قوات المعارضة في دير الزور. وفي محاولة أخيرة لوقف تنظيم داعش وجبهة النصرةوالجيش السوري الحر وجبهة أحرار الشام وأي جماعات تابعة لها، شكلت المليشيات العشائرية المحليةالمناهضة لتنظيم داعش “مجلس مجاهدين الشورى”، وهو تنظيم عسكري شامل لمحاربة داعش. وفي

(١٩)

نهاية المطاف، كان التعاون هذا متأخرا جدا، لأن قوة السلاح التي أحضرها تنظيم داعش من العراق كانمن الصعب التغلب عليها من دون دعم خارجي، الأمر الذي لم يتحقق أبدا.خلال المدة ما بين عامي 2012و ،2014كانت هناك محاولات من قبيلتي العقيدات والب قارة في المحافظة،إضافة إلى عشائر قوية تنتمي إلى قبيلة العقيدات، ولا سيما عشائر َ مشاهدة وباقر والشعيطات، إلى إنشاءتنظيمات معارضة مسلحة شاملة جرت تعبئتها على فكرة الهوية العشائرية. لكن هذه المحاولات باءت بالفشل، وكانت المناطقية هي المحرك الأساس لحركة المعارضة المسلحة في دير الزور في الغالب، إذ انتشرتالجماعات المسلحة الصغيرة في البلديات. واتبعت بعض المليشيات العشائرية القوية التابعة لقبيلةالعقيدات، مثل تلك التي تنتمي إلى عشيرة الباقر، تنظيم داعش وواصلت القتال مع التنظيم السلفي الجهادي في مواجهة حكومة الأسد قرب مدينة دير الزور. وسعت عشائر أخرى كالشعيطات ومشا ْ هدة إلى التعبئة ضد تنظيم داعش.ا في مدينة البوكمال وحولها. وبعد هزيمة تنظيم داعش للمعارضة المسلحةًطكان لواء أحرار المشا ْ هدة نشهناك، انضم بعض أعضاء هذه القبيلة إلى (الجيش السوري الجديد) الذي يطلق عليه الآن اسم مغاويرالثورة، ويعمل جنبا إلى جنب مع التحالف بقيادة الولايات المتحدة. وُيقدر أن 100مقاتل في جماعة مغاويرالثورة ينتمون إلى عشيرة المشاهدة في المنطقة التي تحيط بمدينة البوكمال في محافظة دير الزور. وكانتجماعة “ثوار الشعيطات” المتمركزة في قرية أبو حمام القريبة من مدينة الميادين نموذجا ُيحتذى به كعشيرة، وعشائر منقسمة عنها، عندما قررت بالإجماع الدفاع عن منطقة كبيرة ومجاورة لدير الزور ضدتنظيم داعش. وهذا ما ميز مقاومة عشيرة الشعيطات لتنظيم داعش في صيف ،2014لأنها كانت ثورةعشائرية كاملة تقريبا في منطقة محددة، وعلى قرى متعددة، وكانت المثال الأقرب لثورة قبلية كاملة واجههاداعش منذ نشأته في دير الزور. ولذلك تصرف تنظيم داعش بسرعة ووحشية للقضاء عليها.قد جرى تشكيل جماعة أخرى، ُتدعى أسود الشرقية، من قوات عدة تابعة للجيش السوري الحر في محافظة دير الزور، كانت قد ُ هزمت على يد تنظيم داعش و ُ هجرت من المحافظة إلى منطقة القلمون الشرقية المعزولة نسب يا في محافظة حمص، في وسط غرب سورية. وفي إعلان تشكيل أسود الشرقية هذا،صر ح بأنه كان مدفوعا جزئيا برغبته في الثأر من هجمات تنظيم داعش على عشيرة الشعيطات. ويبلغ عددالمقاتلين نحو 250مقات ًلا من السكان الأصليين في دير الزور، وُيرجح أن جزءا كبيرا من هذه القوة، 100مقاتل، يسعون للانضمام إلى قوات سورية الديمقراطية. وثمة مشكلات حالية بين صفوف أسودالشرقية، سببها هو الخليط الغريب للجماعات ذي الأفكار المختلفة حول كيفية العودة إلى دير الزور.غير أن التحديات الأخيرة التي ظهرت داخل دير الزور، والرد الذي اختاره تنظيم داعش لمعالجتها، قديقوض النظام الأمني الذي أسسه في المحافظة عند وصول القوة المهجرة إليها. ويجبر الضغط المفروض على

(٢٠)

