• الجمعة , 29 مارس 2024

السوريون في إدلب ودول اللجوء يتضامنون مع أوكرانيا.. مواقف شعبية ورسمية

نداء بوست- أخبار سورية- إدلب

لاقى الهجومُ الروسيُّ على أوكرانيا، استنكاراً وتنديداً واسعاً من السوريين المناهضين لنظام الأسد في محافظة إدلب وفي دول اللجوء، كما أصدرت الهيئات والمؤسسات الرسمية المعارضة بيانات تعبر عن التضامُن مع الشعب الأوكراني وتطالب المجتمع الدولي بوضع حدّ للاعتداءات الروسية.

وجاءت مواقف السوريين هذه، انطلاقاً من المآسي التي عاشوها طيلة السنوات السبع الماضية جرّاء التدخُّل العسكري الروسي في سورية، ومن إحساسهم بمرارة ما يتعرض له الأوكرانيون حالياً من نزوح وتهجير على يد روسيا التي تصف نفسها بأنها “قوة عظمى”.في إدلب، رسم الفنان عزيز الأسمر لوحة على جدار أحد المباني المدمَّرة بفعل قصف الطيران الروسي في بلدة “بنش”، أعرب خلالها عن التضامُن مع أوكرانيا وشعبها، ورفض الغزو الروسي الذي تتعرَّض له.

الحكومة السورية المؤقتة، أصدرت بياناً أدانت فيه الهجوم الروسي على أوكرانيا، وندَّدت بـ”الإجرام والغطرسة الروسية والأحلام التوسعية وسياسات بوتين الساعية لتنصيب حكومة عميلة على الشعب الأوكراني وسلبه لحريته وقراره وسيادته”.

وجاء في البيان: “إننا في الحكومة السورية المؤقتة إذ نتضامن مع الشعب الأوكراني والحكومة الشرعية في دفاعها المشروع ونضالها الوطني بوجه الغزو نؤكد على أن أنصار الحرية في العالم مَدعُّوونَ للوقوف بشكل جدي وحاسم في وجه انتهاك القانون الدولي وسياسة روسيا في قمع الشعوب ونهب ثرواتها والاستيلاء على قرارها الوطني من خلال عملاء على سُدّة الحكم، ليس في أوكرانيا فحَسْبُ بل في كل مكان”.

كما أدان الائتلاف الوطني لقُوَى الثورة والمعارضة السورية، الغزو الروسي لأوكرانيا، ودعا العالم للتصدي له بحسم؛ تجنُّباً لكارثة دولية قد تمتد وتتوسع لتشمل الكثير من الدول.وقال: “لا يريد الشعب السوري أن يشهد المزيد من الإجرام الروسي المقترن بخذلان دولي في أي جزء جديد من العالم، بعدما عانى -وما يزال يعاني- من مجازر روسيا وجرائمها في سورية، لذا ندعو المجتمع الدولي وأطرافه الفاعلة -ونخص الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة- إلى التدخل الفوري لردع بوتين ووضع حدّ لمطامعه التي لن تتوقف عند حدود أوكرانيا”.

وشدد على أن “التهاون مع العدوان الروسي والبلطجة الدولية في غزو الدول المستقلة ذات السيادة وقضم أجزاء منها سيُشجع على تكرار هذا السيناريو في أماكن أخرى من العالم وسيُحرِّك مطامع الدول القوية في جيرانها الضعفاء ما يعني خللاً عالمياً في الأمن والاستقرار وشيوع فوضى دولية عارمة”.

الائتلاف أشار في بيانه أيضاً إلى أن “الشعب السوري يعرف جيداً مآسي الحرب وويلاتها ومرارة الخذلان الدولي وبشاعته لذا يعلن وقوفه إلى جانب الشعب الأوكراني الصديق ويدعم مقاومته للعدوان الروسي ويدعم دفاعه الشجاع عن وحدة بلاده وسيادتها”.

كذلك، حذر الأمين العامّ للائتلاف السوري، هيثم رحمة، المجتمع الدولي من احتمال رد بوتين على خساراته في أوكرانيا بضربات انتقامية على الشعب السوري، داعياً إلى دعم الجيش الوطني السوري وإمداده بالعتاد النَّوْعيّ وبمضادات طيران أسوة بدعم أوكرانيا بها، ما يحدّ من خيارات بوتين العسكرية في سورية، ويمنعه من تهديد دول “الناتو” من خلال القواعد الروسية في الساحل السوري.

