• الجمعة , 19 أبريل 2024

الأسد يلاحق أبرز رموز مرتزقته.. سيرة ذاتية لـ”أبو البراميل”

الغدر، عادة راسخة لدى هذا النظام، ورثها بشار الأسد عن والده الذي اغتال وأبعد شركاءه ومحازبيه الذين أوصلوه إلى قيادة البلد، بشار اليوم يتابع مسيرة غدر والده ويعمل على بتر كل ذراع طويلة في نظامه، لإبعاد احتمال وصولها إلى رقبته، رغم أن هذه الأذرع قدمت له كل عون في قتل السوريين ووفرت له الحماية والأمان.
تتداول الأخبار الواردة من سوريا أن كثيرا من أسماء قادة الميليشيات التي قاتلت إلى جانب الأسد، وكذلك أسماء عديدة لرجال أعمال قدموا الدعم المالي لهذه الميليشيات وللنظام ذاته، وضعت على قائمة الملاحقة، وبدأت قوات الأمن بمحاصرة هؤلاء لكفّ يدهم، وربما بترها لاحقا، والأبرز من بين هؤلاء هو الرجل القوي الملقب بـ “أبو البراميل” أيمن جابر، فقد صدرت أوامر عليا بالحجز على أمواله، وتم سحب سياراته المصفحة ومرافقته، من هو هذا الرجل؟
برز “أبو البراميل” على ساحة أحداث مدينة اللاذقية مموّلا عناصر الشبيحة الذين تصدوا للمظاهرات السلمية منذ الأيام الأولى للحراك الثوري، هو من قرية “الشلفاطية” التابعة لمنطقة اللاذقية، ينتمي لأسرة فقيرة غير متعلمه، بدأ حياته بالعمل شبيحا وخادما لـ”فواز بن جميل الأسد” شقيق “حافظ الأسد”، وبعد أن أثبت مصداقيته وتبعيته الكاملة له عيّنه وكيلا لأعماله في مرفأ اللاذقية، وكلّفه بجباية الأموال من التجار المصدرين والمستوردين.
استطاع تكوين ثروة أهّلته لاستمالة ابنة “كمال الأسد”، فأطلقت مصاهرته لآل الأسد يده في اللاذقية بأوامر من عمه “كمال” الذي اعتبره يده اليمنى التي يبطش بها، كان خلال فترة الحصار على العراق المسؤول الأول عن عمليات تهريب النفط الخام عبر مرفأي طرطوس واللاذقية بتكليف من كمال الأسد وربما بشار الأسد، واستطاع جمع ثروة هائلة تقدر بعدة مليارات من الدولارات.
غدا بعد سقوط العراق أحد أهم رجال الأعمال في الساحل وسوريا، وأسس شركة “أسكو” لصناعة الحديد والصلب في منطقة جبلة، وأصبح رئيسا لمجلس الحديد والصلب في سوريا، وساهم بأمواله بتأسيس قناة “الدنيا” الفضائية.
مع انطلاقة الثورة، كان المبادر إلى صناعة البراميل المتفجرة في مصنعه القريب من مدينة جبلة، ومّول ميليشيات “الدفاع الوطني” والشبيحة في الساحل السوري، وأسس ميليشيات “صقور الصحراء” و “مغاوير الجبل”، وكلّف ابن شقيقه بقيادتها، وبات الرجل الأقوى في محافظة اللاذقية بعد مقتل “هلال الأسد” ومنع ابنه “سليمان الأسد” من قيادة ميليشيات “الدفاع الوطني”.
اعتلاؤه صدارة مشهد التشبيح في اللاذقية لم يعجب قيادة الشبيحة التقليديين من آل الأسد والمقربين منهم، فحاولوا اغتياله أكثر من مرة، ونجحوا بتحجيم نشاطه عام 2016 بعد تعرّضه لموكب أحد متنفّذي عائلة الأسد، وانتفاء الحاجة تدريجيا لبراميله مع توقيع اتفاقات خفض التصعيد في الأستانة وإيجاد مصانع بديلة.
