• الخميس , 28 مارس 2024

تتجنب الميليشيات الإيرانية الحركة الليلية بين سوريا والعراق

الكاتب والباحث سعد الشارع

تتجنب المليشيات الايرانية الحركة الليلية بين سوريا والعراق، هناك مخاطر هجمات تنظيم الدولة في المنطقة الممتدة من الحدود حتى عمق البادية السورية، والضربات الجوية التي في الغالب تكون في أوقات المساء وبعد منتصف الليل

.توقف رتل الصهاريج البالغ عدده قرابة 45 شاحنة عند مفرق الرطبة (15 كلم) عن الحدود السورية، عصر يوم الثلاثاء وكان من المتوقع أن ينتظر حتى الصباح لاستكمال طريقه، لكن المستغرب إن جزء من هذه الصهاريج تحركت الساعة العاشرة مساء، وفور دخولها الأراضي السورية من معبر #البوكمال، تعرضت لقصف من طيران مجهول.يبدو إن الغارة الأولى كانت تحذيرية (لابعاد سائقي الصهاريج) وبعدها بدقائق استهدفت الغارة الثانية الرتل مباشرة، ثم تلتها الغارة الثالثة والرابعة، لتسفر عن احتراق عدد من الصهاريج، وارتفع عدد قتلى المليشيات إلى 21، بينهم تسعة من الجنسية الايرانية، وعدد غير معروف من الاصابات.نقاط على العملية:

– ربما تكون هذه العملية رداً على مقتل الأمريكي “ستيفن إدوارد” يوم الاثنين في منطقة الكرادة في العاصمة بغداد، والذي تبنت جماعة “أهل الكهف” العملية رداً على ما أسمته ثأراً لمقتل قاسم سليماني، ورغم إن هذا السبب (رد على مقتل الأمريكي) مستبعد، لكن جرت العادة أن يكون عقاب المليشيات الايرانية على تجاوزاتها في العراق، داخل الأراضي السورية.

– لم يغير القصف النهج المتبع بإبقاء ساحة العمليات داخل الأراضي السورية (إلا في حالات طارئة)، وهذا تأكيد إن المساجلة مع المليشيات الإيرانية يراد إبقائها في منطقة محدودة، وليست ساحة مفتوحة.

– الصهاريج التي تم استهدافها، معظمها تحمل لوحات (أرقام) إيرانية، وغير معروف تاريخ دخولها للعراق.

– لا يبدو إن حمولة هذه الصهاريج جميعها من مادة (الكاز) بحسب ادعاء المليشيات إنها هدية للبنان من إيران، لو كانت كذلك لبقيت النيران مشتعلة في المنطقة حتى الصباح.

– رغم نفي (غير رسمي) الأمريكان لعلاقتهم بهذه العملية، إلا إن منطقة الحدود السورية- العراقية لا يمكن القيام بأي تحرك فيها دون موافقة أمريكية.

– تعد هذه المنطقة أيضاً مسرحاً نشطاً للطيران الاسرائيلي، وفي الفترة الأخيرة زاد الاهتمام البريطاني بها.-

لن تنتظر المليشيات الإيرانية وقتاً طويلاً للرد على هذه العملية، ويبدو إن النفي الأمريكي هو لتجنب حدوث ذلك كون حقل العمر (القاعدة العسكرية) وقاعدة التنف ضمن مرمى الأهداف السهلة للمليشيات الإيرانية.

مقالات ذات صلة

USA