وأكد رحمة أن المجتمع الدولي قد ارتكب خطأً فادحاً بترك حبل بوتين على غاربه في سورية، وتركه يتمدد فيها على حساب أرواح السوريين، ما شجَّعه على غزو أوكرانيا، والذي إن نجح فيه بوتين فلن يتوقف عند تخوم الأراضي الأوكرانية، ولكن مطامعه ستمتد إلى دول جديدة في العمق الأوروبي.

وأيضاً، زار وفد من السفارة السورية في قطر، والتي يديرها الائتلاف الوطني، مقر السفارة الأوكرانية في الدوحة، وأعرب عن تضامُنه مع الشعب الأوكراني ضد الغزو الروسي.

وخلال الزيارة، ألقى القائم بأعمال السفارة السورية في قطر بلال تركية كلمة عبّر خلالها عن “حزنه الشديد” من جراء الغزو الروسي لأوكرانيا، مؤكداً أن “السوريين الأحرار” يقفون بجانب الشعب الأوكراني، خاصة أنهم “ذاقوا نفس المعاناة التي تحل بالشعب الأوكراني اليوم”.

وفي سياق متصل، شارك لاجئون سوريون في ألمانيا بمظاهرات مناهضة للعدوان الروسي على أوكرانيا، رفعوا خلالها عَلَم الثورة السورية والعَلَم الأوكراني، ورددوا عبارات تُعبِّر عن تضامُنهم مع الأوكرانيين وتطالب بوقف الهجمات الروسية.

بدورها، أصدرت منظمة الدفاع المدني السوري، المعروفة باسم “الخوذ البيضاء” بياناً أعلنت فيه تضامُنها مع الشعب الأوكراني في مواجهة الهجمات الروسية المستمرة، كما أعربت عن ألمها من رؤية الأسلحة الروسية التي تم اختبارها على أجساد السوريين تُستخدَم الآنَ ضد المدنيين الأوكرانيين.

وقالت: “بصفتنا سوريين تعرضوا لأكثر من عَقْد من العدوان الروسي، نؤكد تضامُننا مع الشعب الأوكراني ووقوفنا إلى جانبه في مواجهة الإرهاب الروسي، وإننا نشجب بأشد العبارات كل أعمال العدوان عليه، كما نشعر بالإحباط بمجرد التفكير بتكرار المأساة السورية في بلد آخر مثل أوكرانيا”.

وأضافت: “إن الحكومة الروسية وبوتين القاتل لا يمكن أن يكونوا يوماً في ضفة السلام، وإن المجتمع الدولي مُطالَب بالوقوف بحزم في مواجهة إرهابهم الذي تمادى بعد عدم محاسبتهم في سورية، نأمل أن ينتهي إرهابهم وعدوانهم للأبد، ولقد حانَ الوقت لإجماع دولي يُوقِف عدوان بوتين في أوكرانيا، ويردع أي عدوان في المستقبل، وحتى لا تهدم الأعراف والقِيَم الإنسانية التي كافحت الأجيال من أجل بنائها”.

من جانبه أصدر فريق ملهم التطوعي بياناً أكد فيه عن تضامُنه مع أوكرانيا وشعبها، مُعرِباً عن أمله في أن يحل السلام فيها وأن ينعم أطفالها بالأمان، وأن يجد العالم حداً لمجابهة الظلم الحاصل، وأن لا تكبر الكارثة وتعمّ.وقال الفريق: “نعلم جيداً معنى أن تنقلب الحياة فجأة بسبب قصف غادر، وأن يصبح الطفل والمدني، غير آمِنين في منازلهم ومأواهم، نشاهد مظاهر الدمار والنزوح في أوكرانيا نتيجة الهجمات العسكرية الروسية، والتي سبق وكانت السبب في دمار الأراضي السورية، والتي طال ظلمُها ملايينَ الأبرياء والأطفال، متسببة بحجم الكارثة الإنسانية التي تشهدها المنطقة منذ سنوات ليومنا هذا”.

تجدر الإشارة إلى أن النظام السوري أعلن منذ الساعات الأولى للغزو الروسي المستمر لأوكرانيا، عن دعمه للهجوم، وزعم كلٌّ من فيصل المقداد وزير خارجيته، وبثينة شعبان المستشارة السياسية لبشار الأسد، ولونا الشبل المستشارة الإعلامية لبشار الأسد، أن العملية الروسية تُعتبَر حقاً مشروعاً لموسكو، وأن النظام على استعداد للاعتراف باستقلال إقليمَيْ “دونيتسك” و”لوغانسك” الانفصالييْنِ شرقي أوكرانيا.

مقالات ذات صلة

USA