استعاد جابر موقعه بدعم من عمه كمال الأسد “والد زوجته”، الذي استمر منقذا له من كل ورطاته مع قيادات الشبيحة في الساحل، وكان تطورا غريبا قرار تحجيمه وكفّ يده الذي صدر قبل أيام، ونقلت مصادر مطلعة أن أوامر صدرت من قيادة الفرقة الرابعة التابعة لـ”ماهر الأسد” بمصادرة أمواله وجمع الأسلحة التي بحوزته، وجرت مصادرة الكثير منها، ووضعت في القصر الرئاسي بمدينة اللاذقية.
الناشط “محمد الساحلي” نقل عن مصدر مقرب من الطرفين، بأنه تم اعتقال العشرات من مرافقة “جابر” وحرسه الخاص، ومداهمة مقرات “صقور الصحراء”، حيث يبدو أن عمّه “كمال الأسد” لم يعد قادرا على حمايته، وترجح مصادر أن يكون التالي في عملية التحجيم والملاحقة، وبسبب ولائه لإيران التي يتراجع دورها لمصلحة النظام وروسيا.
وفي تطور لافت، أكد المصدر أنه وبناء على توجيهات صدرت من قاعدة “حميميم” العسكرية الروسية، تمت مصادرة جميع أجهزة الاتصالات التي بحوزة “أيمن جابر” وعناصره المقربين، وذلك للاشتباه بعلاقة “أبو البراميل” بهجوم الطائرات المسيرة المتكرر على قاعدة “حميميم”.
وأوضح المصدر أن المعلومات المتوفرة تشير إلى أن التحكم بالطائرات المسيّرة “درونز” كان يتم من داخل مصنعه للحديد والصلب القريب من القاعدة، وهو المكان الذي تمّ به تجميع تلك الطائرات وبرمجتها.
“وكان “أيمن جابر” تحدث في أكثر من مناسبة ومكان أمام رجاله أن بشار الأسد غير مؤهل لحكم سوريا، وأن عمّه “كمال” يجب أن يكون مكانه لما يمتلكه من شعبية ونفوذ في أوساط العلويين”، حسبما نقل الناشط عن مصادر مقربة من “جابر”.
كما أسهم خلاف “جابر” مع العميد “سهيل الحسن” حول تبعية “صقور الصحراء”، بتساقط المزيد من أوراقه، حيث رفض طلب “النمر” بضمّها لقواته، ولعلّ تراجع دور إيران في سوريا السبب الأهم في ملاحقة “أبو البراميل”، وهي التي كانت تدعمه وتوفر له سبل القوة وتعتبره رجلها القوي في الساحل بوجه النفوذ الروسي المتعاظم.
قد يكون للتزاحم الروسي الإيراني في سوريا أثر كبير في وأد “أيمن جابر” نظرا لتفوق الروس، ولكن الحقيقة التي لا تغيب أن نظام بشار الأسد هو المستفيد الأكبر ولعلّه المخطط للتخلص من رجال “العسكرة” الأقوياء بعد انتفاء الحاجة إليهم، وسيطال الأمر كثيرا من هؤلاء “الأغبياء” الذين اعتقدوا أنهم عماد الدولة الذين لا يمكن التخلي عنهم، حيث إنهم لم يتعظوا من دروس الغدر التاريخي لحافظ الأسد (قبل ابنه) بأكثر المقربين منه، إنه نظام طائفي يمنع اقتراب الآخرين منه، وعائلي يحرّم على العائلات الأخرى “حتى العلوية منها” التفكير بمشاركته الكرسي، فيقتل ويعتقل ويطرد من أجل ذلك.
وتفيد آخر المعلومات الواردة من الساحل أن “أيمن جابر” قد توارى عن الأنظار، ولم تتمكن الأجهزة الأمنية من القبض عليه، وهناك احتمال بأنه في طريقه للهرب إلى أوكرانيا، باعتبار أن أوكرانيا معادية لروسيا، ولا يمكن أن تسلّمه لنظام الأسد.
المصدر: زمان الوصل

مقالات ذات صلة

USA