• الجمعة , 29 مارس 2024

بوتين هدد “العقد الاجتماعي” الذي أبقاه في السلطة

الحرة. نت:28/9/2022

عبر ما يقرب من 100 ألف روسي إلى كازاخستان منذ أمر التعبئة الذي أصدره الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، قبل أيام، يضاف إليهم الآلاف من المتجهين إلى أرمينيا وجورجيا ومنغوليا ودول الشمال الأوروبي، وفقا لصحيفة “وول ستريت جورنال”.

ويأتي هذا النزوح في الوقت الذي تزداد فيه حالة عدم اليقين بشأن ما إذا كان الكرملين قد يحشد قوة بشرية إضافية لاستكمال أكثر من 300 ألف جندي احتياط تم استدعاؤهم في 21 سبتمبر.وتقول الصحيفة إن العدد الفعلي للروس الذين غادروا البلاد منذ إعلان ما أسماه الكرملين “التعبئة الجزئية” غير معروف.

وقال ديمتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين، للصحفيين إنه لا يعرف عدد المغادرين ووجه طلبات للتعليق إلى وكالة حرس الحدود الروسية.لكن البيانات التي نشرتها الدول، التي لا يحتاج الروس إلى تأشيرة لدخولها أو حيث يمكنهم البقاء لفترة مؤقتة دون تلك الوثائق، تظهر أن الآلاف دخلوا هذه البلدان في الأسبوع الماضي.

وقال مسؤول في وزارة الداخلية الجورجية للصحفيين، الثلاثاء، إن عدد الأشخاص الذين يدخلون البلاد من روسيا تضاعف تقريبا في الأيام الأخيرة، حيث قفز من حوالي 5000 إلى 6000 ليبلغ 10 آلاف شخص يوميا.

وفي واحد من ثمانية معابر حدودية إلى منغوليا عبر نحو 3000 روسي الحدود بين 21 سبتمبر و25 سبتمبر، حسبما ذكرت سلطات الحدود المحلية. وعادة ما يعبر حوالي ألف شخص هذه الحدود كل يوم، وفقا لوسائل الإعلام المحلية.

وأظهرت البيانات أن العديد من الروس الذين عبروا الحدود إلى الدول المجاورة غادروا إلى وجهات أخرى.وأمر الرئيس الكازاخستاني، قاسم جومارت توكاييف، حكومته بمساعدة الروس على دخول بلاده، لأن “معظمهم يضطرون إلى المغادرة بسبب الوضع الحالي الميؤوس منه”، حسبما قال في اجتماع، الثلاثاء.

وأضاف “يجب أن نعتني بهم ونضمن سلامتهم. إنها قضية سياسية وإنسانية”.وقال المحلل في شبكة “سي إن إن”، نايثان هودج، إن بوتين “قلب العقد الاجتماعي الذي أبقاه في السلطة لأكثر من عقدين من الزمان، وهو أن الناخبين الروس سيبقون بعيدا عن السياسة مقابل ضمانه قدرا، ضئيلا، من الاستقرار”.

وقال هودج إن هذا كان الدافع وراء الإصرار على وصف غزو أوكرانيا بأنه “عملية عسكرية خاصة” لن يخوضها سوى ذوي الخبرة العسكرية، وهو ما سمح للعديد من الروس بأن يمارسوا حياتهم بشكل طبيعي في موسكو أو سان بطرسبرغ غير مبالين بالتقارير حول المذابح المروعة في أوكرانيا.

وقد أنهت “التعبئة الجزئية”، التي أعلنها زعيم الكرملين الأسبوع الماضي، ذلك فجأة، حيث أصبح “الخوف يهز الجسم السياسي الروسي، وتندلع الاحتجاجات في مناطق الأقليات العرقية. ويجري إضرام النار في مكاتب التجنيد العسكري وإطلاق النار على ضابط تجنيد”، وفقا لهودج.

ويشير التحليل إلى أن بوتين بنى سلطته في روسيا من خلال إظهار نفسه على أنه عكس الزعيم السابق بوريس يلتسين، الذي ترأس الانتقال الفوضوي في روسيا بعد الاتحاد السوفيتي في التسعينيات.ويضيف “لكن اليوم، تبدو مشاهد الحشود الغاضبة التي تواجه المسؤولين وتتشاجر مع الشرطة المحلية حول تجنيد الأزواج والأبناء وكأنها تصوير مباشر من ذلك العقد”.

ويقول هودج إن الاحتجاجات الأخيرة ضد التعبئة الجزئية لبوتين جعلت معارضي الحرب على أوكرانيا أكثر صراحة حينما وصل الأمر إلى أخذ أبنائهم للمشاركة في القتال.

وفي الوقت الذي يواجه فيه بوتين مصاعب، حث الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، قادة العالم على اتخاذ إجراءات “وقائية”، بدلا من الانتظار “للرد” على التصعيد والمخاطرة بفقدان الأرواح والوقت.

وأدلى زيلينسكي بتصريحاته في تسجيل عبر الفيديو في كلية “كينيدي” للإدارة الحكومية بجامعة هارفارد، وفقا لصحيفة “واشنطن بوست”، بينما تواجه بلاده لحظة حرجة في ساحة المعركة، وبينما تضاعف روسيا تهديداتها باستخدام أسلحة نووية إذا لزم الأمر للدفاع عن الأراضي في شرق أوكرانيا التي تخطط لضمها.وبعد انتزاع آلاف الأميال المربعة من الأراضي من روسيا، منذ أواخر أغسطس، يحاول الجنود الأوكرانيون توسيع هجومهم المضاد واستعادة المزيد من الأراضي المحتلة.

لكنهم يواجهون احتمال تشكيل قوة روسية سيتم دعمها قريبا بمئات الآلاف من الجنود الروس الذين تم استدعاؤهم حديثا والكرملين العازم على تغيير ميزان القوى في الحرب.وتدعو أوكرانيا الولايات المتحدة ودولا غربية أخرى إلى إرسال دبابات وصواريخ بعيدة المدى وغيرها من الأسلحة الحيوية ردا على تهديدات موسكو الدراماتيكية بالتصعيد.

وحتى الآن، لم توافق الولايات المتحدة وألمانيا، الدولتان اللتان ركزت كييف على طلبها للحصول على دبابات، على تزويدها.

وجاءت تصريحات زيلينسكي، الثلاثاء، بمثابة تحذير للقادة الغربيين بعدم التأخير وتفويت فرصة تجنب التصعيد الروسي، وفقا للصحيفة.واتهم زيلينسكي روسيا بتنفيذ “ابتزاز نووي”، وقال إن العالم يجب أن يضمن عدم حدوث ضربة نووية، بدلا من انتظار الرد على هجوم كارثي.

مقالات ذات صلة

USA