تنظيم داعش من خلال حملات منفصلها شنها نظام الأسد والتحالف بقيادة الولايات المتحدة، يجبرالتنظيم على تطبيق سياسة التجنيد الإلزامي للرجال المؤهلين جسد ًيا جميعهم بغض النظر عن العشيرةالتي ينتمون إليها في محافظة دير الزور بأكملها. وعلى الرغم من أن هؤلاء الرجال المجندين معظمهم لنيكونوا في خطوط المواجهة على الأرجح، بل ُ ج ِّّ ندوا للقيام بمهمات معينة لإعداد الدفاعات، غير أن عدماليقين في عواقب هذه السياسة يقود إلى تهجير الشعب إلى خارج المحافظة، ولا سيما فئة الشباب. وبناءعلى مقابلات مع ناشطين محليين من سكان دير الزور، وبخاصة في المناطق الإدارية لمدن الميادينوالبوكمال، فإن المسعى الجديد للتجنيد الإلزامي الذي يقوم به تنظيم داعش قد تهيئ الأوضاع لسقوطه.لأن الشبان المهجرين الذين كان معظمهم أعضاء في المليشيات المحلية قبل صيف ،2014يتجهون إلى المناطق التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية في سورية، أو قد لاذوا بالفرار بالفعل إلى تركيا، حيث يشكلون تجمعا إضاف ً يا من الطاقة البشرية لحملة على دير الزور يشنها التحالف بقيادة الولايات المتحدة.تق ّ در المصادر أن هناك 5آلاف مقاتل من دير الزور ما يزالون فاعلين في الحرب الأهلية السورية ولاُيع ّ دون جز ً ءا من القوات الموالية إما لتنظيم داعش أو لحكومة الأسد. ويشكل كادر من هؤلاء المقاتلين جز ًءا من قوات سورية الديمقراطية والتنظيمات المتحالفة معه، أما البقية فإما منقسمون بين جماعاتمعارضة مسلحة عدة تقع في شمال غرب سورية، أو أنهم مقاتلون مستقلون من دون جماعة. وتق ّ درالمصادر أن نحو 450مقاتل من الكادر الثاني هذا يشكلون جز ً ءا من تنظيم ُيدعى أجناد الشرقية،وينتمون إلى هيئة تحرير الشام، الذي يسيطر عليها تنظيم القاعدة في سورية (الذي كان ُيعرف سابقابجبهة النصرة، ولكنه س ّ مي لاح ً قا بجبهة فتح الشام).يشكل كادر المقاتلين الأول من دير الزور جز ً ءا من قوات سوريا الديمقراطية والقوة الحليفة لها، قواتالنخبة. ولا يوجد تقدير ثابت لأعداد المقاتلين من دير الزور الذين يشكلون جز ءا من قوات النخبة. ومنالمرجح أن يستقبل مجلس دير الزور العسكري، الذي يعد جز ًءا من قوات سورية الديمقراطية حال ً يا،المقاتلين من دير الزور الذين انضموا إلى قوات سوريا الديمقراطية في حملتها ضد تنظيم داعش.ينقسم الكادر الثاني من المقاتلين من دير الزور إلى جماعات معارضة مسلحة مختلفة، أو أنهم مقاتلون مستقلون لا ينتمون إلى أي جماعة، ويوجدون بشكل أساس في محافظات إدلب وحلب والرقة. ويشكلهؤلاء المقاتلون معظمهم من دير الزور جز ً ءا من تنظيمات موجودة في المناطق الشمالية والشرقية منمحافظة حلب. ومن هذه التنظيمات، التنظيم الذي ُ شكل حدي ً ثا وتزداد فيه أعداد المقاتلين يو ً ما بعد يوم،لواء تحرير دير الزور، وتقدر أعداد المقاتلين فيه حال ً يا بـ 250مقات ًلا، ممن حاربوا مع جماعات مختلفةمن الجيش السوري الحر من داخل مدينة دير الزور أو في محيطها. والتنظيمات الأخرى هي أحرارالشرقية، التي يق ّ در عدد مقاتليها بـ 350مقات ًلا، ودر ع الشرقية، ويق ّ در أعداد مقاتليها بـ 120مقات ًلا، وفرقة

(٢١)

سلطان مراد ولواء الحمزة، وتق ّ در أعداد مقاتليهما بـ 100مقاتل لكل منهما. وهناك تنظيم آخر، أبناءالشرقية، يق ّ در عدد مقاتليه بـ 150مقات ًلا، ويوجد حال ً يا في محافظة إدلب. وُتق ّ در المصادر أن هناك 500مقاتل إضافي من دير الزور مستقلين، ويوجد معظمهم في محافظة إدلب، وتسعى قوات سورياالديمقراطية سعيا حثيثا لتجنيدهم.أنشأ تنظيم داعش نظاما ملأ الفراغ الإداري في دير الزور، وتمكن إدارة دير الزور منذ منتصف عام 2014بشكل فاعل، وفي بعض الأوقات بوحشية. وينبغي على القوة التي ستطيح بتنظيم داعش أن تقومباستبدال سريع ودقيق للنظام الذي أنشأه التنظيم. ويستعد التنظيم لتقويض أي محاولات ترمي إلىاستبداله في دير الزور، وستكون التحديات التي ستواجه خليفته في السيطرة على المحافظة وإعادةالاستقرار إليها كبيرة.ينبغي أن تتألف القوة التي ستطيح بتنظيم داعش من المحافظة من مقاتلين من عشائر عدة، ولا يجبأن تعتمد فقط على عدد قليل من الجماعات المسلحة التي ُ هجرت من دير الزور بتصاميم لإنشاء نظام استبدادي في مرحلة ما بعد تنظيم داعش. وتجدر الإشارة إلى أنه بعد أكثر من 5سنوات على استقلالمعظم مناطق المحافظة عن حكومة الأسد، من المرجح أن يقوم السكان المحليين بمقاومتها. ثم إن الجماهيرتنظر بعين الشك إلى نيات الحرس الثوري الإسلامي الإيراني وحزب الله اللبناني، الحليفين الأساسيينلحكومة الأسد، والجماعات المسلحة التي ُ حشدت من الحرس الثوري الإيراني لدعم مساعي حكومة الأسدفي الحرب. وتتألف الجماعات التي حشدها الحرس الثوري الإيراني في أغلبها من مقاتلين شيعة من العراق وأفغانستان وباكستان. وتشكل الجماعات من العراق مشكلة خاصة، لأن استخدامها في غرب العراق أوصلها إلى السكان المحليين هناك، فلهم روابط قربى قوية مع عدد من المجتمعات في دير الزور التي تعانيانتهاكات لحقوق الإنسان.ينبغي أن تكون المجالس المحلية التي سيجري إنشاؤها لإدارة شؤون مناطق دير الزور التي سيجري الاستيلاءعليها من تنظيم داعش مستقلة، ومدعومة من قوات أمن وشرطة محلية ُتوظف من الشعب المحلي وليسمن المجتمعات الغريبة عن المحافظة. وينبغي على المجالس المحلية أن تمتنع عن تطبيق أيديولوجية علىسكان دير الزور، وينبغي عليها في المقابل التحرك بأسر ع ما يمكن للسماح لسكان المحافظة بإدارة شؤونهمبأنفسهم وف ً قا لقوانين تسنها مجالسهم المحلية.

(٢٢)

ينبغي على القوة التي ستطيح بتنظيم داعش خار ج محافظة دير الزور التي ستسعى لإعادة الاستقرار إليها،ومنع عودة ظهور تنظيمي داعش أو القاعدة أن تتبع الإجراءات الآتية: .

1تأسيس قوة أمن لكل بلدية يجري تحريرها من تنظيم داعش، ويف ّ ضل توظيف سكان المنطقة. .

2تأسيس مجالس محلية تتناسب مع السكان في كل منطقة محررة من تنظيم داعش، وضمان أنيكونوا ممثلين للشعب، من دون منح أفضلية لأي جماعة مسلحة أو عشيرة تمثي ًلا زائ ً دا في أي منالمجالس. .

3تأسيس جهاز قضائي مستقل، غير مرتبط بأي مليشيا أو عشيرة محلية، للإشراف على التحقيقاتفي الجرائم التي ارتكبها تنظيم داعش في المحافظة والمحاكمة في تلك الجرائم بموجب قانونالمقاطعات الذي ستسنه المجالس المحلية، وليس بموجب قانون العشائر أو الشريعة.

.4إنشاء برنامج إعادة تأهيل (معاد للتطرف) موجه إلى الشبان المحليين الذين استهدفهم تنظيمداعش لمنعهم من أن يصبحوا خلايا نائمة قد تسعى في وقت من الأوقات لإعادة تأسيس ذاتية فيدير الزور. .

5إنشاء منظمات توظف السكان المحليين لتأمين خدمات تعطلت في نزاع استمر أكثر من 5أعوام،وأهمها البنى التحتية للزراعة والنفط والماء والنقل. .

6تأسيس قوة أمن حدودية لإغلاق الحدود مع العراق وتقليل تدفع المقاتلين من الصحراء الغربيةفي العراق إلى دير الزور، من أجل دعم الحكم الجديد وقوات الأمن في سعيها لتحقيق الاستقرار في المحافظة.

(٢٣)

عن مركز الأمن الأميركي الجديد:

تتمثل مهمة مركز الأمن الأميركي الجديد في تطوير سياسات قوية، وبراغماتية، ومبدئية للدفاع والأمنالقومي. بناء على خبرات طاقمه ومستشاريه، ويشرك المركز صانعي سياسات، وخبراء، وأشخاص يتميزونبالإبداع، والبحث القائم على الحقائق، والأفكار والتحليلات البارزة لتشكيل مناقشة الأمن القوميوتعزيزها. ويكمن جزء رئيس من مهمتنا في إعلام وتحضير قيادات الأمن القومي عن اليوم والغد.سس في شباط/ فبرايرُوأيقع المركز في واشنطن، 2007على يد كورت م. كامبل وميشيل أ. فلورنوي.مركز الأمن الأميركي الجديد هو منظمة غير ربحية. أبحاثه مستقلة وغير حزبية. وليس للمركز مواقفتتعلق بقضايا سياسية في مستوى المؤسسة. وبذلك، تعبر كل الآراء والمواقف، ووجهات النظر المفصح عنهافي هذا المنشور إلى الكتاب أنفسهم

مقالات ذات صلة

USA